الأسد: التعامل مع الخارجين عن القانون واجب الدولة

الإعلان عن شحنة سلاح مهربة من لبنان عشية زيارة وزير الخارجية اللبناني

صورة من شبكة شام لطلاب سوريين يتظاهرون في معرة النعمان بعد أدائهم الامتحانات
TT

في الوقت الذي كان يسقط فيه عشرات القتلى في مدينة دير الزور (شرق) جراء عملية عسكرية بدأتها وحدات من الجيش السوري، فجر أمس (الأحد)، قال الرئيس السوري بشار الأسد، إن «التعامل مع الخارجين عن القانون من أصحاب السوابق الذين يقطعون الطرقات ويغلقون المدن ويروعون الأهالي واجب على الدولة لحماية أمن وحياة مواطنيها»، مؤكدا أن «سوريا ماضية في طريق الإصلاح بخطوات ثابتة».

وهو الكلام الذي قاله قبل يوم واحد وزير خارجيته وليد المعلم للسفراء العرب والأجانب، والذي جاء بينما تدخل عملية العملية العسكرية الواسعة في مدينة حماه يومها الخامس في ظل حالة حصار خانقة، أثارت ردود فعل دولية غاضبة، إلا أن الرئيس الأسد عاد أمس ليؤكد مجددا الاستمرار في قمع من يعتبرهم «خارجين عن القانون»، وأن «سوريا ماضية في طريق الإصلاح بخطوات ثابتة»، وذلك خلال استقباله وزير خارجية لبنان عدنان منصور، الذي يزور دمشق تلبية لدعوة من نظيره السوري وليد المعلم نقلها السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم الأسبوع الماضي.

وقال بيان رسمي إن الرئيس الأسد بحث مع منصور خلال اللقاء العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تطويرها. واللقاء الذي حضره وليد المعلم وزير الخارجية والمغتربين وبثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية وأحمد عرنوس معاون وزير الخارجية والسفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم والسفير اللبناني في دمشق ميشال خوري والوفد المرافق للوزير منصور تطرق إلى الأوضاع اللبنانية بعد تشكيل الحكومة الجديدة، إضافة إلى الأوضاع في سوريا. ونقل البيان عن منصور إعرابه عن رفض بلاده الكامل لمحاولات التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية، وتأكيده أن استقرار لبنان هو من استقرار سوريا، وأن ما يجمع البلدين أكبر بكثير من كونه علاقات بين بلدين متجاورين بحكم علاقات التاريخ والثقافة والإخوة.

وبدوره أكد الرئيس الأسد أن «سوريا ماضية في طريق الإصلاح بخطوات ثابتة وأن التعامل مع الخارجين عن القانون من أصحاب السوابق الذين يقطعون الطرقات ويغلقون المدن ويروعون الأهالي واجب على الدولة لحماية أمن وحياة مواطنيها».

ويشار إلى أنه عشية زيارة وزير الخارجية للبناني إلى دمشق أعلنت دمشق عن ضبط السلطات المختصة في محافظة حمص أول من أمس كمية كبيرة من الذخائر والأسلحة محملة بسيارة شاحنة كبيرة تحمل لوحة لبنانية. ونقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن مجدي الحكمية، مدير جمارك حمص، تصريحا قال فيه، إن «السيارة ضبطت على معبر الدبوسية مع لبنان، وهي محملة بكمية كبيرة من الذخائر والأسلحة بقصد تهريبها إلى سوريا». وأضاف مدير جمارك حمص، أن «المهربات تتضمن 248 قطعة سلاح منها قناصات متطورة جدا وبنادق بومبكشن وكميات كبيرة من الذخائر والمعاجين التي تستخدم في صناعة المتفجرات». كما عرض التلفزيون السوري «صورا للذخائر والأسلحة التي ضبطتها السلطات المختصة محملة بشاحنة كبيرة تحمل لوحة لبنانية في معبر الدبوسية بحمص لتهريبها إلى سوريا».

ولم تشر المعلومات الرسمية المتوفرة في دمشق عما إذا بحث هذا الموضوع في خلال زيارة الوزير اللبناني.

من جانب آخر، ارتفع عدد ضحايا الحملة العسكرية التي تشنها وحدات من الجيش السوري في مدينة دير الزور (450 كم شرق دمشق)، حيث قال ناشطون إن عدد الضحايا تجاوز أمس الـ45 شهيدا، يوم الأحد بعد دخول وحدات عسكرية مدعومة بالدبابات سبقها قصف عنيف، بينما سقط نحو 20 شهيدا في عمليات عسكرية في بلدة الحولة القريبة من مدينة حمص، بعد اقتحامها بالدبابات والمدرعات ليل السبت وفجر الأحد.

إلا أن مصدر عسكري رسمي زعم أمس أن «ما تبثه قنوات تحريضية عن دخول الجيش إلى دير الزور عار عن الصحة». وجاء هذا التصريح بعد تأكيد من سكان دير الزور سماعهم صوت انفجارات وإطلاق كثيف للنار سمع في أرجاء المدينة فجر أمس، ولم يتمكن الناس من تمييز نوع الانفجارات، كما لم يتمكنوا من الفرار، نتيجة الانتشار الكثيف للأمن والجيش، وسط أنباء عن حصول انشقاقات في الجيش. وقال ناشطون إن الحملة العسكرية فرضت حصارا خانقا على حي الجورة الذي شهد قصفا سريعا وإطلاقا كثيفا للنار، مع حملة اعتقالات واسعة وفق قوائم محددة. وتم تقطيع أوصال المدينة وتقسيمها إلى مربعات. وبعد ظهر أمس قال ناشطون إن تم «قصف منطقة الفيلات ودوار المدلجي» الذي كان يشهد اعتصامات طيلة الأشهر الأربعة الماضية.

وكانت السلطات الأمنية السورية قد اعتقلت الأسبوع الماضي الشيخ نواف البشير شيخ عشيرة البقارة ولم يفرج عنه حتى الآن.

وفي حماه أعلن الجيش السوري أن وحداته تمكنت «من إزالة كافة الحواجز والمتاريس في الشوارع الرئيسية بمدينة حماه، والتي نصبتها»، مما سماها «المجموعات الإرهابية المسلحة». وقال بيان رسمي إن «وحدات الجيش تواصل مهمتها في عدد من الشوارع الفرعية لملاحقة فلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي تحصنت في أحياء الجراجمة والفراي».

ويشار إلى أن المتظاهرين في حماه ومنذ نحو شهر أقاموا متاريس بدائية لمنع دخول الجيش والأمن إلى الأحياء خشية تكرار مجازر الثمانينات التي ارتكبها الجيش السوري في المدينة، إلا أن الرواية الرسمية تؤكد على أن هذه المتاريس نصبتها «مجموعات إرهابية مسلحة» وقدرت مصادر في مدينة حماه عدد ضحايا الحملة العسكرية المستمرة في حماه منذ خمسة أيام تجاوز الـ300 شهيد.

كما قالت المصادر إن الجيش اقتحم أول من أمس عدة مناطق في المدينة ومنها منطقة الأميرية.. وذلك بعدما تمركز في المنطقة الشمالية عند طريق حلب، وفي ساحة العاصي، وإن حملة اعتقالات واسعة تجري، حيث تحول مبنى المحافظة إلى معتقل كبير، في الوقت الذي لا تزال القناصة تنتشر في مختلف أنحاء المدينة. وأشارت المصادر إلى عملية اقتحام للمخازن والمحلات التجارية الغذائية ونهب محتوياتها. كما تمت مداهمة بيوت أهالي الناشطين الخالية وتخريبها.

من جانبها قالت وكالة الأنباء السورية (سانا) إن «وحدات الجيش كشفت عن مجزرة بحق عناصر الشرطة وانتشلت أمس 13 جثة ملقاة في نهر العاصي على طول المسافة بين مدينة حماه وقرية قماحنة بعض منها متفسخ والآخر حديث القتل وقد ظهرت على جميعها آثار التمثيل والتنكيل».