تعتبر إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أن التقارير التي تشير إلى انشقاق وزير الداخلية الليبي ناصر المبروك عبد الله مؤشر جديد على إضعاف نظام الزعيم الليبي معمر القذافي. وقال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا بأن «قوات القذافي ضعفت وهذا الانشقاق الأخير نموذج آخر لضعفهم». وأضاف: «باتت أيام القذافي معدودة».
وجاءت تصريحات بانيتا في لقاء مشترك مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في «جامعة الدفاع الوطنية» أمس وبحضور ممثلين عن القوات العسكرية الأميركية وشركات الدفاع الأميركية حول القضايا العسكرية والدبلوماسية التي تؤثر على الولايات المتحدة.
ولفت بانيتا إلى أن قوات المعارضة الليبية باتت تتجه إلى طرابلس وتقترب شرقا وغربا من العاصمة الليبية. وأشارت كلينتون إلى أهمية «التحالف بين حلف الناتو والدول العربية، فهو الأول الذي نراه وهذا هو ما نريده»، من حيث التعاون الدولي. وأضافت: «الوضع في ليبيا يحتاج إلى صبر استراتيجي، فقبل بضعة أشهر لم تكن هناك معارضة ليبية أو مؤسسات ليبية يمكن التوجه لها.. لقد قطعت المعارضة مسافة مهمة في وقت قصير نسبيا». وطالبت كلينتون بمنح الليبيين المزيد من الوقت.
وتحدث بانيتا عن أهمية «العلاقة البعيدة الأمد مع العراق الذي يقع في منطقة مهمة»، بما في ذلك القوة العسكرية. ولفت بانيتا إلى أن الحكومة العراقية أبدت استعدادها لبحث توقيع اتفاقية جديدة تسمح ببقاء بعض القوات الأميركية في البلاد، ولكن شددت كلينتون على أن «العمليات القتالية انتهت وفي حال بقيت بعض القوات ستكون للتدريب والمساعدة».
وتوقعت كلينتون ضلوع تنظيم القاعدة في الهجمات الدامية التي ضربت العراق أول من أمس، قائلة: «من الممكن أن تكون (القاعدة) في العراق تسعى إلى فرض نفسها مجددا» في البلاد. وتحدثت كلينتون عن الوضع الأمني في البلاد، معتبرة أنه بات من الضروري أن تتفق الكتل العراقية على مرشحين لمنصبي وزير الدفاع والداخلية. وقالت كلينتون: «على الحكومة العراقية تسمية وزير دفاع ووزير داخلية».
ومن جهة أخرى، اعتبر بانيتا أن على الولايات المتحدة أن تبقي تحالفها مع باكستان على الرغم من التوتر في علاقات البلدين. وقال بانيتا إن الأمر الذي يعقد العلاقات هول علاقات بعض عناصر الحكومة الباكستانية مع شبكة «حقاني» التي تعتبرها الولايات المتحدة مجموعة إرهابية. وقال بانيتا: «الأمر معقد لأن لديهم علاقات مع عشيرة حقاني التي تعبر الحدود وتهاجم قواتنا في أفغانستان». وأضاف: «من الواضح هناك علاقة» بين الحكومة وشبكة «حقاني». وأشار بانيتا إلى مشاكل أخرى مثل تعطيل منح تأشيرات الدخول للدبلوماسيين الأميركيين وعرقلة عملهم. ولكن في الوقت نفسه قال بانيتا هناك مصالح مشتركة لا يمكن التخلي عنها، موضحا: «لا يوجد لدينا خيار عدا مواصلة العلاقة مع باكستان، لأننا نخوض حربا هناك.. لأننا نحارب تنظيم القاعدة هناك وهم (الباكستانيون) يعطوننا بعض المساعدة في تلك الجهود». وأضاف أن باكستان «تشكل قوة مهمة في المنطقة، ولديها أسلحة نووية وعلينا أن نهتم بمصير تلك الأسلحة». وفيما يخص أفغانستان، طالبت كلينتون الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بالعمل على «عملية سياسية» في البلاد تمهد لانتخاب رئيس جديد بعد نهاية ولايته.
وكانت الندوة بين كلينتون وبانيتا الأولى بينهما منذ تولي بانيتا مهامه. وكانت كلينتون قد عقدت ندوتين مماثلتين مع وزير الدفاع السابق روبرت غيتس في إطار جهود وزارتي الخارجية والدفاع لتوثيق الروابط وزيادة التعاون بينهما. وخصص جزء كبير من الندوة لبحث الأوضاع الاقتصادية الأميركية والميزانية الأميركية، وتأثيرها على القدرات الأميركية. وقالت كلينتون: «لدينا فرصة مهمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع التطورات الأخيرة في المنطقة، ولكن قد نفقد الفرصة لأننا غير قادرين ماليا».