المواقف العربية تراوحت بين سحب السفراء وإبداء القلق تجاه ما يحدث في سوريا

خادم الحرمين دعى إلى إيقاف آلة العنف

TT

أقدمت الدول الغربية أمس على قرار لافت من خلال إعلان كل من واشنطن والاتحاد الأوروبي ومجموعة من الدول الأوروبية أمس عن دعوتها للأسد بالتنحي. ولم تختلف المواقف العربية في رأيها مع الأوروبية حول ضرورة توقف العنف في سوريا، وقد اتخذت عدة خطوات وأعلنت الكثير من التصريحات التي كان أولها الموقف السعودي من خلال كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، التي وجهها إلى الشعب السوري وأكد فيها رفض السعودية لأعمال العنف والقمع التي تشهدها البلاد، معلنا استدعاء السفير السعودي من دمشق للتشاور.

ودعا العاهل السعودي لإيقاف آلة القتل وإراقة الدماء قبل فوات الأوان. وأكد الملك عبد الله أن ما يحدث في سوريا لا تقبل به المملكة، وأن بإمكان القيادة السورية تفعيل إصلاحات شاملة وسريعة.

ولحقت الكويت والبحرين بالسعودية واستدعت العاصمتان سفيريهما لدى سوريا للتشاور، وأوضح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ الدكتور محمد صباح السالم الصباح في تصريح للصحافيين، عقب حضوره اجتماعا للجنة الشؤون الخارجية البرلمانية الأسبوع الماضي، أن الكويت قررت استدعاء سفيرها في دمشق للتشاور، معبرا عن بالغ الألم لاستمرار نزيف الدم في صفوف أبناء الشعب السوري.

كما أكد وزير خارجية الأردن ناصر جودة في مؤتمر صحافي بعد المحادثات التي أجراها مع نظيره التركي أحمد داود أوغلو في مدينة إسطنبول التركية أول من أمس، على ضرورة الوقف السريع والفوري لكل أعمال العنف والعمليات العسكرية التي يقوم بها النظام السوري ضد المتظاهرين المدنيين.

وفي نفس السياق أعربت مصر على لسان وزير خارجيتها محمد كامل عمرو عن قلقها الشديد إزاء التدهور الخطير للأوضاع في سوريا، حيث أعرب عمرو عن خشيته من اتجاه الوضع في سوريا نحو نقطة اللاعودة، مؤكدا ضرورة التحرك السريع لإنقاذ الموقف. وأوضح كامل عمرو أن «مصر تواصل مشاوراتها بشكل مكثف مع الدول الشقيقة انطلاقا من مسؤوليتها التاريخية والتزاماتها في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير، للمساعدة على إيجاد مخرج يوقف نزيف الدم في سوريا ويحقق التطلعات المشروعة للشعب السوري الشقيق».

وصرح مصدر مسؤول في وزارة الشؤون الخارجية التونسية لوكالة تونس أفريقيا للأنباء بأنه «نظرا للتطورات الخطيرة التي تشهدها الساحة السورية، قررت الحكومة التونسية دعوة سفيرها في دمشق للتشاور».

وجاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن المغرب «يدعو مجموع الأطراف السورية إلى التحلي بالحكمة وضبط النفس والانخراط في حوار معمق وشامل لصالح وحدة واستقرار وأمن هذا البلد الشقيق». وأضاف المصدر ذاته أن المغرب يعرب عن «قلقه الشديد» و«انشغاله العميق» حيال الأحداث الأليمة التي تشهدها سوريا.

واعتبرت الجزائر أن ما يجري في سوريا من أعمال عنف أمر غير مقبول، ودعت الأطرافَ السورية إلى تفضيل سبيل الحكمة والحوار الوطني الشامل من أجل تجاوز الأزمة والمضي قدما بتنفيذ الإصلاحات السياسية التي أعلنت عنها السلطات السورية. وقال الناطق الرسمي باسم الخارجية الجزائرية عمار بلاني للصحافيين الأسبوع الماضي: «إن وزير الخارجية مراد مدلسي شدد على أن الجزائر جد منشغلة بما يحدث بهذا البلد الشقيق، وأن ما يحدث غير مقبول».