معارضون يتحدثون عن سوريا «ما بعد الأسدية».. وناشطون عن «بشائر النصر»

التلفزيون السوري يعرض «خلق الله» أثناء انشغال القنوات العالمية بنقل التطورات من واشنطن

TT

لم يظهر رد فعل سوري رسمي فورا على الدعوات الأميركية والأوروبية للرئيس السوري بشار الأسد للرحيل، واستمر التلفزيون السوري في بث البرامج الخاصة بشهر رمضان، في الوقت الذي انشغلت فيه وسائل الإعلام العربية والدولية بمتابعة التصريحات الأميركية والغربية حول الوضع في سوريا. أما التلفزيون السوري فكان يعرض برنامجا دينيا بعنوان «خلق الله»، وكذلك فعلت قناة «الدنيا» الخاصة المقربة من النظام.

أما قناة «الإخبارية» السورية شبه الرسمية، فكانت تنقل عن «مراقبين» تعليقهم على التصريحات الأميركية، خصوصا تصريحات وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، في شريط عاجل. ومما نقلته على لسان المراقبين أن «كلينتون تعترف بشكل واضح بأن أميركا ستعمل على تغيير الحكومة في سوريا، وكأن سوريا ولاية من الولايات الأميركية». وواضح في هذا التعليق أن قناة «الإخبارية» التي تناولت الخبر بطريقة غير مباشرة، لم تجرؤ على ذكر أن الرئيس الأميركي طالب الرئيس بشار الأسد بمغادرة السلطة، بل قالت إن كلينتون تحرض على تغيير الحكومة، وكأن المسألة هي تغيير الحكومة لا تنحي الأسد. واعتبر مراقبون لـ«الإخبارية» أن «أميركا تكشف عن سياستها الاستعمارية بعد إعلانها العمل لتغيير الحكومة في سوريا».

ومما نقلته أيضا قناة «الإخبارية» عن «المراقبين» أن «السوريين يعرفون أن أميركا تتآمر منذ شهور على أمن سوريا واستقرارها»، وأن «تصريحات كلينتون وإجراءات أوباما جاءت لتأجيج الاحتجاجات بعدما هدأت في المدن السورية، والسوريون لديهم حساسية بالغة من التدخل الخارجي خاصة التدخل الأميركي المعروف بعدائه للإسلام والعروبة».

من جانب آخر، تباينت ردود فعل الشارع السوري حيال دعوة أوباما للرئيس السوري إلى مغادرة السلطة، ومع أن الغالبية في سوريا متفقون على رفض التدخل الخارجي، فهناك من رأوا في المواقف الدولية بداية «بشائر النصر»، وراحوا يتحدثون عن تصوراتهم لسوريا ما بعد حكم عائلة الأسد. وكتب الكاتب السياسي المعارض ياسين حاج صالح على صفحته على موقع «فيس بوك»: «سوريا ما بعد الأسدية دولة لجميع مواطنيها على قدم المساواة، بمن فيهم من هم مع النظام اليوم».

واعتبر الناشط السوري حسام القطلبي، أن «الطبخة نضجت وحان وقت الإفطار»، فكتب «استوت.. تفضلوا ع الحرية! صمنا.. ورح نفطر على وطن!»، بينما تساءل ناجي درويش «أي الشعبين سيسبق الآخر في انتخاب رئيسه القادم: الأميركي أم السوري؟». وهناك من سخر من قيام الرئيس السوري بإبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بانتهاء العمليات العسكرية، وعلق على ذلك بالقول «يطعمك الحج والناس راجعة»، أي أن الأمور انتهت ولم يعد ذلك يجد نفعا.

في المقابل، هناك من توجس من رد فعل النظام، وتوقع توجيه ضربات أعنف للمتظاهرين، وكتب أحدهم على صفحته «الأسد لن يكون أفضل من الرئيس الليبي معمر القذافي.. توقعوا ضربات عنيفة، فالوحش يضرب بعنف وقت الاحتضار». وهناك من اعتبر ما يجري بازارا للمتاجرة بالدم السوري، وكتبت رفيدة «الفرجة ببلاش أوكازيونات على كل شي. حتى على دمنا وكرامتنا!!.. راح يخلص الموسم».

أما المؤيدون للأسد فاعتبروا أن «اللعبة انكشفت تماما والمؤامرة باتت واضحة». وكتب جاسم القحطاني «قريبا جدا ستنتهي هذه الأزمة المفتعلة.. وستخرج سوريا أقوى بكثير من السابق.. وعندها سيأتون ليقبلوا أقدام السوريين طلبا للمغفرة.. لأنهم لا يعترفون إلا بالقوي».