تركيا تطلب من المعارضة السورية توحيد جهودها.. ومن الشعب أن «يكسر حاجز الخوف

لقاء تشاوري في إسطنبول لوضع آليات وخطط عملية لإسقاط الأسد

صورة مأخوذة من موقع يوغاريت لأهالي حماه وهم يشيعون أحد قتلى الجمعة أمس
TT

بدأت المعارضة السورية، أمس، محاولة جديدة لتوحيد صفوفها لملاقاة الجهد الدولي الهادف إلى إسقاط النظام السوري. فقد تلاقى معارضون سوريون أمس في إسطنبول بهدف «إعداد بديل للنظام» وعدم السماح بوجود «فراغ دستوري بعد سقوطه»، كما قال أحد المشاركين لـ«الشرق الأوسط» أمس. وفيما بدا بعض المنظمين غير «متفائل» بإمكانية الوصول إلى نتائج، مشيرا إلى أن اللقاء «قد لا يخرج بنتائج»، تواصلت الضغوط الدولية على المعارضين لتوحيد صفوفهم، خصوصا من جانب تركيا التي تستضيف مؤتمراتهم، وتزعجها انتقاداتهم لـ«تقاعسها». وقال مصدر رسمي تركي لـ«الشرق الأوسط» إن «تركيا تراقب ما يجري في سوريا بقلق شديد»، مشيرا إلى «أنه يبدو أن القيادة السورية هي الوحيدة التي لم يصدق بعد أن الأمور لا يمكن أن تستمر على هذا المنوال».

ورأى المصدر أنه «المطلوب من المعارضة السورية أن توحد صفوفها على غرار ما قام به الليبيون»، موضحا أن «تركيا تراقب الأداء السوري بكثير من القلق، وهي أوضحت بشكل لا يقبل التأويل أن ما يجري لا يمكن له أن يستمر، لكن في المقابل يتوجب على الشعب السوري أن يقول كلمته، فأين حلب ودمشق مما يجري؟». وقال المصدر: «الشعب السوري يجب أن يكسر حاجز الخوف ويقرر مصيره بنفسه»، مضيفا أنه «حتى يقتنع الناس بموقفه يجب أن يظهره بشكل واضح وصريح، ودون أي لبس حول وجود مجموعات إرهابية أو مسلحين».

وقد بدأ «اللقاء التشاوري» أعماله في فندق الماريوت القريب من مطار إسطنبول بمشاركة نحو 60 ناشطا يمثلون مجموعات سوريا في المنفى، على أن يتم التواصل مع قيادات سوريا في الداخل عبر الإنترنت ووسائل الاتصال الأخرى خلال الاجتماع المفترض أن ينتهي اليوم إلى إعلان «مجلس وطني» مؤلف من 150 شخصية. وقال أحد المشاركين في المؤتمر، الناشط محمد سرميني، لـ«الشرق الأوسط» إن أهم ما يجب أن يتمخض عنه اللقاء هو «إيجاد كيان قوي يجمع قوى المعارضة بأطيافها وشخصياتها». وأضاف: «نحن بحاجة إلى شخصيات قادرة على جمع المعارضة والتواصل مع المجتمع الدولي بحيث يكون هذا المجلس نواة لبديل حقيقي». وأكد سرميني أن «الناشطين السياسيين والمعارضة في الخارج والثوار في الداخل يتعاملون مع النظام على أنه ساقط، إنما هي مسألة وقت لا أكثر». وقال: «إن ما يقوم به (النظام) على أرض الواقع دليل إفلاس وأوراقه بدأت تحترق واحدة تلو الأخرى، حتى وعوده للمجتمع الدولي لا يفي بها، فعندما يعد بوقف العمليات العسكرية، نرى اليوم عمليات عسكرية حقيقية في حمص». ورأى سرميني «وجود تباشير على الانتصار، وما الموقف الأوروبي - الأميركي إلا دليل واضح على أن النصر بات قريبا»، مشيرا إلى أن «الموقف التركي، ربما يبدو غير واضح، لكن الأتراك يعتمدون على وجود كيان حتى يكون موقفهم واضحا». وأوضح سرميني أن المجلس سوف تنبثق عنه مكاتب تنفيذية تسعى للتواصل مع العالم الخارجي، معتبرا أنه «سيكون نواة لبديل حتى لا يشعر المجتمع السوري ولا المجتمع الدولي بأي خوف من الفراغ، ويشعرون بوجود من يدير المرحلة الانتقالية على الأقل»، مشيرا إلى أن هذا اللقاء يضم ممثلين عن كل المؤتمرات السابقة وكل قوى المعارضة على طاولة واحدة بهدف واحد هو إيجاد آليات وخطوات عملية لإسقاط النظام.

ومن المتوقع أن يصدر اليوم بيان عن المجتمعين في حال تم الاتفاق على تشكيل المؤتمر، وإلا فإنه سيعلن تأجيل الإعلان إلى وقت آخر كما أفاد أحد المشاركين لـ«الشرق الأوسط». وقال المحامي ياسر طبارة المدافع عن الحقوق المدنية الذي يعيش في الولايات المتحدة إن «الأولوية المطلقة بالنسبة إلينا هي سقوط نظام الرئيس بشار الأسد». وأضاف: «نحن هنا في اجتماع تشاوري لمناقشة إنشاء المجلس الوطني السوري الذي سيجمع كل شرائح المجتمع السوري». أما الناشط عبيدة فقد أوضح أن «المجلس الوطني السوري سيتألف من 115 إلى 150 عضوا نصفهم أو أكثر سيكونون من داخل سوريا والباقي من المنفى». وأضاف أنها «بنية يفترض أن تجسد تطلعات الثورة السورية وأهدافها السياسية». وأوضح أن «سبعة أو ثمانية مكاتب» ستنبثق عن اجتماعات هذا المجلس تعنى بـ«الشؤون الخارجية والتخطيط السياسي والاقتصاد والإعلام وغيرها».