الدكتور عبد الله الجاسر «ابن التلفزيون»

حائز على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى

TT

لم يتوان الدكتور عبد الله الجاسر «ابن التلفيزيون السعودي» كما يصفه البعض، عن الرجوع للعمل في وزارة الثقافة والإعلام بعد أن تحصل على شهادة الدكتوراه وعمل أكاديميا في قسم الإعلام في جامعة الملك سعود، حيث عاد إليها في منصب وكيل للشؤون الإعلامية، قبل أن يأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود أمس بتعيينه نائبا لوزير الثقافة والإعلام.

الدكتور عبد الله الجاسر تعود علاقته بالتلفزيون إلى منتصف الستينات الميلادية، حيث إن الدكتور الذي ولد في مدينة «أشيقر»، ونشأ في العاصمة «الرياض»، حيث أنهى دراسته الثانوية فيها، والتحق بالتلفزيون في منتصف الستينات الميلادية، في حين أنه لم يكن وقتها موظفا عاديا فحسب، بل لفت نظر رؤسائه منذ البداية، لحرصه الدؤوب على الإبداع في كل مهمة توكل إليه آن ذاك.

وبعد فترة ليست بالقصيرة، تم ابتعاث الدكتور عبد الله الجاسر إلى أميركا، لدراسة الماجستير والدكتوراه في الإعلام، حيث بدأ في جامعة ميتشغان يستقي المعرفة بنكهتها الأميركية، فلم يفق من بين أمهات الكتب، ودهاليز المكتبات إلا ويداه قابضتان على شهادتي البكالوريوس والماجستير في منتصف السبعينات الميلادية.

ومن ثم استمر الجاسر في حزمه على العلم نحو «الشهادة الكبيرة»، حيث شهد مطلع الثمانينات الميلادية تحصله من جامعة أوكلاهوما على الشهادة العالمية في «الإعلام السياسي»، عن أطروحته في الدعاية السياسية الدولية: الاتحاد السوفياتي (سابقا) والولايات المتحدة أنموذجا.

وعاد الجاسر وبصحبته العلم والمعرفة، فبدأ العمل أكاديميا في قسم الإعلام في جامعة الملك سعود، إذ أخذ على عاتقه الارتقاء بالعقل وتحفيزه على التفكير والإبداع، مانحا العقول الفرصة الكاملة لتكتشف وتفهم، منتهجا أسلوب المشاركة في التفكير، وتغذية العقول بعيدا عن أسلوب التلقين السائد، وبذلك استطاع أن يبني تاريخا جامعيا مترعا بالتفوق والقدرة على تغذية عقول الطلاب «علما ينتفع به».

وما إن عمل الجاسر أكاديميا حتى لبى نداء وزارته السابقة (وزارة الثقافة والإعلام)، وبدأ العمل معها وكيلا للشؤون الإعلامية.

ودارت عجلة الأيام بتسارع غير مسبوق فاتسع الفضاء للأطباق الفضائية، ولم تضق الأرض بما رحبت من مرسلات البث الإذاعي والتلفزيوني، وبين هذه وتلك، كان الجاسر صوت الوطن الحق على طاولة وزراء الإعلام العرب، وأبرز مهندسي وثيقة تنظيم البث الفضائي، والاسم الذي لا غنى عنه في صياغة القرارات الإعلامية العربية المهمة، فصار المرجعية التي تتحطم عليها اجتهادات المجتهدين بلا علم، والمدرك لتفاصيل الأنظمة الإعلامية الدقيقة، فأتت إسهاماته في صياغة القرارات الصادرة عن الجامعة العربية أكثر وضوحا ودقة، وخير شاهد بنود وثيقة البث الفضائي، وآلية تطبيقها، ومذكرات بنودها التفسيرية.

يذكر أن الدكتور عبد الله الجاسر، منح في عام 1420 هـ وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى وكان وقتها وكيلا لوزارة الثقافة والإعلام.