خبير ألماني: على الثوار القيام بمهام شرطية وفرض الأمن والقانون بعد القذافي

وريث عرش ليبيا يطالب ببناء دعائم دولة ديمقراطية فيها

TT

أعرب خبير ألماني في الشؤون الليبية عن اعتقاده بأن الثوار الليبيين بصدد اختبار صعب، وقال أندرياس ديتمان، الخبير في الشؤون الليبية والعالم الجغرافي في جامعة جيسن الألمانية، أمس، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، إنه سيتعين على الثوار عقب سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي أن يقوموا بمهام شرطية وأخرى متعلقة بفرض الأمن والقانون.

ويرى ديتمان أن المجلس الانتقالي الليبي أمامه مخاطر وفرص خلال المرحلة المقبلة، وقال: «المجلس الانتقالي مكون جزئيا من الثوار، لكنه يضم أيضا زعماء قبائل ومسؤولين سابقين انشقوا عن النظام».

وفي المقابل، ذكر ديتمان أنه لا ينبغي النظر إلى هذا التكوين على أنه «تطور سلبي»، موضحا أن «هذا الهيكل يضمن أن الجميع يمكنه أن يكون ممثلا داخله».

وعن المسؤولين السابقين الذين انشقوا عن نظام القذافي وانضموا إلى المجلس الانتقالي للثوار، قال ديتمان: «لا ينبغي توقع أن المجلس الانتقالي مكون فقط من ساسة معارضين، لأنه لم يكن هناك معارضة من قبل في ليبيا. إنهم لم يكن لديهم فرصة للمعارضة، فإما أن يكونوا مع النظام أو يتم نفيهم، لذلك من الممكن أن يكون المجلس الانتقالي مكونا فقط من مسؤولين سابقين في نظام القذافي».

ومن ناحية أخرى، ذكر ديتمان أن ليبيا ليست بحاجة إلى أموال لإعادة إعمارها، «بل إلى الخبرة في بناء نظام ديمقراطي دائم»، وقال: «لم تكن هناك ديمقراطية من قبل في ليبيا، ليس في عهد القذافي أو حتى في عهد النظام الملكي الذي سبقه، وبالطبع ليس في حقبة الاستعمار الإيطالي».

ورأى ديتمان أن الحكام الجدد لليبيا سيتعين عليهم بناء الديمقراطية عبر الانتخابات عقب فرض القانون والنظام وتنويع الهيكل الاقتصادي الليبي، الذي لا يزال قائما حتى الآن على تصدير النفط فقط، بالإضافة إلى وضع استراتيجية تنموية للبلاد لمرحلة ما بعد النفط، وإيجاد حلول طويلة المدى لإمدادات المياه من أجل بناء الدولة.

وفي نفس السياق وعقب أكثر من عقدين قضاهما في المنفى، يأمل وريث عرش ليبيا السابق محمد السنوسي في العودة إلى موطنه. وقال السنوسي (48 عاما) في تصريحات لمجلة «دي تسايت» الألمانية الأسبوعية في لندن: «رؤية علم الحرية فوق طرابلس جعلني سعيدا بشكل لا يمكن تصوره وفخورا بشعبي».

وذكر السنوسي أنه مستعد لخدمة شعبه، إلا أنه أوضح أن هذا ينبغي أن يقرره الشعب بنفسه، حسب وكالة الأنباء الألمانية.

وطالب السنوسي ببناء دعائم دولة ديمقراطية في ليبيا، مضيفا أنه لا يرى في بلاده دولة غير قابلة لتأسيس حكومة ديمقراطية بها، وقال: «لا! ليبيا ليست مثل أفغانستان أو العراق أو اليمن. النظام القبلي في ليبيا مختلف تماما، فالعشائر لا تريد سلطة، إنها تريد فقط حياة متعقلة. الليبيون ليسوا إسلاميين متطرفين».

ويذكر أن العقيد الليبي معمر القذافي نفذ انقلابا على الحكم بمساعدة مجموعة من الضابط عام 1969. وغادر محمد السنوسي البلاد مع والده المريض حسن، ولي عهد ليبيا آنذاك، إلى بريطانيا عام 1988، بعدما أمر القذافي بإحراق منزل العائلة المالكة، وتوفي ولي العهد حسن عام 1992.

وينظم الأمير محمد، كما يطلق عليه، منذ ذلك الحين لقاءات ومظاهرات مع عناصر المعارضة في الأمم المتحدة وفرنسا وإنجلترا، ويعيش على عطايا ليبيين آخرين في المنفى وعائلات موالية للأسرة المالكة في ليبيا.