دمشق: الخروج من دوامة العنف يتطلب من«التعاون الخليجي» إعطاء الوقت للاصلاحات

النظام وحده معني بالدعوة لوضع حد لإراقة الدماء

TT

نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر رسمي في دمشق انتقاده لـ»تجاهل بيان مجلس التعاون الخليجي بشكل كامل المعلومات والوقائع التي تطرحها الدولة السورية، سواء لجهة اعمال القتل والتخريب التي تقوم بها جماعات مسلحة تستهدف أمن الوطن وسيادته ومستقبل أبنائه، أو لجهة تجاهل حزمة الإصلاحات الهامة التي أعلن عنها الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه بتاريخ 20-6-2011»، مذكرة بتأكيد الأسد في خطابه المذكور على «الأهمية القصوى للحوار الوطني باعتباره السبيل الأمثل لحل الأزمة الراهنة، على أن الموقف السلبي الرافض الذي أبدته المعارضة، إضافة إلى استمرار أعمال القتل والتخريب التي تقوم بها جماعات مسلحة لم يثنيا القيادة السياسية عن العمل من أجل وضع الإصلاحات التي تم الالتزام بها موضع التنفيذ وفق جدول زمني معلن ومعروف».

واشار المصدر، في معرض رده على بيان مجلس التعاون الخليجي، الى أن «الخروج من دوامة العنف الراهنة وصدق الرغبة في مصلحة سورية يتطلب من الأشقاء العرب في مجلس التعاون الخليجي الدعوة لوقف أعمال التخريب وشجب العنف المسلح الذي تقوم به جماعات لا تريد للوطن السوري خيراً ويتطلب أيضاً إعطاء الفسحة اللازمة من الوقت كي تعطي الإصلاحات المطروحة ثمارها».

وامل المصدر «بإعادة النظر في مواقفهم آخذين بعين الاعتبار ما تقوم به القيادة السياسية السورية من أجل تجاوز الأزمة الراهنة والسير بالبلاد في الطريق إلى تحقيق الأمن والاستقرار وتلبية مطالب الشعب السوري وحاجاته».

وفي إطار التعليق على بيان مجلس التعاون الخليجي، رحب المؤتمر السوري للتغيير بالبيان «الذي تضمن قلقاً بالغاً وأسفاً شديداً حيال الاستخدام المفرط للقوة»، مؤكداً أن «الشعب السوري الأعزل الذي ينتفض من أجل حريته المسلوبة، ويتعرض لأبشع أنواع القتل والتعذيب والحصار والتجويع والتهجير والاعتقال والإخفاء، بما في ذلك قتل الأطفال والنساء والشيوخ، يتطلع إلى أشقائه العرب للوقوف إلى جانبه، لاسيما بعدما ازدرى نظام بشار الأسد الفاقد للشرعية منذ وصوله إلى الحكم، كل المناشدات والمطالبات العربية والدولية بالتوقف عن قتل شعبه، في سياق ازدرائه للقيم الإنسانية، كما أنه لم يلق بالاً، لما نقله عدد من المسؤولين الخليجيين إليه مباشرة، من حرص على حقن دماء الشعب السوري». وأشاد المؤتمر «بحرص مجلس التعاون لدول الخليج العربية، على أمن واستقرار ووحدة سوريا»، موضحاً أن «قلق الأشقاء الخليجيين من فرط سقوط أعدادا كبيرة من القتلى والجرحى، لن ينتهي إلا بوقف الآلة الوحشية لنظام الأسد، عن طريق مواصلة الضغط عليه تمهيداً لعزله». وشدد على «أنه ليس هناك في سوريا سوى النظام معني، بدعوة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لـ»وقف فوري لأعمال العنف وأي مظاهر مسلحة، ووضع حد لإراقة الدماء»، لأنه هو من يمتلك الآلة الحربية التي نالت من البشر والحجر، وهو الذي يستخدمها، وكأنه يخوض حرباً تقليدية مع جيش آخر»، لافتاً الى أن «الإصلاحات الجادة والضرورية التي طالب بها الأشقاء الخليجيون، لا يمكن أن يوفرها ويقود آلياتها، نظام أعلن حرب إبادة على شعبه، بتحالفه مع جهة خارجية، تعمل وفق استراتيجية تدميرية مريعة تستهدف المنطقة ككل، ولا تقتصر على سوريا فقط».

وجدد المؤتمر السوري للتغيير مناشدته «للدول العربية الشقيقة، وفي مقدمتها دول مجلس التعاون، التي تعرف أكثر من غيرها، حقيقة فظاعات نظام الأسد، الوقوف إلى جانب شعب شقيق يصر على انتزاع حريته، بالسلاح الوحيد الذي يملكه وهو كرامته، ويقف في وجه تغلغل خارجي سرطاني، يستهدف المنطقة بأسرها».