أمير قطر: الحل الأمني فشل في سوريا وعلى القيادة التغيير بما يتلاءم مع تطلعات الشعب

نجاد بعد لقائه الشيخ حمد بن خليفة يدعو دول المنطقة لتسوية مشاكلهم من دون تدخل الغربيين

صورة مأخوذة من موقع «أوغاريت لأطفال يشاركون في المظاهرات في إدلب أمس
TT

قال أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس، إن الحل الأمني في سوريا «فشل»، داعيا القيادة السورية إلى «استنتاج ضرورة التغيير» بما يتلاءم مع «تطلعات الشعب السوري». وقال أمير قطر في تصريح أدلى به بعد لقاء مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، في تصريحات بثتها وكالة الأنباء القطرية إن «الجميع يعرف أن الحل الأمني أثبت فشله ولا يبدو أن الشعب السوري سوف يتراجع عن مطالبه بعد ما دفعه من ثمن». وأضاف أن «الشعب السوري خرج في انتفاضة شعبية مدنية حقيقية مطالبا بالتغيير والعدالة والحرية (...) وحاولنا جميعا نحن الذين وقفنا مع سوريا في ظروفها الصعبة أن نشجع الإخوة في سوريا على اتخاذ خطوات إصلاحية حقيقية». وتابع: «نأمل أن يستنتج صناع القرار في سوريا ضرورة التغيير بما يتلاءم مع تطلعات الشعب السوري وعلينا أن نساعدهم على اتخاذ مثل هذا القرار».

وجاءت تصريحات أمير قطر بعد لقاء استغرق ساعتين مساء أول من أمس مع الرئيس الإيراني الذي دعا دول منطقة الشرق الأوسط إلى «تسوية مشاكلهم من دون تدخل الغربيين». ونقل موقع الرئاسة الإيرانية عن الرئيس الإيراني قوله: «بإمكان دول المنطقة تسوية مشاكلها عبر حلول إسلامية وإنسانية ودون تدخل الغربيين»، معتبرا أن «تدخل الأجانب والقوى المهيمنة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة يعقد الوضع». وقال موقع الرئاسة الإيرانية إن اللقاء تركز على «مشاكل المنطقة».

كما نقلت وكالة الأنباء القطرية عن أمير قطر قوله إن زيارته إلى طهران ومحادثاته مع أحمدي نجاد تندرج «في إطار العلاقات الودية التي تجمعنا بإيران». وأضاف: «بحثنا بطبيعة الحال العلاقات الثنائية والقضايا المتعلقة بالتعاون فيما بيننا وأمور أخرى ذات اهتمام مشترك». وقد غادر أمير قطر طهران ليل الخميس/ الجمعة.

وتدعم إيران نظام الأسد حليفها الأساسي في المنطقة، بينما دانت معظم دول الخليج العربية قمع السلطات السورية واستدعت سفراءها في دمشق. في المقابل تدعم إيران الحركة الاحتجاجية في البحرين التي يشكل الشيعة غالبية سكانها وتحكمها عائلة خليفة السنية، بينما تساند دول الخليج النظام القائم فيها.

وكان رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني صرح الثلاثاء الماضي عقب اجتماع للجنة المبادرة العربية في الدوحة أن اجتماعا عربيا سيعقد اليوم في القاهرة لبحث ملفي ليبيا وسوريا. ودعا المسؤول القطري القيادة السورية إلى «اتخاذ إجراءات البدء بإجراء إصلاحات سريعة» لاحتواء الموقف. وتوترت العلاقات بين الدوحة ودمشق منذ بدء الاحتجاجات في سوريا بسبب تغطية قناة «الجزيرة» للأحداث هناك التي أثارت غضب المسؤولين السوريين، بينما جرت محاولة الاعتداء على السفارة القطرية بدمشق. وقررت قطر تعليق عمل بعثتها الدبلوماسية في العاصمة السورية منذ ذلك الوقت. ولم يعد السفير القطري إلى دمشق رغم إعلان قطر أنها تسلمت رسالة اعتذار عما حدث لسفارتها هناك.

وشهدت العاصمة القطرية قبل أيام مظاهرة شارك فيها نحو ألفي شخص من الجالية السورية طالبوا بطرد السفير السوري من الدوحة. وتملك قطر في سوريا عدة مشاريع استثمارية تقدر أوساط مالية حجمها بخمسة مليارات دولار. وكانت القيادتان القطرية والسورية تنسقان عن قرب مواقفهما السياسية بالإضافة إلى إيران قبل خلافات عميقة بينهما إثر اندلاع الحركة الاحتجاجية في سوريا.