بعد يوم دام وعنيف ومقتل 130.. الأسد يهنئ قواته

قال: نقدر عاليا انضباطكم وحرصكم على تمثل الأخلاق النبيلة

TT

في الوقت الذي كان فيه الشارع السوري مذهولا من عدد الشهداء الذين أسفرت عنهم عملية عسكرية يوم أول من أمس تقوم بها وحدات من الجيش في حماه ودير الزور والبوكمال ودرعا وإدلب، والذين قدر عددهم بأكثر من 130 شهيدا ومئات الجرحى، نصيب حماه منها أكثر من 100 شهيد، وجه الرئيس بشار الأسد تهانيه للجيش العربي السوري بمناسبة عيده الذي تزامن مع الأول من رمضان، وعبر الرئيس عن تقديره «عاليا» جهود وتضحيات وانضباط وحرص الجيش على تمثل «الأخلاق النبيلة والمعاني السامية التي تجسدها المؤسسة العسكرية». وقال الأسد في كلمة وجهها للجيش في مناسبة الذكرى السادسة والستين لتأسيسه عبر مجلة «جيش الشعب»: «لقد أرادوها فتنة لا تبقي ولا تذر.. لكن الشعب العربي السوري كان أكبر من كل ما تم رسمه والتخطيط له.. واستطعنا معا أن نئد الفتنة.. وأن نقف مع الذات وقفة جادة ومسؤولة تستكشف مواطن الخلل والوهن وتعمل على معالجتها»، لافتا إلى أن عربة «الإصلاح الشامل انطلقت ولن تتوقف»، وذلك «رغم كل ما سخر ويسخر من طاقات مادية وتقنية ودبلوماسية وإعلامية وعسكرية بهدف تمزيقنا والقضاء على المقاومة نهجا وثقافة وسلوكا»، مؤكدا أن مصير هذه الهجمة الشرسة لن يكون «أفضل من مصير سابقاتها وسنخرج من الأزمة أشد قوة وأكثر حضورا وفاعلية إقليميا ودوليا».

وعبر عن قناعته بأن «المؤامرة» التي تتعرض لها سوريا وتهدف لتفتيتها «مصيرها الفشل وأن الشدائد ستزيدنا قوة»، معتبرا أن «مشروع الفتنة فشل»، وقال إن «قدر سوريا أن تكون في موقع القلب لهذه المنطقة الجيواستراتيجية من العالم»، وعبر الأسد عن «ثقة مطلقة» بإسقاط ما سماه «الفصل الجديد من المؤامرة» التي نسجت خيوطها بدقة وإحكام بهدف «تفتيت سوريا تمهيدا لتفتيت المنطقة برمتها»، وأنه فات المتآمرين على سوريا بأن لها «خصوصيتها الذاتية العصية على كل المؤامرات والمتآمرين». وأضاف مؤكدا «نحن اليوم أكثر تصميما على متابعة نهج الكرامة بخطى واثقة تستند إلى القدرات الذاتية.. وترك صناع الحروب وتجار الدم يجترون مرارة الهزيمة والخيبة والخذلان».

وخاطب الرئيس الأسد القوات المسلحة بالقول «يكفيكم فخرا أن دماءكم الطاهرة وجراحكم النازفة وصبركم وإقدامكم وتصميمكم على تنفيذ مهامكم المقدسة قد أزهر وأثمر، وقطع الطريق على أعداء الوطن، وأسقط الفتنة».

وأن جميع أبناء سوريا «قد عقدوا العزم على إكمال الدرب يدا بيد وكتفا إلى كتف في سبيل الحفاظ على الوطن وسيادية قراره الوطني الكفيل بتصدير نموذج سوري للحرية والديمقراطية والتعددية السياسية، نحو مستقبل نصنعه بأيدينا.. ووفق قناعاتنا ومصالحنا، لا وفق ما يريده أعداء الأمة»، مخطئا كل من «يظن أن الضغوط وإن اشتدت.. والمؤامرات وإن تنوعت قادرة على أن تدفعنا للتنازل عن بعض حقوقنا ومبادئنا». وأضاف موضحا أن «إيماننا بالسلام العادل والشامل، وحرصنا على بلوغه وتحقيقه لا يعني قط التخلي عن ذرة تراب أو قطرة ماء.. والجولان العربي السوري سيبقى عربيا سوريا.. وسيعود كاملا إلى حضن الوطن الأم سوريا وسنبقى أحرارا في قرارنا الوطني.. وأسيادا في علاقاتنا الدولية»، وأن الذي يراهن على غير ذلك يكون «واهما.. فالشدائد تزيدنا صلابة.. والمؤامرات تزيدنا قوة».