طهران توافق على مقترحات روسية لاستئناف المحادثات النووية مع مجموعة «5+1»

صالحي: دفعنا ثمنا كبيرا من أجل سياساتنا المستقلة.. وموسكو ستنتفع منا

الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لدى لقائه في طهران، أمس، سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف، ويقف جانبا سعيد جليلي كبير مفاوضي الملف النووي الإيراني (رويترز)
TT

أعلنت طهران، أمس، عن ترحيبها بالاقتراحات الروسية الأخيرة حول استئناف الحوار مع الغرب بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، وذلك عقب محادثات في طهران مع سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف. وكان الأخير قد استأنف محادثاته مع كبار المسؤولين الإيرانيين بشأن القضية النووية في العاصمة طهران التي وصل إليها أول من أمس للتباحث حول تدشين محطة بوشهر النووية ولإقناع الإيرانيين باستئناف المحادثات النووية السداسية المتوقفة على أساس المقترح الروسي الجديد.

والتقى باتروشيف نظيره الإيراني سعيد جليلي بمقر وزارة الخارجية في طهران لمناقشة البرنامج النووي الإيراني، الذي تقول دول غربية إنه يهدف إلى تطوير أسلحة نووية، بينما تصر إيران على أن برنامجها النووي مخصص للأغراض المدنية فقط.

وقال جليلي بعد المحادثات إن «المقترح الروسي يمكن أن يهيئ الظروف لاستئناف المحادثات بشأن التعاون الدولي وخاصة فيما يتعلق بالاستخدام السلمي للتكنولوجيا النووية». وكان المسؤول الإيراني يشير إلى الاقتراح الذي قدمه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أثناء زيارته الأخيرة إلى واشنطن ويقضي بتخفيف تدريجي للعقوبات المفروضة على إيران مقابل كل خطوة إيجابية تتخذها الأخيرة فيما يتعلق بالنزاع النووي.

وقال جليلي في ختام لقائه مع المسؤول الروسي إن «مقترحات أصدقائنا الروس يمكن أن تشكل أساسا لبدء المفاوضات حول التعاون الإقليمي والدولي خاصة بشأن النشاطات النووية السلمية». وأضاف أن «إجراء محادثات من أجل التعاون يمكن أن يشكل استراتيجية جيدة»، وتابع «نحن والدول الست (5 +1) نستطيع العمل على التعاون من خلال هذه الاستراتيجية».

وتسعى موسكو إلى إحياء المفاوضات النووية بين إيران ودول العالم الكبرى المعروفة باسم مجموعة «5+1»، وهي الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي: الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين، إضافة إلى ألمانيا. والتقى باتروشيف أمس أيضا وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي كما التقى لاحقا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد. ومن المقرر أن يتوجه صالحي إلى موسكو ليلتقي نظيره الروسي لافروف اليوم لمواصلة المحادثات النووية.

واعتبر وزير الخارجية الإيراني أن «إحدى نقاط قوة السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد مرور ثلاثة عقود على انتصار الثورة الإسلامية هي المحافظة على مبادئ الثورة»، مضيفا لقد «دفعنا لحد الآن ثمنا كبيرا من أجل سياساتنا المستقلة، وبسبب هذه السياسات المبدئية فإن بعض الدول لا ترى ضرورة لإقامة تعاملات مع إيران لأنها تدرك أن لديها سياسة مبدئية مستقلة»، وتابع قائلا إن «إيران تعارض التطرف والإرهاب وتهريب المخدرات والأفراد، وهذه سياسات دفعنا من أجلها ثمنا غاليا، وأنا على ثقة بأن روسيا ستنتفع من وجود دولة جارة مستقلة وقوية».