علم ما قبل «البعث» يرفرف من جديد

السوريون يعودون لعلم الاستقلال الأول

TT

مع تزايد عدد المظاهرات عاد الشعب السوري ليرفع إلى جانب العلم الحالي علم الاستقلال الذي ارتفع أول مرة عام 1932، حيث اعتمد أول دستور لدولة سوريا علما جديدا جاء مماثلا لعلم الثورة العربية، وقسم العلم إلى ثلاثة حقول متساوية متوازية الأخضر فالأبيض فالأسود، وتوضع في القسم الأبيض ثلاث نجوم خماسية حمراء. وبقي هذا العلم يرفع بمناسبة الاستقلال وجلاء آخر جندي فرنسي عن الأراضي السورية في 17 أبريل (نيسان) 1946.

والعلم الحالي، الذي هو علم الوحدة بين سوريا ومصر، يخطئ البعض إذ يظنه علم نظام البعث، فهو العلم الذي اعتمد لدى قيام الوحدة بين سوريا ومصر في 1958 ويتكون من ثلاثة ألوان: الأسود والأبيض والأحمر، تتوسط الأبيض نجمتان خماسيتان باللون الأخضر، في إشارة إلى الإقليمين الشمالي (سوريا) والجنوبي (مصر). وبعد الانفصال في 1961 تخلت سوريا عن علم الوحدة، وعادت لترفع علم الاستقلال، لكن في أبريل (نيسان) عام 1963 ولدى إعلان الوحدة الاتحادية بين مصر وسوريا والعراق، تم اختيار شكل العلم السوري القديم بتقسيماته ونجومه الثلاث مع تبادل موقعي اللونين الأحمر والأخضر، ليكون علم الوحدة الاتحادية، ولترمز نجومه إلى دول الوحدة، وفي الوقت ذاته إلى أهداف حزب البعث «الوحدة والحرية والاشتراكية». ومع إعلان اتحاد الجمهوريات العربية بين مصر وسوريا وليبيا في 17 أبريل 1971م استبدل بنجوم علم الوحدة الاتحادية الشعار السوري «العقاب» باللون الذهبي وتحته عبارة «اتحاد الجمهوريات العربية»، وبقي هذا العلم إلى عام 1980 حيث أعيد تحديد أوصاف العلم السوري ليأخذ شكله الحالي، الذي هو نفسه علم الوحدة في تأكيد على الوحدة العربية. وأيضا النأي عن نظام الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات بعد توقيعه اتفاقية كامب ديفيد.

يشار إلى أنه باستثناء السنوات الأولى من الانتداب الفرنسي عام 1920، فإن كل الأعلام التي ارتفعت في سماء سوريا منذ عام 1918 استمدت رمزيتها من التاريخ العربي والإسلامي والنضال الوطني من أجل الاستقلال، فكانت الألوان الأربعة الأخضر والأبيض والأسود والأحمر مكونات «العلم العربي»، أي علم الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف حسين.. تلك الألوان التي ستستلهم منها غالبية الدول العربية أعلام استقلالها. وبحسب ما جاء في مذكرات حسن الحكيم، يرمز الأسود إلى العصرين الراشدي والعباسي، والأبيض إلى الأموي، والأخضر إلى الفاطمي، حيث تتوزع على ثلاثة مستطيلات متوازية، يزين أحد الطرفين مثلث أحمر يرمز إلى الثورة.

هذا العلم عاد اليوم ليطل في مشهد الاحتجاجات السورية، حاملا جملة من الأسئلة حول معنى استحضار علم يمثل فترة نشوء الدولة، دون أن يطرح ذلك جديا للنقاش، وخاصة أن هذا العلم تبعه أعلام عدة بما يعنيه ذلك من تطورات سياسية كان لها دور أساسي في رسم معالم هوية سوريا العربية.