سوري تمكن من الفرار من القصير: الأمن يعتقل كل من يحاول الفرار.. وفتيات ونساء بين المعتقلين

قال لـ«الشرق الأوسط» إن الأمن يعطي الضوء الأخضر للمهربين لأنه يستفيد ماديا

صورة مأخوذة من موقع «اوغاريت» لمظاهرة نسائية في داريا بريف دمشق تطالب بإطلاق سراح المعتقلين
TT

أعلن ناشطون في مجال حقوق الإنسان لـ«الشرق الأوسط»، أن 11 عائلة من مدينة القصير السورية القريبة من الحدود اللبنانية، وصلوا إلى لبنان منتصف ليل أول من أمس ولجأوا إلى أقارب لهم في بلدة وادي خالد. وأشار الناشطون إلى أن «تزايد أعداد النازحين بشكل يومي يزيد من أزمة النازحين السوريين بشكل عام، ويعمق الوضع الاجتماعي المتردي أصلا لدى اللبنانيين الذين يؤوون هذه العائلات، بسبب تجاهل الدولة اللبنانية والمؤسسات الإنسانية الدولية لهذه المشكلة». ويتوقع المتابعون ميدانيا لقضية النازحين السوريين إلى شمال لبنان، أن تتحول هذه القضية إلى أزمة كبرى يصعب السيطرة عليها، في ظل تدفق أعداد إضافية يوميا من القرى السورية الحدودية إلى لبنان، هربا من المداهمات والاعتقالات التي ينفذها الجيش السوري وقوات الأمن لبلداتهم.

والتقت «الشرق الأوسط» أمس، المواطن السوري أبو علي حسن، وهو من مدينة القصير، والذي وصل مع عائلته ليل أول من أمس، إلى وادي خالد، فوصف مدينته بأنها «مدينة أشباح». وقال «ما تشاهدونه عبر الإعلام هو ربع الحقيقة، لأن الأمن السوري حول غالبية السوريين إلى مطلوبين ومطاردين»، مشيرا إلى أن «أكثر من 80 دبابة وعددا كبيرا من آليات نقل الجنود تطوق مدينة القصير من الشمال والجنوب والشرق، فتدخلها كل يوم لساعتين أو ثلاث ساعات، حيث تطلق النار على المنازل والمحلات التجارية، وتقتحم المنازل بحثا عن مطلوبين ثم تنسحب إلى خارجها لتعاود الكرة في اليوم التالي»، مشيرا إلى أن القصير «مدينة بلا كهرباء ولا اتصالات منذ يوم الخميس الماضي».

ولفت إلى أن «المطلوبين الذين يتعقبهم الأمن هم مثقفون وكتاب وأشخاص شاركوا في المظاهرات المناهضة للنظام». وقال «لقد سقط في الحملة التي استهدفت القصير يوم الخميس 12 قتيلا وعدد كبير من الجرحى، واعتقل عدد من الأشخاص المثقفين وأذكر منهم الطبيب حسن جمول، الصيدلاني إحسان السمر، المهندس عبد الوهاب إدريس وعضو اتحاد الكتاب العرب عبد الرحمن عمار، لسبب واحد أنهم شاركوا في المظاهرات، كما اعتقل رجل مسن معروف بـ(أبو شيخة) عمره 82 سنة، ورجل آخر مسن يدعى أبو الشوارب من عائلة الزهوري، وعبد القادر إسماعيل 69 سنة، كما اعتقل عدد من الفتيات والسيدات لأن إخوتهن أو أزواجهن شاركوا في المظاهرات ولم يعثر عليهم، فضلا عن إحراق محلات تجارية شارك أصحابها في المظاهرات أيضا».

وأوضح أبو علي حسن أن «هناك صعوبة كبرى للفرار من القصير والقرى المجاورة باتجاه لبنان بسبب الحواجز التي يقيمها الأمن السوري على الطرق الرئيسية والفرعية، بحيث يعمد إلى اعتقال كل من يحاول الفرار، وإن البعض يضطر إلى قطع مسافة تقارب الـ10 كيلومترات عبر طرقات زراعية ووعرة». وتحدث عن وجود مهربين للناس، وهم أشخاص موالون للأمن وللنظام يعملون على نقل عائلات من القصير وجوارها إلى الحدود اللبنانية عبر الموتوسيكلات (الدراجات النارية)، بحيث يتقاضى (المهرب) 4 آلاف ليرة سورية عن كل عائلة تتألف من أربعة أشخاص وما دون، وإذا ما زاد العدد زادت التكلفة. ويقول «بهذه الطريقة وصلت مع عائلتي إلى لبنان، علما بأن مهربي العائلات لديهم ضوء أخضر من الأمن السوري، بحيث إذا مروا على حاجز أمن محملين بالركاب الفارين تسهل أمورهم لأنهم (عناصر الأمن) يستفيدون ماديا من ذلك».

إلى ذلك، بقي الوضع السوري محط تقاذف واتهامات متبادلة بين الموالاة والمعارضة، فأكد عضو المكتب السياسي لـ«تيار المستقبل» النائب السابق مصطفى علوش أن «حزب الله هو إحدى الأدوات التي يستخدمها النظام السوري لقمع المتظاهرين وقتلهم». وتطرق إلى النزوح السوري إلى لبنان، فأكد أن «معظم النازحين تستقبلهم العائلات من أصدقاء وأقرباء، لكن يجب ألا تستمر الأمور على هذا المنوال، بل يجب أن تستنفر الهيئات الدولية لتوعية المجتمع الدولي على خطورة الوضع القائم على الحدود بين لبنان وسوريا».