الجيش السوري يقتحم دير الزور وقرى الحولة بعد حماه.. وأنباء عن مقتل 50 شخصا على الأقل وعشرات الجرحى

الأمن ينفذ حملات اعتقال واسعة لا تستثني الأطباء ومظاهرات ليلية حاشدة بعد صلاة التراويح تعم البلاد

لقطة من شبكة «شام» لمتظاهرين يشاكون في تشييع جنازة الملازم فادي الكسم
TT

بعد حصار الجيش السوري لمدينة حماه المستمر منذ أيام، وسقوط عشرات القتلى والجرحى على يد القوى الأمنية السورية، شكلت مدينة دير الزور وتجمع قرى الحولة، في ريف حمص، هدفا مركزا للنظام السوري الذي استهدفت وحداته وآلياته العسكرية الأحياء السكنية واقتحمتها، موقعة عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال، في ظل منع المصابين من الوصول إلى المستشفيات.

وفي حين أشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إلى مقتل 38 شخصا في مدينة دير الزور، في ظل إغلاق قوات الأمن المستشفيات ومنع وصول المصابين إليها، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، عبد الكريم ريحاوي، عصر أمس، إشارته إلى أن «52 مدنيا قتلوا في سوريا، منهم 42 قتيلا سقطوا في دير الزور»، لافتا إلى أن «العدد مرشح للزيادة».

وأوضح الريحاوي أن «أكثر من 100 شخص أصيبوا برصاص قوات الأمن ووحدات من الجيش أثناء العمليات العسكرية التي يشنها الجيش على مدينة دير الزور».

وكان المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد، صباح أمس، بأن محصلة قتلى المدنيين منذ بداية الاضطرابات في سوريا ارتفع إلى 1657، إضافة إلى 391 من الجيش وقوى الأمن الداخلي. وأوضح أن هذه القوائم لا تشمل من سقطوا في حماه منذ الثالث من الشهر الحالي، وذلك بسبب انقطاع الاتصالات، فضلا عن القتلى الذين سقطوا طيلة يوم أمس.

في موازاة ذلك، اعتصم أكثر من 150 طبيبا في مجمع حلب الجامعي احتجاجا على عملية اعتقال الأطباء التي يقوم بها الأمن السوري، بتهمة تقديم معونة طبية لجرحى المظاهرات. وكان عدد من المساجد في دير الزور تحول إلى مستشفيات مؤقتة بعد منع القوى الأمنية المصابين من الوصول إلى المستشفيات للمعالجة.

وفي دير الزور، اقتحمت دبابات الجيش السوري ومدرعاته أحياء عدة في المدينة فجر أمس، وجرت حملة اعتقالات واسعة، على وقع سماع أصوات انفجارات ورشاشات ثقيلة. وتقدمت الدبابات والمدرعات وناقلات الجند مدعومة بجرافات من محاور عدة باتجاه وسط دير الزور، حيث دخلت حي الجورة بعد قصفه لدقائق وتمركز بعضها أمام مبنى المحافظة فيه، كما قصفت حيي الحويقة والكنامات في أطراف المدينة.

وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن، وفق ما نقلته عنه وكالة الصحافة الفرنسية، أن الدبابات والمدرعات، وعددها يناهز 250 آلية، انتشرت في أربعة أنحاء من دير الزور، واتخذت ليلا وضعية هجومية وتجمعت في أرتال وبدأت تقدمها بقصف حي الجورة، ووصل قسم منها إلى حيي الموظفين والعمال.

ونقلت وكالة «رويترز» عن ناشطين حقوقين إعلانهم مقتل 20 مدنيا في حي الجورة، فيما أظهرت اللقطات التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي أعمدة الدخان وهي تتصاعد في دير الزور. وأكد مصدر أمنى لبناني للوكالة عينها أن عشرات العائلات التي فرت من حمص ودير الزور وصلت إلى منطقة وادي خالد، شمال لبنان، ليل أول من أمس.

وفي ريف حمص، وسط سوريا، اقتحمت قوات الجيش مع 25 دبابة وآلية عسكرية، صباح أمس، تجمع قرى الحولة (تلدو وكفر لاها وتل الذهب) لقمع مظاهرات مطالبة بإسقاط النظام، وأجرت عمليات عسكرية فيها أدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى. في حين أفاد عبد الرحمن بـ«مقتل 6 أشخاص وجرح آخرين»، مشيرا إلى احتمال ارتفاع عدد الضحايا «نظرا لوجود إصابات خطرة»، ونقلت وكالة «رويترز» عن ناشطين حقوقيين أن «تسعة أشخاص بينهم طفل لقوا حتفهم إثر عملية عسكرية قام بها الجيش السوري صباح أمس».

وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية أن «من بين القتلى طفلا في العاشرة من عمره يدعى علي حسن، وفتاة في السادسة عشرة من العمر تدعى ندى أحمد رسلان».

وفي حماه، نقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أحد العاملين في الحقل الطبي ممن تمكنوا من مغادرة المدينة، ليل السبت الماضي، أن «8 أطفال كانوا في حاضنات الأطفال في مشفى الحوراني توفوا إثر قطع السلطات السورية التيار الكهربائي يوم الأربعاء الماضي».

وكانت مظاهرات ليلية خرجت بعد صلاة التراويح في الكثير من المناطق السورية. ونقل «المرصد» عن ناشطين في إدلب أن «متظاهرين خرجوا بعد صلاة التراويح، ليل السبت، في المدينة وصل عددهم إلى 20 ألف متظاهر، قبل أن تتدخل الأجهزة الأمنية وتفرقهم بالقوة وتعتقل العشرات منهم، وقد أدى استخدام القوة إلى إصابة 25 شخصا بجروح، بعضها حرجة».

وأشار رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان، عبد الكريم ريحاوي، إلى أن مظاهرات عدة مناهضة للنظام انطلقت في مختلف أنحاء سوريا بعد صلاة التراويح، كما في حي القدم والميدان في العاصمة دمشق، حيث تم تفريقهما بالقوة واستخدام قنابل مسيلة للدموع والرصاص الحي، كما خرجت مظاهرة في حي كفر سوسة.

وفي ريف دمشق، قال ريحاوي: «إن نحو 10 آلاف متظاهر خرجوا في دوما، كما جرت مظاهرات في حرستا والتل والكسوة ورنكوس وقارة وداريا»، وكذلك «في بعض أحياء حمص وريفها، كالقصير وتلكلخ وتدمر وباب هود، وفي حلب حيث فرقت المظاهرة بالقوة في حي الصاخور وشنت قوات الأمن حملة اعتقالات فيها». وعلى الساحل السوري، خرجت مظاهرات في «عدة أحياء من اللاذقية، وفي جبلة وبانياس، في دير الزور والحسكة ورأس العين والقامشلي والرقة وفي درعا..».