«الجيش السوري الإلكتروني» يشن حملة تقارير على «المندسين»

«المندسون السوريون الأحرار» يتحدون في مجموعات على «فيس بوك»

TT

انطلاقا من التهمة الجاهزة التي اعتاد النظام السوري أن يطلقها على الثوار، اختار هؤلاء الشباب أن ينطلقوا تحت لواء «الشعار» نفسه ليكملوا ثورتهم كعادتهم من خلال مجموعات جديدة انضمت إلى المجموعات الأخرى على موقع «فيس بوك» تجتمع كلها تحت صفة «المندسين». فولدت «منظمة المندسين السورية» التي عاد ولحق بها مجموعات أخرى حملت عنوان «نقابة المندسين السوريين» ثم «نقابة المندسين السوريين الأحرار» ثم أيضا «نقابة المهندسين المندسين».

يقول أحد مؤسسي «نقابة المندسين السوريين»، عمر الحمد، لـ«الشرق الأوسط»: «صفحتنا من أولى صفحات (المندسين) التي تم افتتاحها، وقد لاقت نجاحا لافتا، إلا أن (الجيش السوري الإلكتروني) قام بشن حملة تقارير على الصفحة؛ لأنهم كانوا منزعجين منها لدرجة كبيرة بسبب ما ننشره، مما أدى إلى إغلاقها وإعادة افتتاحها من جديد». ويضيف: «وتضم النقابة الشباب الثائرين على النظام تحت اسم منبثق من قلب النظام، ألا وهو النقابات التي صدعوا رأسنا بها، إنما شروط الانضمام إليها بسيطة ولا تحتاج إلى امتحان». وفي تعريفهم عن هذه النقابة التي يعتمد مؤسسوها أسلوب النقد الهزلي والتهكم على سياسة النظام يقولون: «إذا كنت مندسا أو سلفيا أو بندريا أو حريريا أو جرثومة أو أي كذبة من تلك التي يطلقها التلفزيون السوري، سارع بالانضمام إلى النقابة». أما الشروط التي يفترض أن تتوافر بأعضاء هذه المجموعة للانضمام إليها، فهي لا تبتعد أيضا عن السخرية من الواقع وهي مختصرة بالتالي: «أن تكون حاصلا على شهادة النيل من هيبة الدولة المشرشحة، وأن يكون لديك 3 صور محروقة للنعامة بشار، إضافة إلى لثام ولحية صناعية وشورت وملابس بحر لننفي أننا سلفيون. كما يمنع منعا باتا التعامل مع أي منتج من منتجات ديتول وأن يكون لديك روح الفكاهة والمسخرة على حكومة البعث الساقطة».

وفيما يتعلق بالتعاون بين «صفحات المندسين» والتواصل فيما بينها، يشير الحمد إلى أن «التواصل مستمر بين الأعضاء ومؤسسي الصفحات، لا سيما أننا نعتبر هذه الصفحات مدونات يتعدد فيها الكتاب والمراجع، لكن يبقى الهدف واحدا والقضية واحدة». وفي حين قد لا تختلف مجموعات المندسين عن المجموعات الأخرى كثيرا من حيث العمل الذي يقوم به «ثوار الـ(فيس بوك)»، يؤكد مؤسسو «منظمة المندسين» أن «المجموعة ليست إلا احتجاجا على الاسم الذي أطلقته الحكومة السورية على الشعب الأعزل مع الحرص على منع دخول المتخاذلين الشبيحة القتلة وكل من بشاكلتهم من العواينية والأبواق؛ لأنها موجهة فقط للثوار الشرفاء». وقد بلغ عدد الأعضاء في المنظمة نحو 4 آلاف، وهم يعملون، كالصفحات الأخرى، على نشر ما أطلقوا عليه «ملخصا يوميا» عن المظاهرات التي تنظم في مختلف المناطق السورية.

مع العلم أن عددا كبيرا من الأعضاء يحملون، كما في كل مجموعة للثوار السوريين، أسماء وهمية، إنما في مجموعة المندسين تدور معظمها في فلك الصفة نفسها، مثل «أكبر مندس سوري» و«ما لي علاقة» و«مدسوس حوراني» و«جرثومة سورية» و«سوري ولي الفخر» و«بريطاني مندس».. وفي نقابة المندسين السوريين هاهو حامل اسم «حمص أم كل البلاد» يرفع شعار «أنا مندس إذن أنا حر إذن أنا موجود».

وقد اعتبر المسؤولون عن «المندسين» أن «المشكلة في المجلس الوطني السوري هي أن هناك انتقائية في اختيار الشخصيات من دون أن يؤخذ بعين الاعتبار تأثيرها في الشارع السوري وبين شباب الثورة». وفي حين وافق عدد كبير من «المندسين» على هذا الرأي، اقترح أحدهم، الذي أطلق على نفسه «حمص العدية»، فكرة مفادها التعريف عن أهم الشخصيات المقترحة مع سيرتهم الذاتية ونشرها على كل المجموعات المنتشرة على «فيس بوك» ليتم بعد ذلك التصويت لها واختيار ما ينتخبه الشعب منهم.

وكان لاقتراح نجاد الأخير الذي قال فيه: «إذا كانت هناك مشكلة في البلاد بين الشعوب والمسؤولين يجب أن يجلسوا مع بعضهم ويصلوا إلى طريقة للحل بعيدا عن العنف»، وقعه أيضا في «منظمة المندسين»، فجاءه الرد التهكمي من «مدسوس حوراني» يقول فيه: «فلتخبروه أننا موافقون على طلبه، لكننا مشغولون الآن بإسقاط النظام»، بينما اعتبر «أحمد كينغ» أن «أهم إنجازات الثورة هي أنها كشفت عن أن رؤساء أغبياء يحكمون شعبا ذكيا». وكما وجه أحد الأعضاء رسالة إلى إسرائيل مفادها: «شكرا إسرائيل على قصف المفاعل النووي في سوريا؛ لأن الضربة في تلك الأيام حمتنا من وحشية النظام في هذه الأيام».