تبرعات حملة إغاثة الشعب الصومالي في السعودية تجاوزت 161 مليون ريال

الأمير سلمان بن عبد العزيز يتبرع بمليون ريال > اللجان استقبلت مئات الأطنان من المواد الغذائية والإيوائية والطبية

TT

بينما تابعت الحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب الصومالي طوال يوم أمس وحتى الساعات الأولى لفجر هذا اليوم جمع التبرعات، بعد توجيهات الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء، بتمديد الحملة يوما آخر، وصل إجمالي التبرعات النقدية المقدمة لـ«الحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب الصومالي»، حتى كتابة هذا الخبر، إلى أكثر من 161 مليون ريال، إضافة إلى مئات الأطنان من التمور والمواد الغذائية والإيوائية والطبية المتنوعة.

ودعم الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض الحملة بمليون ريال.

بينما شهدت جميع مناطق المملكة العربية السعودية، منذ أول من أمس، تدافعا كبيرا من المواطنين والمقيمين على أماكن استقبال التبرعات النقدية والعينية والغذائية التي تم تخصيصها لهذا الغرض، وفي المنطقة الشرقية، التي شهدت إقبالا كبيرا من المواطنين الذين هبوا لمساعدة إخوانهم في الصومال الذين يعانون المجاعة والظروف المعيشية الصعبة، وذلك في صالة الأندلس للاحتفالات بالدمام، وقد حث الأمير محمد بن فهد بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، المواطنين ورجال الأعمال ومحبي فعل الخير على المساهمة في دعم هذه الحملة من أجل مساعدة أشقائهم المحتاجين في الصومال، وكان الأمير محمد بن فهد قد أصدر تعليماته بتشكيل لجان تحت إشرافه لجمع التبرعات النقدية والعينية وتحديد الأماكن المناسبة لتنفيذ الحملة في المنطقة الشرقية والمحافظات التابعة لها.

أما في منطقة حائل، فقد انطلقت الحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب الصومالي بمتابعة من الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز، أمير منطقة حائل، وبإشراف لجان التبرعات بالمنطقة، وشهدت الحملة تفاعلا كبيرا منذ بدئها من الجهات الحكومية والخاصة والمواطنين والمقيمين من خلال توافدهم على مقار لجان الحملة؛ حيث قدموا تبرعات عينية ونقدية لمساعدة الشعب الصومالي.

وفي مدينة جدة، واصلت حملة جمع التبرعات عملها في استاد وزارة التربية والتعليم، وقد هيأت اللجنة المشكلة جميع الإمكانات واتخذت الترتيبات كافة لإنجاح هذه الحملة بإشراف ومتابعة الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز، محافظ جدة، أما في المدينة المنورة فقد تلقت لجنة التبرعات مجموعة كبيرة من التبرعات النقدية وتبرعات عينية كبيرة مكونة من سلال غذائية متنوعة وملابس وغيرها، بينما قامت الجهات الحكومية المعنية، بإشراف ومتابعة من الأمير عبد العزيز بن ماجد بن عبد العزيز، أمير منطقة المدينة المنورة، بتهيئة جميع الإمكانات واتخذت الترتيبات كافة لإنجاح هذه الحملة، إضافة إلى النقل المباشر للتبرعات بالصوت والصورة، بينما شهد استاد مدينة الأمير محمد بن عبد العزيز الرياضية بالمدينة المنورة، مساء أول من أمس والليلة الماضية، توافدا كبيرا من المواطنين الذين تبرعوا للحملة الوطنية السعودية لإغاثة الشعب الصومالي.

من جهة أخرى، استقبلت لجنة جمع التبرعات بمنطقة نجران تبرعات المواطنين النقدية والعينية ولبى المواطنون في المنطقة نداء الملك عبد الله بن عبد العزيز للتخفيف من معاناة الأشقاء في الصومال؛ حيث شهد مقر الحملة إقبالا من المواطنين بإشراف ومتابعة من الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز، أمير منطقة نجران.

من جانب آخر، رحب برنامج الأغذية العالمي بأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتخصيص مبلغ 50 مليون دولار لشراء مواد غذائية للاجئين الصوماليين، وقالت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي، جوزيت شيران، أمس: إن استجابة المملكة العربية السعودية السريعة لنداء برنامج الأغذية ستساعدنا في إنقاذ أرواح آلاف الأطفال قبل أن يدخلوا في مراحل متقدمة من سوء التغذية الشديد. وأوضحت أن البرنامج يعتزم استخدام هذا المبلغ لزيادة نطاق عمليته الحالية التي يوفر من خلالها تغذية تكميلية للأطفال ليصل عدد المستفيدين إلى 600 ألف لمدة شهرين.

وأكدت المسؤولة الدولية أن المملكة العربية السعودية تعتبر شريكا مهما لبرنامج الأغذية العالمي؛ حيث تبرعت بأكثر من 600 مليون دولار خلال الـ5 أعوام الماضية.

إلى ذلك، أطلقت «أرامكو السعودية»، أول من أمس، حملة جمع تبرعات من موظفيها لصالح المنكوبين بالمجاعة في الصومال، وذلك تجاوبا من الشركة وموظفيها مع دعوة خادم الحرمين الشريفين وتفاعلا مع هذه المأساة الإنسانية التي تحيط بالشعب الصومالي المتضرر مما حاق به من مأساة.

وقال خالد بن عبد العزيز الفالح، رئيس «أرامكو السعودية»، كبير إدارييها التنفيذيين: إن تجاوب موظفي الشركة مع الحملة كان قويا فور إطلاقها؛ حيث تعدت تبرعات الموظفين مبلغ 3 ملايين ريال خلال الـ24 ساعة الأولى من الحملة، وإن حجم مبلغ التبرع النهائي سيعلن عنه قريبا، متوقعا أن يكون مبلغ التبرع كبيرا، نظرا لما يراه ويلمسه من تفاعل موظفي الشركة مع المأساة، مبينا أن الشركة ستقوم بالتبرع بمبلغ مماثل لمبلغ التبرع الذي سيقدمه الموظفون، كما هو الحال مع حملات سابقة بادرت إليها المملكة.

من جانبه، استقبل الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز، رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي، مساء أول من أمس، بمكتبه في الهيئة، سفير الصومال لدى السعودية، أحمد عبد الله محمد، وتناول اللقاء بحث الأوضاع الإنسانية التي يعيشها الشعب الصومالي، وقد ثمن السفير الصومالي لحكومة خادم الحرمين الشريفين تبرعها بمبلغ 60 مليون دولار أميركي لتقديم المساعدات الغذائية والدوائية للمتضررين من المجاعة في الصومال.

وأكد رئيس الهيئة أن ما تقوم به المملكة العربية السعودية من أعمال إنسانية تجاه إخواننا الصوماليين هو واجب إنساني دأبت عليه منذ عهد المؤسس الملك عبد العزيز وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله.

وشارك الأفراد الشركات والمؤسسات في التسابق على التبرعات، فسجلت بعض التبرعات بأسماء أسر كاملة، كما سجلت بعض التبرعات بأسماء أشخاص متوفين كان أبرزهم أسرة الأمير الفقيد محمد عبد الله الفيصل، الذي وصل جثمانه مساء أمس إلى جدة مقبلا من الخارج تمهيدا لمواراته الثرى اليوم في مكة المكرمة؛ حيث تبرعت حرمه وأبناؤه بمليون ريال عنه، بينما تبرع أحد رجال الأعمال بمائة طن من المواد الغذائية، وتسابق، على الجانب الآخر، أمراء المناطق من مناطقهم، وكذلك الشيوخ، يتقدمهم مفتي المملكة، وشارك الرياضيون في تقديم التبرعات؛ فقدم الأمير نايف بن فيصل بن فهد، الرئيس العام لرعاية الشباب، مليون ريال عن جميع الرياضيين، وتبرع ناديا الهلال والأهلي بمبلغ مليون ومائة ألف ريال، بينما سجل لاعبو المنتخب السعودي من مقر معسكرهم لافتة جيدة بتقديم تبرع خاص منهم للحملة.