عشرات الآلاف يتظاهرون في جمعة «الصبر والثبات».. والأمن يرد بإطلاق الرصاص الحي

مقتل 3 أشخاص في دير الزور ودرعا وجرح العديد في حمص

مظاهرات في أدلب في جمعة الصبر والثبات أمس (اوغاريت)
TT

خرجت أمس مظاهرات في عدة مدن سوريا في يوم جمعة «الصبر والثبات»، فيما واجهت القوات الأمنية المتظاهرين العزل بالرصاص الحي، وقتلت ثلاثة أشخاص على الأقل، في دير الزور ودرعا.

وأعلن ناشطون حقوقيون مقتل ثلاثة متظاهرين برصاص قوات الأمن السورية، وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «شخصين قتلا وجرح خمسة آخرون عندما أطلقت عناصر موالية للنظام النار على متظاهرين خرجوا من جامع علي بن أبي طالب في دير الزور». وأضاف أن «شابا أصيب بجروح خطرة في قرية القورية في محافظة دير الزور إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي على متظاهرين». وتابع أن «شخصا قتل وأصيب ثلاثة آخرون عندما أطلق عناصر الأمن النار على متظاهرين خرجوا من جامع المحمدي في نوى» في ريف درعا (جنوب).

وقال أحد سكان دير الزور لـ«رويترز»، إن قوات الأمن فتحت النار لتفريق عشرات المحتجين فقتلت اثنين منهم أحدهما يدعى مرعي الفتحي (26 عاما) والثاني عدي البهلول (22 عاما). وقال: «كان هناك إطلاق نار في شارع قرب مقهى الجندول وأخذت عربة أمن بيضاء جثتيهما»، مضيفا أن شابا آخر يدعى إبراهيم محمد نقل إلى المستشفى مصابا بجروح خطيرة ناجمة عن أعيرة نارية. وفي نوى، وهي بلدة في سهل حوران بجنوب البلاد تشهد احتجاجات منتظمة، قال سكان وناشطون لـ«رويترز» إن محتجا لقي حتفه عندما أطلقت القوات الموالية للأسد النار على متظاهرين أثناء خروجهم من أحد المساجد.

وفي حمص (وسط) «جرح مواطن إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص لتفريق متظاهرين في حي باب السباع، خرجوا في تشييع شهيد قتل برصاص قناصة» مساء أول من أمس، بحسب المرصد الذي تحدث عن «إصابة رجل وابنته ذات الأربعة أعوام بجروح عندما أطلق عناصر من الأمن النار بشكل عشوائي في حي باب الدريب في حمص». وأشار اتحاد تنسيقيات الثورة السورية إلى «إصابة ستة متظاهرين في إطلاق نار من مدرعات عسكرية في مدينة القصير الواقعة في ريف حمص».

وفي ريف دمشق، قال المرصد إن «شابا أصيب في مدينة داريا بجروح خطرة إثر مطاردته من قبل دورية أمنية أطلقت الرصاص على سيارته». وأضاف المرصد أن «داريا شهدت انتشارا كثيفا لعناصر الأمن والجيش أثناء خروج المصلين من جامع المصطفى وتمركزوا في عدة نقاط أمام الجامع وعند المداخل». وتابع أن «خمسة متظاهرين أصيبوا بينهم جريح حالته خطرة عندما أطلق رجال الأمن النار لتفريق مظاهرة بالقرب من مقر الأمن المركزي في دوما».

وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي الذي أطلق سراحه مؤخرا بعد أن اعتقل 12 يوما دون توجيه تهمة إليه أن «قوات الأمن فرقت مظاهرة في الكسوة (ريف دمشق) مما أسفر عن إصابة متظاهر».

وفي حمص التي تشهد غليانا أمنيا وعسكريا منذ أيام، خرج نحو 15 ألف متظاهر في حي الخالدية بالإضافة إلى آلاف في أحياء أخرى كبابا عمرو وباب السباع والقصور. كما خرج عشرات الآلاف في مظاهرات حاشدة مطالبة بإسقاط النظام في مدن تدمر والرستن وتلبيسة والقصير في ريف حمص. وفي بلدة الكسوة جنوبي دمشق والتي تضم نازحين من مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، عرض موقع «يوتيوب» تسجيلات مصورة لمحتجين يحملون لافتات تطالب الأسد بأن يأخذ العبرة مما حدث لغيره.

وشرقا، خرجت مظاهرة ضمت الآلاف في منطقة الجبيلة الواقعة في دير الزور وقام رجال الأمن بتفريقها بقوة إضافة إلى مظاهرة في البوكمال (شرق). وتظاهر نحو خمسة آلاف شخص جرت في القامشلي (شمال شرق) هتفوا بحسب شريط فيديو «ما منحبك ارحل عنا انت وحزبك».

وفي دمشق، فرق رجال الأمن بالقوة مظاهرتين خرجتا من جامعي الدقاق والحسن في حي الميدان بالإضافة إلى مظاهرات جرت في حي برزة والقدم والقابون رغم الحصار والتواجد الأمني الكثيف الذي يشهده هذا الحي. وفي ريف دمشق تظاهر أكثر من سبعة آلاف شخص في دوما مطالبين بإسقاط النظام، كما خرجت مظاهرة في الزبداني رغم الانتشار الأمني الكثيف ومظاهرة في كناكر خرج فيها نحو ثلاثة آلاف شخص. وهتف المتظاهرون بحسب شريط فيديو بثته مواقع إلكترونية «نحن رجال الحرية واحدنا بيسوا ميه».

وخرجت مظاهرات في داريا وحرستا وقارة كما أطلقت قوات الأمن الرصاص الحي لتفريق نحو 2500 متظاهر في عربين. وخرج الآلاف للتظاهر في حي الصاخور في حلب (شمال) كما خرجت مظاهرات حاشدة في عدة مناطق في ريف إدلب وريف درعا. ودعا ناشطون إلى مواصلة التظاهر، مؤكدين أن «الحق سينتصر».

من جهته، ذكر التلفزيون الرسمي أن «اثنين من المسلحين قتلا في دير الزور بعد أن فتحا النار على نقطة تفتيش فأصابا ثلاثة من ضباط الأمن».