الشيخ خالد الخلف لـ«الشرق الأوسط»: خامنئي والأسد ونصر الله يصدرون أوامر القتل في سوريا

ناشد الأمم المتحدة حماية السوريين.. أو السماح بتسليحهم

TT

ناشد الشيخ خالد الخلف، أحد أكبر زعماء القبائل العربية، وأكبر أفخاذ قبيلة السادة البكارة، ورئيس المجلس الإقليمي لمناهضة التعذيب ودعم الحريات وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط، الأمم المتحدة التدخل لحماية السوريين من بطش النظام، داعيا إلى إقامة منطقة حظر جوي والسماح بتسليح المعارضة لمواجهة النظام.

وقال الخلف لـ«الشرق الأوسط» إن أربعة هم من يتخذون القرار في سوريا ويأمرون بقتل المتظاهرين العزل، وهم «(مرشد الجمهورية الإسلامية آية الله علي) خامنئي، و(الرئيس السوري) بشار الأسد، و(شقيقه) ماهر الأسد، و(الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد) حسن نصر الله»، متوعدا النظام السوري بأنه «لن يخرج من دير الزور سالما، فالمدينة لها طابع عشائري، فإذا قتل شخص واحد، فسيبقى الثأر مائة سنة». وفي ما يلي نص الحوار:

* ما الذي دفع أهالي دير الزور للمشاركة بهذا الزخم في الانتفاضة السورية، لتكون المدينة هي الثالثة بعد درعا واللاذقية التي ينزل سكانها إلى الشارع ويهتفون ضد نظام الحكم؟

- المدينة تعاني مثل بقية المدن السورية، من التهميش والظلم الاقتصادي، وتنتشر بين صفوف شبابها البطالة والفقر، إلا أن السبب الرئيسي الذي دفع الناس في المدينة للنزول في المظاهرات المعارضة, والمناداة بسقوط النظام الأسدي هو امتهان الكرامات والذل الذي عانى منه الشعب السوري طوال سنوات حكم آل الأسد، مما استدعى فزعة شباب دير الزور لنيل حقوقهم المغتصبة ونصرة أهلهم في درعا وحماه وحمص وتلكلخ وتلبيسة. خاصة أن قبائل الدير تتوزع على حمص وتلكلخ وحماه وريف دمشق، كما أن أهالي الدير لم يصمتوا يوما عن استلاب حقوقهم، لكنهم كانوا ينتظرون اللحظة الحاسمة. طوال أربعين عاما لم يستطيع نظام البعث أن يروضنا أو ينتقص من سوريتنا وعروبتنا، وأبلغ دليل على ذلك عدم وجود مخبرين في المدينة، بنيتنا العشائرية التي تقوم على القيم العربية الأصيلة تغلبت على التلوث الآيديولوجي، الذي اتبعه هذا النظام المجرم.

* هل سيتحول الوضع في دير الزور إلى ما يشبه درعا وحماه وحمص وريف دمشق؟

- الدير تحولت إلى درعا أخرى، منذ الصباح، حيث اقتحمت الدبابات السورية المدينة من الجهات الأربع، وقتلت، بقصفها العشوائي، الكثير من السكان المدنيين، كما انتشرت عصابات الأمن والشبيحة في أكثر من حي، لتقتل وتنتهك كرامات الناس، لكن النظام السوري لن يخرج من دير الزور سالما، فالمدينة لها طابع عشائري؛ فإذا قتل شخص واحد، فسيبقى الثأر مائة سنة.

* ما رأيك في اتهام النظام السوري الانتفاضة السورية بأنها عبارة عن مجموعات سلفية تريد إنشاء إمارات إسلامية؟

- لدينا في دير الزور كثير من العائلات المسيحية، نتعايش معهم ونحترم طقوسهم وكنائسهم وعاداتهم منذ عشرات السنوات، نحنا متمسكون بديننا، نعم، لكننا لا نريد أن نفرضه على أحد. كل إنسان حر في الطريقة التي يعبد بها ربه. هذه الحقيقة يؤمن بها جميع السوريين، لكن النظام السوري يحاول كل مرة أن يختلق فبركات جديدة يطلقها على المتظاهرين ليبرر قتلهم والتنكيل بهم. مرة يطلق عليهم سلفيين ومرة عملاء الغرب ومرة عصابات مسلحة والجميع يعلم أن آل الأسد هم العصابة الوحيدة التي ترتهن للغرب وتنفذ أوامره.

* من أخذ القرار باقتحام دير الزور؟ ومن يأخذ القرار في سوريا في هذا الوقت تحديدا؟

- أربعة هم من يتخذون القرار في سوريا ويأمرون بقتل المتظاهرين العزل؛ الخامنئي، بشار الأسد، ماهر الأسد، حسن نصر الله.

* أنت ترى إذن أن إيران وحزب الله شركاء في قمع الشعب السوري وقتل أبنائه؟

- هذا شيء مؤكد، لدينا مقاطع فيديو تظهر ضباطا وجنودا سوريين يشيرون إلى قيام عناصر من الحزب وأعضاء من الحرس الثوري الإيراني بالقيام بأعمال قمع واضطهاد بحق الشعب السوري.

* كيف تنظر إلى الموقف العربي حيال ما يحدث من مجازر في سوريا؟

- هو مخيب للآمال، لم يكن يتوقع الشعب السوري، وهو امتداد للبنان والعراق قطر والإمارات والكويت والسعودية، هذا التخاذل العربي، ووصل الأمر ببعض الدول إلى مد هذا النظام، بملايين الدولارات ليقتلنا بها. لا يوجد تفسير واضح لهذا التخاذل بعد كل ما حدث، إذا كانوا يعتقدون أنهم بهذا الموقف لا يستفزون إيران ويتقون شرها باعتبار النظام السوري حليفها، فعليهم أن يعرفوا أننا نمثل كسوريين خط الدفاع الأول عن عروبتهم وإسلامهم وإنسانيتهم بوجه إيران. إذ تمكنوا من التغلب على الشعب السوري، وسيأتي دور هذه الدول، وهذا نسمعه يوميا في الإعلام عبر تهديدات من جهات إيرانية كثيرة ضد الدول العربية والخليجية.

* ما تعليقك على مقطع الفيديو الذي عرضه التلفزيون السوري، وقال إنه لشبان من دير الزور يقومون بتقطيع جسد أحد الشبيحة؟

- هذا الكلام غير صحيح، نحن بدو لدينا قيم وعادات، فحتى لو افترضنا أن شبانا من المدينة قد قتلوا كما قال التلفزيون الرسمي واحدا من عصابات الشبيحة. لا يمكن أن يقدموا على تقطيعه وذبحه، هذا ليس من تقاليدنا، نحن لسنا حاقدين، مثل رجال الأمن، الذين عمدوا إلى ذبح إبراهيم قاشوش وحمزة وهاجر الخطيب. هم عندهم فيديو واحد ومفبرك وكاذب، نحن نملك ألف فيديو يوضحون بالدليل القاطع أنهم مجرمون.

* ألا تخشى من خطر التسلح على الانتفاضة السورية؟

- كان لدي عدة «ظهورات» على وسائل الإعلام، طالبت فيها الأمم المتحدة بحماية المتظاهرين والمدنين العزل في سوريا. على عكس بقية أطراف المعارضة التي ترفض تدخلا خارجيا في سوريا، فالأمم المتحدة إما أن تحمينا، أو تسمح لنا بالتسلح لحماية أنفسنا. نحن نخضع منذ بداية الثورة السورية للقانون الدولي. وفي حال تسلحنا، سنكون تحت سقف وراية الجيش السوري الحر، بقيادة الضباط الذين رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين، حتى لا يحصل انفلات في موضوع السلاح والتسلح.

* تصاعد الموقف الدولي في الآونة الأخيرة، أوروبيا وأميركيا وروسيا، هل من الممكن أن يغير شيئا في المعادلة؟

- هذه الضغوط الكلامية على النظام السوري تمنحه المزيد من الوقت لقتل المتظاهرين، وتفتح شراهته اتجاه المزيد من الدماء. نحن نريد من تركيا وأوروبا وأميركا تدخلا فوريا، وفرض منطقة حظر جوي فوق سوريا، وقصف مطارات وطائرات ودبابات النظام التي يقتل بها المدنين العزل، الذين يقع ذنب قتلهم ودمهم في رقاب جميع الأحرار في العالم. فليدخلوا لإنقاذنا. نحن ليس لدينا مسلحون. جاء السفير الأميركي إلى حماه ورأى ذلك بعينه.

* ألا تتخوف من انزلاق الوضع في سوريا إلى حرب أهلية بين السنة والعلويين؟

- لم يستطع النظام السوري تجييش الطائفة العلوية كلها، إنما جيّش نسبة مئوية منها. أعتقد أن وعي الشباب من كل الطوائف أبطل مفعول خطة النظام الجهنمية والطائفية، التي حاول جاهدا إشعالها لتحفظ له الكرسي، لكنه فشل.

* أنت ناشط في مجال حقوق الإنسان، ما تقييمك لوضع حقوق الإنسان في سوريا؟

- الوضع جدا تعيس، هناك مجازر ضد الإنسانية ترتكب يوميا بحق السوريين، ما يحصل في سوريا يشبه الهولوكوست، المحارق ضد اليهود. الشعب السوري يحرق على يد بشار الأسد وعصاباته المجرمة.

* ما مستقبل الانتفاضة السورية؟

- كما قال الشهيد عمر المختار: «نحن قوم لا نستسلم؛ ننتصر أو نموت».. يعني 23 مليون سوري مشاريع شهداء؛ مسيحيين، دروز، سنة، علويين جميعا ضد هذا النظام المجرم.