الصحافة البريطانية تعيد قضية المقراحي إلى الواجهة

جيران المتهم بتفجير لوكربي يؤكدون أنه مختبئ مع القذافي وأبنائه

TT

ظهرت قضية لوكيربي على السطح مرة أخرى مع سقوط نظام القذافي, وارتفعت أصوات من أميركا وبريطانيا تطالب بإعادة المقراحي إلى سجون اسكوتلندا، مبررين مطالبهم بأن قرار إطلاق سراحه بُني على جانب إنساني، حيث كان وقتها في حالة مرضية سيئة، وقالت التقارير الطبية إنه لن يعيش أكثر من ثلاثة أشهر, لكنه، وبعد سنتين، ما زال، بحسب رأيهم، ينعم بالحياة. ونقلت صحف بريطانية تنقل مراسلوها بين أرجاء طرابلس رحلة بحث عن المقراحي.

وقالت «ديلي تلغراف» إن المقراحي قد غادر طرابلس، ونقلت أن جيرانه أكدوا أنهم يعتقدون أنه مختبئ مع العقيد القذافي.

ومن أمام منزله المكون من طابقين، نقل مراسل الصحيفة عن الجيران أنهم لم يشاهدوه منذ دخول الثوار لطرابلس. وقال حسين باربا وهو طبيب إن «هذا الرجل يعرف الكثير من الأشياء»، وإن القذافي قد أخذه معه إلى حيث هو موجود.

وذكرت الصحيفة أنه تم إطلاق سراح المقراحي من السجن في اسكوتلندا منذ سنتين، باعتبار حالته الصحية متردية، حيث كان يعاني من السرطان، وقال الأطباء وقتها إن أمامه فقط 3 أشهر قبل أن يغادر الحياة. وقد انتقل منذ ذلك الحين لليبيا، لكن تواصله مع السلطات البريطانية بقي قائما عبر اتصال مستمر بينه وبين المسؤولين في منطقة شرق رينفريوشر, الذين صرحوا مؤخرا بأنهم لم يتمكنوا من الاتصال به منذ بداية أحداث الثورة الليبية. وقال مسؤول من المحاكم الاسكوتلندية إن مسؤولين من اسكوتلندا قد اتصلوا بمسؤولين من المجلس الانتقالي لتأمين استمرار اتصالاتهم ومتابعتهم للمقراحي.

صحيفة «تايمز» أيضا تحدثت عن اختفاء المقراحي، وربطت اختفاءه باختفاء القذافي وأبنائه, كما بينت الصحيفة أن الكثيرين من البريطانيين يريدون رؤية المدان في لوكيربي خلف القضبان من جديد. وقالت الصحيفة إن مراسليها ذهبوا مرتين لمقر المقراحي في طرابلس، الذي وصفته بـ«القصر»، وقيل لهم من طرف أخيه ثم ابنه إنه قد غادر المكان. وقالا إنه قد يكون في مستشفى طرابلس المركزي أو في منزل والدته قرب باب العزيزية.

وزارت «تايمز» المكانين، لكن المقراحي لم يكن موجودا، وكان بيت والدته المتواضع مغلقا، وقال الجيران إن سكانه قد غادروه منذ أيام، وحتى حارسا المقراحي اللذان جعلهما القذافي أمام بيته منذ عودته لليبيا قد اختفيا، ولم يتركا وراءهما غير قبعتين وزيين للعمل، وبعض المفارش والدفاتر المسجل عليها أسماء الزائرين وتواريخ الزيارة.

وعبر خالد ابن المقرحي البالغ من العمر 25 عاما عن أنه كان متخوفا من أن يسلم المجلس الانتقالي والده للسلطات الاسكوتلندية, وقال: «هذا مخجل فعلا, إنه إنسان ومريض جدا, ما الجدوى من إعادته؟ سيموت هناك وهم الذين أعادوه لطرابلس منذ البداية». كما بيّن أخو المقراحي البالغ من العمر 53 عاما أن الأمر مخزٍ، وأكد أن حالة أخيه الصحية لن تمكنه حتى من تحمل مشاق الرحلة.

وأكد الاثنان أن المقراحي، وهو في الـ58 من عمره، مريض جدا يقضي كل وقته في الفراش، ولا يمكنه حتى التنقل إلى الحمام بمفرده, يتغذى بنظام التنقيط في الوريد، ويتكلم بصعوبة، ويستعمل في الغالب قناع الأكسجين. وقد أكد طبيبه، الذي زاره الشهر الماضي، أن الدواء الذي يأخذه لم يعد يفيده. وقد شوهد المقراحي لآخر مرة على كرسي متحرك خلال مسيرة مؤيدة للقذافي في طرابلس، والمقراحي الذي أفرجت عنه السلطات اسكوتلندية برخصة مجبر على استمرار تواصله معهم. وقال ولده خالد إن أباه غادر متجها للمستشفى مع ممرضته، و«لم نتمكن من الاتصال به؛ فقد يكون هناك، أو ربما قد فارق الحياة». وقد ضم نائب رئيس الوزراء البريطاني، نيك كليغ، صوته لسياسيي البيت الأبيض الأميركي الأربعاء الماضي، وعبر عن رغبته في عودة المقراحي للسجن في بريطانيا، كما ذكر بأن كاميرون يعتقد أن الإفراج عن المقراحي سنة 2009 كان خطأ.