مصدر عسكري ليبي: القذافي قد يفوض سلطاته إلى وزير العدل محمد القمودي

أنباء عن استعداده للتنحي.. والخطيب لم يجر محادثات رسمية ولا علم له بمفاوضات جربة

TT

ذكر مصدر عسكري ليبي أن طائرتين من نوع «إيرباص»، هبطتا في مطار طرابلس الدولي، تقل الأولى وفدا من جنوب أفريقيا، بينما كانت الثانية خالية من الركاب.

وقال عميد في الجيش الليبي، إن الطائرتين قد تكونان على استعداد لنقل العقيد الليبي معمر القذافي وأفراد عائلته وبعض أفراد نظامه إلى فنزويلا في أميركا اللاتينية. ويبدو أن التطورات الأخيرة تأتي نتيجة مباشرة لتقدم المفاوضات بين الطرفين المتنازعين، الجارية في كل من جزيرة جربة التونسية وفي قمرت بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية. ورجحت المصادر نفسها، إمكانية قبول العقيد معمر القذافي، تفويض سلطاته إلى محمد القمودي وزير العدل في النظام الليبي. وأشارت المصادر إلى أن العقيد القذافي، اشترط الوقف الفوري لإطلاق النار وانسحاب قوات «الناتو» ومغادرته وعائلته ليبيا.

وكان مبعوث من الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز، وصل إلى جزيرة جربة التونسية، والتقى فيها، حسب مصادر مطلعة، ممثلين عن الحكومة الليبية وعن المجلس الانتقالي، مما يؤشر إلى تقدم المفاوضات بين الأطراف المتنازعة، التي تتم برعاية دبلوماسيين روس وآخرين من جنوب أفريقيا. أنباء المفاوضات السرية في جربة، التي أثارت عاصفة من التكهنات تتواصل منذ يومين، دفعت رئيس المجلس الوطني الانتقالي، مصطفى عبد الجليل، إلى عقد مؤتمر صحافي في بنغازي، أكد خلاله أنه «ليس هناك مفاوضات، سواء مباشرة أو غير مباشرة، مع نظام القذافي». كما نفى وجود أي مفاوضات «مع الخطيب». وقال عبد الجليل: «إن الشعب الليبي اختار المجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا له. وبالتالي فإن أي تواصل أو تفاوض يجب أن يتم من خلاله». وتابع: «لا يمكننا أن نمنع أي شخص من التفاوض، نثمن حسن نوايا جميع الليبيين» وخصوصا في الاتصالات مع موفد الأمم المتحدة. و«نؤكد لكم أن المجلس الوطني الانتقالي ليس على علم بمثل هذه المفاوضات ولا يدعمها (...) (وأن) أي مفاوضات يجب أن تجرى مع المجلس الوطني الانتقالي في إطار آلية محددة مسبقا، تنص على رحيل العقيد القذافي عن السلطة وعن البلاد». واعتبر عبد الجليل أن «من غير الوارد الدخول في أي مفاوضات مع أي جهة تتجاهل هذين المبدأين».

في السياق عينه، قال عبد الإله الخطيب، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المكلف الملف الليبي، إنه التقى ممثلا للمجلس الانتقالي للثورة، وممثلا للحكومة الليبية، لكنه لم يجر أي مفاوضات أو مباحثات رسمية معهما. ونفى في تصريحات لوسائل الإعلام عقب لقائه أمس المولدي الكافي، وزير الخارجية التونسية، علمه بإجراء مفاوضات في جربة لإيجاد حلول توافقية ترضي طرفي النزاع في ليبيا، ملاحظا أنه اطلع على هذا الموضوع عبر وسائل الإعلام. كما أفاد الخطيب بأنه التقى عددا من المواطنين الليبيين بناء على طلبهم. إلا أنه أشار، من ناحية ثانية، إلى وجود جهود للأمم المتحدة وللمجتمع الدولي للتوصل إلى «حل سياسي»، معبرا عن الأمل في التوصل إلى مخرج لهذه الأزمة بأقل قدر من الخسائر التي يتكبدها الليبيون. أما عن إمكانية إجراء زيارة إلى بنغازي أو طرابلس خلال الفترة المقبلة، فقد قال الخطيب، إنه إذا كان هناك أفق لإيقاف ما سماه «حمام الدم»، وتحقيق المطالب المشروعة للشعب الليبي التي يؤيدها المجتمع الدولي، فإنه على استعداد للتوجه إلى هناك.

إلى ذلك، وصل يوم أمس إلى المعبر الحدودي الذهيبة - وازن، 12 جريحا من بين صفوف الثوار الليبيين، بينهم 5 في حالة حرجة، وتم نقلهم بالطائرة للعلاج في العاصمة التونسية، بينما جرى نقل البقية في سيارات إسعاف إلى جهة صفاقس الساحلية (350 كلم جنوب العاصمة).

كما دخلت إلى الأراضي التونسية أمس، خمس سيارات ليبية، عبر المسلك الصحراوي المعروف باسم «الملس»، وعلى متنها 32 لاجئا ليبيا وليبية من الموالين للعقيد معمر القذافي، فروا من منطقة «تيجي» الواقعة على بعد نحو 50 كلم شرق الحدود التونسية، التي سيطر عليها الثوار يوم أول من أمس حسب ما أوردته وكالة الأنباء التونسية الرسمية.