المدن السورية تنتفض مؤازرة لأهالي حماه في جمعة «الله معنا».. ومقتل 10 على الأقل برصاص الأمن

الأمن والشبيحة يحاصران مساجد في دمشق ويطاردان مصلين حاولوا التكبير

صورة مأخوذة من موقع اوغاريت لمظاهرات في حمص
TT

لم يخل الوضع الكارثي في حماه دون خروج مظاهرات في أنحاء البلاد، تحدت الدبابات والقمع، وخرج عشرات آلاف السوريين في مظاهرات تضامنا مع أهالي حماه ودير الزور، من بينها درعا، وكان أكبرها في مدينة حمص. وأطلقت قوات الأمن النيران لتفريقهم وقتلت 10 أشخاص على الأقل من بينهم في العاصمة دمشق، بينما أعلن مصدر رسمي مقتل اثنين من رجال الأمن وجرح ثمانية آخرين في كمين في محافظة إدلب.

وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، أن «عشرة أشخاص قتلوا الجمعة وجرح كثيرون عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق متظاهرين في ريف دمشق وحمص» في أول يوم جمعة في رمضان تحت شعار «الله معنا» والتي شهدتها مدن سورية عدة.

وكان رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي أعلن أن «رجال الأمن تصدوا لمظاهرة خرجت في مدينة عربين (ريف دمشق) مما أسفر عن مقتل خمسة أشخاص على الأقل وجرح عدد كبير من المتظاهرين». وأوضح عبد الرحمن أن «سبعة أشخاص قتلوا في عربين وشخصا في المعضمية (ريف دمشق) كما قتل شخصان في حمص»، مشيرا إلى «إصابة عدد كبير من المتظاهرين بجروح».

كما نقل مدير المرصد عن تجمع أحرار دمشق وريفها للتغيير السلمي، أن «هناك إصابات بصفوف المتظاهرين في مدينة دوما (ريف دمشق) .

وفي بلدة طيبة الإمام القريبة من حماه خرجت أمس مظاهرة حاشدة نصرة لحماه ونادت بإسقاط النظام.

أما في مدينة حمص (وسط) والقريبة من حماه فخرجت المظاهرات في غالبية الأحياء في شارع الملعب، والسلطانية والإنشاءات، وباب السباع وباب عمر والخالدية والبياضة والوعر وجوبر والميدان وفي دير بعلبة اقتحمت الدبابات المنطقة وجرى إطلاق نار كثيف. وقال ناشطون إنه «قبل خروج المصلين من جامع الرحمن في دير بعلبة الحي الجنوبي تم إطلاق النار من قبل مدرعات الجيش والأمن وأصيب ثلاثة بطلق ناري، أحداهما إصابته خطرة، وبعض المصلين أصيبوا بالزجاج المكسر واستمر إطلاق النار عدة ساعات».

وأكد عبد الرحمن أن «عشرين شخصا جرحوا، سبعة منهم إصاباتهم بالغة، عندما أطلق رجال الأمن النار على مظاهرة كانت خارجة من أحد المساجد في دير بعلبة». وأضاف أن «رجال الأمن أطلقوا النار لتفريق مظاهرة حاشدة خرجت في حي القصور في حمص أيضا».

وأضاف أن أكثر من ثلاثين ألفا شاركوا في إحدى مظاهرات حمص في حي الخالدية، موضحا أن «الأمن قام بتفريق المظاهرات وأطلق النار على المتظاهرين في شارع الحمرا وبابا عمرو وتير معلة، القريبة من حمص». وأوضح أن «أكثر من 12 ألف متظاهر خرجوا في مدينة بنش الواقعة في ريف إدلب (شمال غرب) للمطالبة بإسقاط النظام والتضامن مع حماه ودير الزور».

وفي مدينة القصير في ريف حمص خرجت مظاهرة مناصرة لحماه ودير الزور وفي عدة قرة في ريف القصير دون تدخل من قوى الأمن. وفي محافظة الحسكة (شمال شرق) خرج الآلاف في مدينة عامودا وفي مدينة رأس العين والدرباسية تظاهروا على الطرق العامة وفي القامشلي الآلاف بعد الانتهاء من جامع قاسمو عقب صلاة الجمعة واتجهوا إلى دوار الهلالية وسط غياب كامل لقوات الأمن.

وفي الحسكة في منطقة غويران المجد خرج المظاهرون من الجامع الكبير على نية التظاهر كما قال أحد المشاركين، إلا أنهم فوجئوا بكثافة الوجود الأمني والعسكري عند باب الجامع، فتفرقوا ليقوموا بمظاهرات طيارة في أماكن متفرقة.

وفي دير الزور خرج الآلاف في مظاهرات متفرقة عقب صلاة الجمعة في عدد من المناطق والأحياء طالبت بسحب الجيش ونصروا حماه. وخرج متظاهرون من المطار القديم إلى شارع التكاية باتجاه ساحة الحرية ليلتقوا بمتظاهرين من جامع العريفي وحي الجورة المتجهين إلى دوار المد لجي ومن ثم التجمع الرئيسي في المكان المعتاد.

وفي حلب خرجت مظاهرات في عدة مناطق في مدينة حلب في الصاخور والمرجة وكرم القاطرجي تناصر حماه ودير الزور وتدعو لإسقاط نظام الأسد. وقامت قوات الأمن والشبيحة بمهاجمة المتظاهرين وجرت عمليات اعتقال للعشرات في حي الصاخور الشعبي، وفي منطقة المرجة بباب النيرب جرت اعتقالات، وفي حي كرم القاطرجي خرجت مظاهرة طيارة قبل حضور قوات الأمن. كما شهد محيط عدد كبير من الجوامع التي شهدت خروج مظاهرات في الأيام الماضية، والتي يتوقع خروج مظاهرات منها حضورا أمنيا كثيفا.

وفي العاصمة دمشق حاصر الأمن والجيش والشبيحة المساجد في حي القابون منها جامع أبو بكر الصديق والحسن والشيخ جابر الأنصاري. وفي منطقة كفر سوسة خرجت مظاهرة من جامع الرفاعي وتفرقت بسرعة، وكذلك في حي القدم. وقال ريحاوي إن «مظاهرات خرجت في الميدان تصدى لها رجال الأمن بالقنابل المسيلة للدموع. كما اعتدوا على المتظاهرين ولاحقوهم إلى داخل الأزقة». وفي ريف دمشق خرج الآلاف في حرستا ودوما والكسوة ومضايا والزبداني وسقبا وعربين التي شهدت إطلاق نار كثيف (..) كما المتظاهرون في داريا رغم الوجود الأمني، على حد قوله. ولفت إلى أن المتظاهرين في القابون والمعضمية لم يتمكنوا من الخروج نظرا للوجود الأمني الكثيف في المدينتين.

وفي عربين كان الوضع هو الأسوأ يوم أمس، حيث سقط عدد من القتلى والجرحى بعد اقتحام الجيش لعربين وفي دوما تم تفريق المظاهرات بالرصاص. وكذلك في الكسوة وجديدة عرطوز، حيث حاصرت قوات الأمن المساجد وأغلقت الشوارع لمنع المتظاهرين من الخروج وقال ناشطون إن أكثر من ستة باصات أمن مدعومة بأفراد من الجيش اقتحمت مدينة جديدة عرطوز وقاموا باعتقالات عشوائية كبيرة طالت العشرات، وكذلك كان الوضع في داريا، وفي مضايا التي شارك في مظاهراتها الأطفال.

وفي منطقة القلمون في ريف دمشق قام المتظاهرون بقطع خطبة الجمعة في الجامع الكبير وإنزال الخطيب من على منبره، لموقفه الموالي للنظام.

كما خرجت عدة مظاهرات في محافظة إدلب (شمال) أكبرها كان في مدينة سراقب، حيث قدر عدد المشاركين بـ25 ألف متظاهر. وفي كفر نبل قال ناشطون إن قوات الأمن أطلقت النار على أحمد بن تركي الدامور فأصابته بقدمه وذلك بعدما منعهم من الصعود إلى سطح منزله لقنص المتظاهرين.

وفي مدينة طرطوس الساحلية، قام الأمن بخطوة استباقية، حيث هاجموا شبابا متجمعين في جامع المنصور في حي البرية وقبل خروجهم في مظاهرة وتم اعتقال عدد منهم.