المعارضة السورية في الولايات المتحدة ترحب بدعوة الأسد للتنحي وتعد سيناريوهات للتغيير

رضوان زيادة يطالب بطرد الدبلوماسيين السوريين من واشنطن.. ونجيب الغضبان يتوقع انقلاب العسكر على الأسد

رضوان زيادة
TT

رحبت المعارضة السورية بالولايات المتحدة بدعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما للرئيس السوري بشار الأسد بالتنحي عن السلطة، واعتبرت أن التوافق الدولي والإعلان المتناسق من المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي «خطوة تاريخية» لإنقاذ الشعب السوري من قمع نظام الأسد.

وقال الناشط السوري رضوان زيادة: «إن دعوة الرئيس أوباما للأسد بالتنحي تعد خطوة تاريخية رغم تأخرها، وكنا نتوقع أن تأتي هذه الدعوة منذ فترة طويلة ونتفهم أنها تأخرت من أجل الحصول على توافق دولي وإقليمي لتكون دعوة الأسد للتنحي أكثر تأثيرا، ولتزيد الضغوط الدولية على الأسد لإجباره على التنحي وأن تبدأ سوريا في مرحلة انتقالية تضم كل الطوائف والأطياف السياسية والدينية التي هي أحق بانتخاب الرئيس الجديد لسوريا».

وأضاف أن الدعوة الأميركية والأوروبية للأسد بالتنحي «ستشجع المتظاهرين داخل سوريا على الاستمرار في نضالهم وستؤكد أن الشعب السوري وجد صدى لصرخته التي كلفته أكثر من 2500 شهيد و1500 معتقل و3 آلاف مختف، وسوف تشجع الدعوة رجال الأعمال في دمشق وحلب المساندين لنظام الأسد في التوقف عن مساندة هذا النظام المنهار».

وأكد الناشط السوري أن دعوة بشار الأسد للتنحي عن السلطة لا بد أن يتبعها ترجمة سياسية وقانونية مع فرض عقوبات اقتصادية على قطاعي النفط والغاز، وقال: «من الناحية الشرعية ليس مقبولا أن يكون هناك وجود لأي ممثل في النظام السوري في واشنطن، ولا بد أن تتخذ الدول الأخرى خطوات مماثلة» مطالبا بطرد الدبلوماسيين السوريين التابعين لنظام الأسد من واشنطن وأن تسحب مزيد من الدول سفراءها من سوريا. وقال زيادة - الذي يشارك في اجتماعات مجلس حقوق الإنسان بجنيف للإدلاء بشهادته حول أعمال القتل والاختفاء القسري والتعذيب التي يمارسها النظام السوري ضد المتظاهرين - «إن الأيام القادمة ستشهد خطوات دولية إيجابية ضد نظام الأسد مع إصدار مجلس حقوق الإنسان لتقريره حول ما جرى في سوريا من قتل وتعذيب للمدنيين، ويندرج تحت نطاق جرائم ضد الإنسانية وضمن اختصاص محكمة الجنايات الدولية. وسيشهد الأسبوع القادم جلسة استثنائية لمجلس حقوق الإنسان بعد دعوة 25 دولة من بينهم الدول العربية الأربع (المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين والأردن) لتأييد مشروع قرار لإرسال لجنة للتحقيق في الانتهاكات وتقديم مرتكبي هذه الجرائم للمحاسبة». وأوضح زيادة أن مصير بشار الأسد سيكون الذهاب إلى لاهاي بينما سيكون مصير الشعب السوري الذهاب إلى الديمقراطية واختيار رئيس يمثل الشعب السوري.

وقال الناشط السوري نجيب الغضبان، الأستاذ المساعد للعلوم السياسية بجامعة اركنساس: «إن تأخر المجتمع الدولي والولايات المتحدة في دعوة الأسد بالتنحي كان لإعطاء الفرصة للأسد للقيام بإصلاحات، وقد جاءت هذه الدعوة لتوجيه ثلاث رسائل هامة، الأولى للمتظاهرين في سوريا أنهم ليسوا وحدهم وأن المجتمع الدولي يساندهم. والرسالة الثانية لمن في داخل النظام السوري وللمؤسسة العسكرية أنه حان الوقت لأن ينضموا لجانب الشعب السوري المطالب بإسقاط نظام الأسد. والرسالة الثالثة هي لجميع من يقوم بقمع شعبة أن هناك عقوبات بانتظاره».

ورسم الغضبان عدة سيناريوهات للفترة المقبلة، موضحا أن هناك «السيناريو الذي أتمناه وهو أن يأخذ الأسد هذه الدعوة على محمل الجد وأن يقوم بالتنحي وتسليم السلطة إلى رئيس الوزراء وهو سيناريو يقلل من تكلفة الانتقال السلمي للسلطة، لكن من معرفتي بشخصية وعقلية وأداء الأسد، فإن هذا السيناريو مستبعد لأن الرؤساء العرب يختارون دائما المصير المأساوي». وأضاف: «السيناريو المتوقع هو أن تستمر المظاهرات في كافة المدن السورية وأن يصطحب ذلك عزل النظام السوري دبلوماسيا بشكل كامل ثم حدوث انشقاق في المؤسسة العسكرية وباقي النظام ضد الأسد، والسيناريو الآخر – الأسوأ - هو استمرار القمع بشكل عنيف مما يدفع المقاومة السورية والمتظاهرين لللجوء للعنف والدفاع عن نفسها وعسكرة الثورة، والسيناريو الأخير هو فتح الباب أمام التدخل العسكري لإجبار الأسد على ترك السلطة خاصة بعد استباحة النظام للبيوت وتوسع دائرة الاعتقالات والقتل بما يجعل السوريين يقبلون بأي تدخل للخلاص من هذا النظام». وأضاف الغضبان: «إننا كنشطاء سوريين في الولايات المتحدة ندعم سيناريو تضييق الخناق على بشار الأسد والعزل الكامل دبلوماسيا للنظام ونأمل أن يؤدي ذلك إلى نتيجة فعالة».