اختتم ملتقى النشطاء السوريين الأول الذي انعقد في إسطنبول تحت شعار «تعارف، تنسيق، تعاون، تدريب» بحضور 200 ناشط وناشطة، وبمشاركة ملحوظة من ناشطي الداخل.
ويعد هذا الملتقى الأول من نوعه من حيث طبيعته العملية والتدريبية، وخلص المشاركون إلى اختيار منسقين في كل مسار من مسارات الملتقى الخمسة ليشكلوا مع فريق الملتقى الحالي هيئة لإدارة الملتقى الذي سينعقد بصفة دورية.
وأكد القائمون على تنظيم الملتقى أنه سيكون فاتحة سلسلة أخرى من الملتقيات التنسيقية والتدريبية للناشطين السوريين الذين تعول عليهم سوريا أن يكونوا لبنة بناء دولة المؤسسات، التي تقوم على اقتصاد المعرفة والمجتمع المدني في مرحلة ما بعد الأسد، وفقا للمنظمين. واختتم الملتقى بالاتفاق على مجموعة من المشاريع الجديدة لدعم الثورة السورية، كما أنتجت مجموعات العمل مشاريع عملية وخططا مستقبلية سيتم العمل على تطبيقها تباعا، وكذلك الاتفاق على آليات تواصل تهدف إلى ترسيخ مسيرة التنسيق بين النشطاء وتوحيد الجهود مستقبلا وإنجاز المشاريع المتفق عليها، وكذلك تم الإعلان عن جائزة إبداع لأفضل مشروع لدعم الثورة السورية في الفترة المقبلة. وأكد معاذ السباعي عضو الهيئة التأسيسية لمؤتمر أنطاليا، المنسق العام للملتقى، لـ«الشرق الأوسط» أن «الملتقى تميز بجمعه لناشطين من داخل سوريا وخارجها، وأظهر وضوحا في الرؤية عند النشطاء وتوافقا واضحا حول ثوابت الثورة السورية، وهي السلمية والوحدة الوطنية». وتابع قائلا «الملتقى أكد أن الشعب السوري واحد بكل طوائفه، فلقد كان واقعا عمليا عاشه المجتمعون على مدى الأيام الأربعة المليئة بالعمل والإنتاج».
وكشف السباعي لـ«الشرق الأوسط» عن أنهم بصدد الإعداد لملتقيات قادمة، «ولكن الأهم من ذلك أن اللجان التنسيقية المنبثقة عن المؤتمر بدأت بمباشرة عملها ضمن المشاريع التي تبناها الملتقى، كذلك بدأنا بتفعيل آليات التنسيق المتفق عليها».
وأشار السباعي إلى تجاوب الملتقى مع نداءات تنسيقيات وثوار الداخل، حيث قال «نوحد جهودنا ونطور أداءنا بما يتناسب مع حجم التحدي الملقى على عاتقنا في هذه اللحظات المفصلية في تاريخ سوريا الحديثة»، وشدد «نحن نعلم تماما أننا سنكون أقوى متحدين».
من جهتها أكدت بهية مارديني، رئيسة اللجنة العربية لحرية الرأي والتعبير، أن تقسيم الملتقى إلى المسار السياسي والاستراتيجي والإغاثي والحقوقي والإعلامي واللوجيستي والتقني عمل على أثراء الحوار بالملتقى، واستفادة الحضور كل حسب اهتماماته وإمكانياته.. حيث قالت مارديني لـ«الشرق الأوسط»: «الملتقى كان جد مفيد للثورة والثوار».
ولفتت مارديني التي عرضت ورقة عمل في الجلسة الافتتاحية للملتقى عن الإعلام والثورة، إلى أن الملتقى شمل عرض أكثر من 16 ورقة عمل ضمن مسارات الملتقى الذي ضم تسع دورات تدريبية متخصصة.