النظام السوري مستمر في توسيع عملياته العسكرية: قتلى في عملية على الحدود مع العراق.. واعتقال العشرات في ريف دمشق

على غرار ليبيا.. النظام يتهم «القاعدة».. وقتلى بعد انتهاء زيارة وفد بعثة الأمم المتحدة

دبابات في تلبيسة بحمص في صورة مأخوذة من موقع «أوغاريت»
TT

مع استمرار الاعتقالات العشوائية وتوسيع الحملات العسكرية لتطال مدنا سورية جديدة، قال نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد: «إن تدخل الجيش السوري جاء ردا على العمليات التي تقوم بها العصابات المسلحة والجماعات الإرهابية التي يدعمها تنظيم القاعدة، خصوصا في مدن مثل حماه وحمص»، وهي المرة الأولى التي يتم فيها رسميا تسمية «القاعدة» كداعم «للعصابات والجماعات الإرهابية» التي يتهمها النظام السوري بالقيام بعمليات إرهابية في البلاد تستغل المظاهرات الاحتجاجية بهدف «زعزعة الاستقرار».

وكان العقيد الليبي معمر القذافي قد اتهم عند بدء الثورة الليبية تنظيم القاعدة بالتلاعب بالليبيين المطالبين برحيله، وقال إن بن لادن «هو العدو الذي يتلاعب بالناس، وإن (القاعدة) تسعى لإقامة دولة إسلامية في ليبيا».

وأكد المقداد في تصريح لقناة «روسيا اليوم»، أن «الاستراتيجية التي رسمها الرئيس بشار الأسد للخروج من الأزمة الحالية، تقوم على الاستجابة لمطالب الشعب من خلال القيام بإصلاحات واسعة، تجرى في سوريا لتكون دولة ذات تعددية حزبية ديمقراطية، وتضمن حقوق الإنسان بشكل كامل». في تلك الأثناء، واصلت بعثة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية جولتها، وكان يوم أمس هو اليوم الأخير، وزارت خلاله مدينة حماه (وسط) ومدينتي الرستن وتلبيسة القريبتين منها. وكانت اللجنة زارت يوم أول من أمس مدينة حمص وأيضا مدينة تلكلخ قريبا من الحدود مع شمال لبنان، كما زارت كلا من إدلب واللاذقية، حيث خرجت مظاهرات في إدلب والتقت الكثير من المتظاهرين. وزارت البعثة حي الرمل الجنوبي في اللاذقية الساحلية، الذي شهد حملة أمنية وعسكرية واسعة منذ أسابيع، والتقت سكانه.

وقال شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن اللجنة الدولية لدى زيارتها مدينة حمص، خرجت مظاهرة احتجاجية عند ساحة الساعة، وجرى إطلاق نار على المتظاهرين، أسفر عن سقوط خمسة قتلى على الفور، وارتفع عدد القتلى إلى عشرة ليلة الثلاثاء. وقال الشاهد إن الذين أطلقوا النار كانوا في سيارة سوداء محطمة النوافذ.

ميدانيا، استمرت القوات السورية في توسيع حملاتها العسكرية، وقال نشطاء إن القوات السورية مدعومة بالمدرعات داهمت منطقة قبلية قرب الحدود مع العراق، أمس، وقتلت شخصا واعتقلت عشرات، فيما قالت لجان تنسيق الثورة إن قتيلين سقطا برصاص الأمن في مدينة الميادين بمحافظة دير الزور. وأضاف النشطاء في اتصال هاتفي مع «رويترز» أن قوة تضم ما بين 20 و30 دبابة وعربة مدرعة، دخلت أحياء في بلدة الميادين وقرية البرهامة القريبة، قبل أن تنسحب إلى مشارف المنطقة. وفي حمص، قالت مصادر محلية إن أحياء عدة في حمص تعرضت صباح أمس لحملة مداهمات واعتقالات. وترافقت الحملة بإطلاق نار كثيف وإلقاء قنابل صوتية. وفي مدينة القصير التابعة لمحافظة حمص، اتهم ناشطون قوات الأمن بحرق صيدلية ومحل عطور صاحباهما من الطائفة الشيعية. وقال ناشطون إن الأمن يقوم بذلك «بهدف بث الفتنة الطائفية». وفي حماه قالت مصادر حقوقية إن عدة قرى تعرضت لمداهمات واعتقالات، سقط خلالها 5 قتلى على الأقل. وقالت مصادر محلية إن بعثة الأمم المتحدة وصلت ظهر أمس إلى ساحة العاصي، ومعها سيارة تابعة للهلال الأحمر السوري، ولم تخرج أي مظاهرات في حماه، في حين تم إجراء مقابلات مع بعض الأهالي الذين قيل إنهم من سكان المدينة.وفي تلكلخ قال ناشطون إن السلطات السورية طوقت اللجنة الدولية، وإن المناطق التي زارتها كانت في القرى الموالية للنظام، التي لم تتعرض لاقتحام من قبل قوات الجيش والأمن خلال الأشهر الماضية، وإن اللجنة لم تزر أيا من أسر الشهداء أو المعتقلين. وقال ناشط حقوقي إن الأجهزة الأمنية السورية نفذت، فجر أمس، حملات مداهمة واعتقالات شملت عشرات في حرستا في ريف دمشق، حيث استمرت المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أجهزة الأمن السورية نفذت، فجر أمس، حملة مداهمة واعتقالات في حرستا «في محاولة لوقف المظاهرات الحاشدة التي استمرت في المدينة، على الرغم من حملات الاعتقال السابقة». وأعلن المرصد أن حملة الاعتقال، أمس، شملت 37 شخصا. وأشار المرصد إلى أن «قوات عسكرية وأمنية أغلقت مداخل مدينة حرستا بعد منتصف ليل الاثنين، وسمحت بدخول أهالي المدينة فقط» بعدما قامت «فجر الثلاثاء بحملة مداهمات للمنازل واعتقالات، أسفرت عن توقيف أكثر من 120 شخصا».

ولفت المرصد إلى أن «عملية الاعتقال ترافقت مع الضرب والتنكيل وتكسير أثاث بعض المنازل، وتخريب محتويات متاجر عائدة لمطلوبين للأجهزة الأمنية». وفي ريف دمشق أيضا، خرجت مساء، أول من أمس، «مظاهرات مطالبة بإسقاط النظام في دوما وداريا وحرستا وكناكر والزبداني والكسوة ومضايا»، بحسب المرصد.