العراق والبحرين وعمان والمغرب تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي

المالكي انتقد «الربيع العربي» وحذر من «سايكس ـ بيكو» أخرى

مقاتلون من الثوار الليبيين يحتفلون بالنصر ويحيطون بسيارة غولف يملكها القذافي في مدخل باب العزيزية (رويترز)
TT

تسارعت الاعترافات بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي، منذ دخول الثوار الليبيين طرابلس إثر انتفاضة الأحد الماضي من داخل العاصمة. فبعد مصر والسودان وفلسطين والجزائر وتونس والكويت، أعلنت الخارجية البحرينية اعتراف البحرين بالمجلس الانتقالي. ونقلت وكالة الأنباء البحرينية أمس، عن بيان صادر عن وزارة الخارجية، أن البحرين تعلن «اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا للشعب الليبي الشقيق، معربة عن تمنياتها لليبيا بتحقيق الرقي والتقدم والاستقرار والتنمية والإعمار».

وأضاف بيان الخارجية، أن تلك الخطوة اتخذت «انطلاقا من مشاعر الأخوة والتضامن التي تربط مملكة البحرين حكومة وشعبا بالشعب الليبي الشقيق، والإحساس العميق بوحدة الآمال وتطابق الغايات والمصير المشترك، وفي ضوء التطورات الأخيرة الجارية في ليبيا».

وفي عمان، جاء في بيان صادر عن الخارجية العمانية أمس: «تابعت سلطنة عمان باهتمام كبير ما شهدته الجمهورية الليبية الشقيقة من أحداث خلال الفترة الماضية، وما نتجت عنه من تطورات مهمة أدت إلى سيطرة المجلس الوطني الانتقالي الليبي على مدينة طرابلس والمدن الليبية الأخرى».

وأضاف البيان الذي نقلته وكالة الأنباء الألمانية، أن «سلطنة عمان تتمنى أن ينعم الشعب الليبي بالأمن والاستقرار خلال المرحلة المقبلة، وأن تتوفر له كل أسباب الطمأنينة والتطور، وأن السلطنة لتعلن عن اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي الليبي كممثل للشعب الليبي».

وفي وقت لاحق بعد ظهر أمس، لحق الاعتراف العراقي بالاعترافين الأحدث العماني والبحريني. ونقلت «رويترز» عن بيان صدر عن وزارة الخارجية العراقية، أن العراق اعترف أمس رسميا، بالمجلس الوطني الانتقالي المعارض كممثل شرعي لليبيا.

وكان رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، قال في وقت سابق، إن ما حصل في ليبيا، أمر لا علاقة له بمجريات الأحداث في العالم العربي والمعروفة بالربيع العربي، والتي سبق للمالكي أن حذر من تداعياتها مؤخرا مرتين، اعتبر في المرة الأولى، أن إسرائيل والصهيونية العالمية يمكن أن تكون هي المستفيدة عمليا من هذا الربيع. وفي المرة الثانية اعتبر أن هناك احتمالا بأن تكون هناك «سايكس - بيكو» جديدة. وقال المالكي طبقا لبيان صادر عن مكتبه تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، خلال لقائه عددا من رؤساء تحرير الصحف والفضائيات العراقية على مائدة إفطار، إن «الثورة في ليبيا لن تنتهي بصراع طائفي أو قومي لأنها قضية شعب محروم ومظلوم ومغيب».

وبدوره أعلن المغرب اعترافه بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي ووحيد للشعب الليبي. وفي غضون ذلك، توجه الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية، أمس إلى مدينة بنغازي حاملا رسالة من العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي، تعبر عن استعداد الرباط لتقديم الدعم للشعب الليبي.

وقال مصدر في وزارة الخارجية المغربية لـ«الشرق الأوسط» إن سفارة المغرب في طرابلس لم تغلق منذ اندلاع الأحداث في البلاد، وظل موظفوها يعملون بشكل عادي حتى اليوم، على الرغم من الظروف الأمنية الصعبة، وذلك حفاظا على مصالح الجالية المغربية هناك، التي يقدر عددها بنحو 100 ألف شخص، حيث تمكن عدد كبير منهم من العودة إلى المغرب، بينما اختار آخرون البقاء في ليبيا.

وقال الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، في بيان مطول تلاه باسم الحكومة بشأن التطورات الأخيرة في ليبيا، إن المملكة المغربية «تؤكد اليوم اعترافها بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي ووحيد للشعب الليبي الحامل لتطلعاته نحو مستقبل أفضل مبني على الإنصاف والانفتاح والعدالة والديمقراطية ودولة الحق».

وأكد أن المغرب يتطلع، في ظل التحولات المهمة التي تعرفها ليبيا بعد السيطرة على معظم أنحاء العاصمة طرابلس، إلى «انتقال سريع ومسؤول للسلطة بعيدا عن منطق الانتقام والضغينة وبغية تحقيق العدالة وكشف الحقيقة وتحديد المسؤوليات طبقا للمعايير الدولية في هذا المجال».

كما يأمل المغرب «أن يتجه المجلس الوطني الانتقالي في أقرب الآجال، نحو اتخاذ تدابير ملموسة وفعالة بدعم قوي ومساندة متينة من طرف المجتمع الدولي من أجل الحفاظ على الوحدة الترابية لليبيا وضمان المصالحة بين جميع مكونات الشعب الليبي وتحقيق أمن واستقرار هذا البلد المغاربي الشقيق وإعادة بنائه». كما أكد كذلك تطلع المغرب إلى أن يشرع المجلس الوطني الانتقالي في الاستجابة للتطلعات المشروعة التي عبر عنها الشعب الليبي والمتمثلة في دستور ديمقراطي وانتخابات نزيهة وشفافة ومؤسسات قوية ومستقلة. وقال الفاسي الفهري إن «المملكة المغربية تعرب، مرة أخرى، عن تضامنها التام مع الشعب الليبي في هذه المرحلة الدقيقة التي يجتازها، وتجدد استعدادها لتقديم كل أوجه المساعدة حتى تصبح ليبيا دولة متصالحة، قوية وديمقراطية بمقدورها المساهمة في الدفع بالاندماج المغاربي في إطار من الوحدة والتقدم لما فيه مصلحة الشعوب الخمسة للمنطقة، وذلك استحضارا للعلاقات التاريخية المتينة التي تربط الشعبين المغربي والليبي».