الرئيس اليمني صالح يعلن عودته إلى صنعاء قريبا.. ويهاجم معارضيه بعنف

مقتل 23 مسلحا قبليا في اشتباكات مع الجيش باليمن

الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يعلن عودته إلى العاصمة صنعاء قريبا خلال كلمة بثها التلفزيون الرسمي اليمني أمس (أ.ب)
TT

في تطور جديد للأزمة اليمنية أعلن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عودته إلى صنعاء قريبا، جاء ذلك في كلمة بثها التلفزيون اليمني الرسمي، حيث قال الرئيس صالح إنه سيعود إلى العاصمة صنعاء «قريبا»، كما هاجم معارضيه بعنف.

وقال الرئيس اليمني صالح في الكلمة التي ألقاها من مكان إقامته في العاصمة السعودية الرياض، حيث يتلقى العلاج: «إلى اللقاء في العاصمة صنعاء قريبا»، حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أمس.

ووصف المعارضة بأنها «قلة قليلة طرحت شعارات ثورة الشباب.. من أصحاب المصالح الضيقة وعديمي التفكير». وقال إنها «قلة قليلة من مخلفات الماركسية.. ومجموعة طالبان.. ومخلفات الامام من الحوثيين وحزب الحق».

وهاجم صالح، الذي بدا في صحة أفضل مما كان عليه في آخر ظهور تلفزيوني من مستشفى بالرياض، أحزاب المعارضة والقبائل التي انحازت إليها ووصفهم بأنهم «قطاع طرق» وانتهازيون وأبلغ المحتجين بأن حركتهم سرقت.

ومن المقرر أن يجتمع «اللقاء المشترك» المعارض اليوم (الأربعاء) لاختيار «مجلس وطني» يهدف إلى تولي السلطة في غياب الرئيس. وخاطب الرئيس اليمني صالح، الذي بدا في صحة جيدة، مؤتمر القبائل اليمنية العام الذي شارك فيه آلاف الموالين له بهدف «بحث دور القبيلة في المساعدة على الخروج من الأزمة السياسية الراهنة» في اليمن، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ). وكان صالح قد توجه إلى السعودية مطلع يونيو (حزيران) للعلاج بعد تعرضه لجروح في انفجار في مجمع الرئاسة في صنعاء.

إلى ذلك، قتل 23 مسلحا قبليا يمنيا في معارك عنيفة جرت ليل الاثنين الثلاثاء مع الحرس الجمهوري في منطقة أرحب شمال شرقي صنعاء، كما أفادت مصادر قبلية. وقال المصدر لوكالة الصحافة الفرنسية، طالبا عدم الكشف عن اسمه، إن «23 من مقاتلينا قتلوا في مواجهات عنيفة جرت ليلا مع الحرس الجمهوري» في منطقة أرحب. وأكدت هذه الحصيلة مصادر قبلية أخرى للوكالة نفسها.

ويقود الحرس الجمهوري أحمد علي عبد الله صالح النجل الأكبر للرئيس اليمني الذي يواجه منذ يناير (كانون الثاني) الماضي حركة احتجاجية شعبية تطالب برحيله. وقال أحد هذه المصادر طالبا بدوره عدم كشف اسمه إن «المعارك الأعنف دارت في شعب أرحب» على الطريق المؤدية إلى العاصمة صنعاء، مشيرا إلى أن جنود الحرس الجمهوري طاردوا المسلحين القبليين حتى داخل قراهم. وتوتر الوضع في المنطقة منذ أقام الحرس الجمهوري نقطة تفتيش في أرحب ضيقت على حركة رجال القبائل وأثارت بالتالي غضبهم، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات كثيرة بين الطرفين.

وينتمي سكان أرحب إلى بكيل، أكبر قبيلة في اليمن وقفت إلى جانب المحتجين المعارضين للرئيس اليمني صالح وتتهمها السلطات بأنها «ميليشيا» تابعة لحزب الإصلاح الإسلامي. وتحدث سكان المنطقة عن دوي انفجارات صباح أمس في أرحب، وهي منطقة تطل على مطار صنعاء وتبعد نحو عشرة كيلومترات جنوبا.

على صعيد آخر التقى ما لا يقل عن أربعة آلاف شخص يمثلون مختلف القبائل اليمنية في صنعاء أمس لاتخاذ خطوات موحدة باتجاه تحقيق الاستقرار السياسي في البلاد. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن أعضاء باللجنة التحضيرية للاجتماع في مؤتمر صحافي عقدوه مساء أول من أمس في صنعاء التأكيد بأن «هذا المؤتمر هو رد فعل طبيعي من قبل القبائل اليمنية إزاء الأخطار والمهددات التي تتربص بالوطن وتهدد الأمن والسلم الاجتماعي جراء تداعيات الأزمة السياسية الراهنة». وقالوا: «إن تداعي قبائل ورجالات اليمن جاء استشعارا بالمسؤولية الملقاة على عاتق القبائل اليمنية بضرورة تحديد موقف موحد حيال ما يجري في اليمن». ورأى أعضاء اللجنة التحضيرية أن الأزمة السياسية بين الفرقاء في السلطة والمعارضة وصلت إلى حد لم يعد السكوت معه مجديا والبقاء في انتظار الحلول التي لن تأتي إلا من اليمنيين أنفسهم.

ونوهوا بأن القبائل اليمنية من خلال مؤتمرها اليوم تقول للفرقاء السياسيين إنهم ليسوا اليمن وإن اليمن هو أكثر من 22 مليون مواطن، وإن القبائل اليمنية هي من سيحمي اليمن في حال واصل الفرقاء السياسيون اختلافهم المستمر منذ أكثر من ستة أشهر. وأضافوا: «نحن من سيحمي اليمن ونحن من سينشر السلام إذا أصر الفرقاء السياسيون على موقفهم الذي سيؤدي باليمن نحو الصوملة»، مشيرين إلى أن المؤتمر الوطني للقبائل سيخرج بقرارات مفيدة لصالح اليمن دون تعصب إلى أي طرف سياسي.

وذكروا أن المؤتمر سيناقش ويقر وثيقة الشرف الجديدة بين القبائل اليمنية التي تعالج الكثير من الظواهر الخارجة عن سلوك القبيلة والعرف والتي تتعارض مع الدستور.