ضابط سوري منشق يروي من لبنان: أمرونا بأن نقتل الناس

قال إن حملة القمع تقودها الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد

TT

يتزايد عدد المنشقين عن الجيش السوري يوما بعد يوم منذ بداية الثورة السورية، وعلي هو أحدهم وهو ضابط كان يتقلد رتبة رفيعة في السابق، واختار أن يهجر البلاد، تاركا وراءه عقدين من الزمان قضاهما في الخدمة عندما فر إلى لبنان منذ شهر.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية، تطرق علي إلى حملة القمع الأمنية الوحشية ضد المحتجين المعارضين للحكومة التي بدأت في سوريا منتصف شهر مارس (آذار) الماضي ودفعته في النهاية إلى اتخاذ قرار الرحيل. وفي حديثه عن تجربته، قال علي: «بعدما رأيت كيف كانوا يأمروننا أن نقتل الناس، أدركت أن النظام جاهز لقتل كل شخص وإخفاء الحقيقة، لذا قررت أنني لا يمكن أن أرى هذه النهاية وأن أبقى وأكون جزءا من هذه اللعبة الكاذبة».

وأضاف علي: «كنا نعيش كذبة، أخبرونا بأن الناس مسلحون، لكن عندما وصلنا وجدنا أنهم مدنيون عاديون غير مسلحين. صدرت الأوامر لنا بإطلاق النار عليهم».

واستحضر كيف أنه شارك في مداهمات لمنازل بمدينة حمص وسط البلاد، النقطة الساخنة في مسلسل الاحتجاجات، كما كانت الأوامر ألا يستثنوا النساء ولا الأطفال من إطلاق النار. وقال: «أعطيت الأوامر بتخويف الناس حتى لا يجرؤوا على الخروج من منازلهم». وكثف الجيش خلال الأشهر الأخيرة من حملته القمعية على المعارضين المحتجين. ويقول مسؤولون بالأمم المتحدة إن ما يقدر بنحو 2200 شخص قتلوا منذ مارس الماضي.

ووفقا لما ذكره علي، فإن حملة القمع ضد المحتجين تنفذ بالأساس بقيادة الفرقة الرابعة، أكبر وحدة عسكرية في البلاد. حيث قال: «هذا اللواء تحت القيادة المباشرة لماهر الأسد شقيق الرئيس». وأضاف أن «القوات مقسمة إلى أجزاء مختلفة: الجبهة الأساسية التي تخوض مواجهات مباشرة مع المحتجين، وهذه تتكون من ضباط بالجيش يدينون بالولاء للنظام ويقومون بتنفيذ الأوامر من دون جدال. أما الجزء الثاني فيتكون من ضباط بالجيش وشبيحة أو ضباط استخبارات، بينما يشكل القناصة الجبهة الثالثة». وقال: «كنت بين القوات التي أرسلت إلى حمص، وقبل أن نغادر قاعدتنا في دمشق طلبوا منا أن نمنع أي جندي من مشاهدة التلفاز في ما عدا التلفزيون السوري».

وتعليقا على ذلك، قال: «أرادوا التعتيم على كل شخص قبل أن نبدأ المهمة...». وأكد علي أن الأوامر التي صدرت له بإطلاق النار جاءت من قادة مختلف الوحدات العسكرية، وهؤلاء يتلقون أوامرهم من وزير الدفاع والرئيس الأسد.

ويقول علي «عادة، يقوم الضابط الموجود على الأرض بإرسال بيان يصف فيه الموقف ويطلب الأمر، ودائما ما كان يأتي الرد (اقتل بالرصاص)».

وطلب علي وهو في الأربعينات من عمره، ويعيش حاليا في قرية بالقرب من الحدود السورية عدم ذكر اسمه بالكامل حماية لأسرته.

ووفقا لمجموعة أزمة حقوق الإنسان السورية، فإن أكثر من 200 من أفراد الجيش قد انشقوا منذ اندلاع الانتفاضة ضد حكومة الرئيس بشار الأسد في منتصب مارس. وقالت الجماعة إن ما لا يقل عن 394 جنديا قتلوا لرفضهم الانصياع لأوامر إطلاق النار على المحتجين.

ويتردد أن العديد فروا إلى دول الجوار: لبنان وتركيا والأردن. ولا يمكن التأكد من الأرقام بشكل مستقل.