الثورة السورية تطالب بمراقبين دوليين وتكثيف التظاهر يوميا

جمعة الموت لا المذلة.. والنظام يتحسب بزيادة الحواجز وحملات اعتقال ومداهمات

صورة مأخوذة من موقع «شام نيوز» لاطفال يهتفون في مظاهرة ضد النظام بالخالدية في مدينة حمص
TT

مع انتهاء شهر رمضان كان السؤال الأول الذي طرحه الناشطون على الصفحات المؤازرة للثورة السورية، ماذا سنفعل بعد العيد هل سنعود للتظاهر فقط أيام الجمع؟ فكان الاتفاق على مواصلة التظاهر اليومي وتكثيفه، والالتزام بالمقاطعة الاقتصادية لمنتجات الموالين للنظام من رجال المال والأعمال والاستمرار في تحفيز الجنود على الانشقاق، كما تم الاتفاق على أن يكون اليوم (الجمعة) تحت اسم «الموت لا المذلة» في رد على الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبها النظام باستباحة حرمة المساجد والاعتداء على الأئمة والمصلين، كما حصل في جامع الرفاعي وضرب إمامه الشيخ أسامة الرفاعي، وأيضا الاعتداء على رموز الثقافة السورية من المؤيدين للثورة مثل الفنان علي فرزات وغيره من الذين بقيت قصص الاعتداء عليهم بعيدة عن الاهتمام الإعلامي.

ودعت صفحة «الثورة السورية» إلى رفع لافتات ولوحات في جمعة «الموت لا المذلة» تطالب بدخول مراقبين دوليين إلى سوريا وليس تدخلا عسكريا، وأوضحت أن ذلك يعني دخول مراقبين دوليين وجميع وسائل الإعلام الدولية لمراقبة ممارسات النظام، دون قيد أو شرط، وبقرار من الأمم المتحدة، وقالت الصفحة إن الهدف من ذلك إحراج النظام وإتاحة المجال أمام الناس كي تتحرك. مع التنويه بأن لجنة أممية دخلت سابقا، ولكن لتقييم «الأوضاع الإنسانية» فقط وليست لمراقبة ممارسات النظام.

ويتوقع ناشطون أن تكون مظاهرات اليوم قوية جدا ردا على التصعيد الأمني للنظام، الذي روج أنه اقترب من تحقيق النجاح في إخماد المظاهرات، ووعد مؤيديه بأن الأمر سينتهي بعد العيد، كما سبق ووعد بأن يقضي عليها قبل شهر رمضان، الذي تحول إلى شهر للتظاهر، فازدادت شراسة النظام وارتفع معدل القتل، حيث سقط نحو 450 شهيدا في شهر رمضان فقط، وشراسة القمع ازدادت بشكل كبير جدا، وقالت مصادر محلية في حمص إنه تم تعزيز الوجود العسكري على الحواجز التي زاد عددها، وإن تعليمات أعطيت لتلك الحواجز بعدم التهاون وعدم التردد بإطلاق الرصاص عندما يتطلب الأمر ذلك، وشهدت الأيام الماضية عدة حوادث قتل على الحواجز.

وفي ريف دمشق ومنذ ليلة 27 رمضان، تم تكثيف عدد الحواجز وعدد الجنود عند كل منها، ويخضع الداخل والخارج إلى مناطق ريف دمشق للتفتيش الدقيق، كما يتم اعتقال الناس وفق أسماء العائلات، فكل عائلة سقط منها شهيد أو لديها أبناء معتقلون تغدو بكاملها موضع شبهات. وقال ناشطون إنه يتم إذلال وإهانة الشباب الذين يتم توقيفهم عند الحواجز، وريثما يتم التأكد من هويته وصحة الاشتباه به يلقى من الإهانات وسوء المعاملة ما لا يحتمل. ورغم كل ذلك إلى جانب تقطيع أوصال المدن والأحياء وقطع الاتصالات فإن المظاهرات لم تتوقف، وفي مدينة دوما في ريف دمشق خرجت يوم أمس ثالث أيام عيد الفطر بعد صلاة الظهر، مظاهرة حاشدة بعد صلاة الظهر واعتصم المتظاهرون عند الجامع الكبير وسط البلد، للمطالبة بجثمان الشهيد يوسف عبد العزيز الطوخي الذي قتل على حاجز أمني عند مدخل المدينة يوم 29 - 8 - 2011 وما زال الأمن يحتجز جثمان الشهيد. وهتف المعتصمون «الموت لا المذلة» و«وهي يا لله ما بنركع إلا لله».

وفي حماه (وسط) خرجت مظاهرة من جامع علي بن أبي طالب بمنطقة سوق الشجرة وهتفت للحرية وللتدخل الدولي لحماية المدنيين، وذلك بعد يوم من قيام قوات الأمن باقتحام عدة أحياء واعتقال عدد من الناشطين.

وبحسب مصادر محلية، فإنه منذ اليوم الأول من أيام العيد تم قطع الاتصالات وجرت حملة اعتقالات طالت معظم أحياء حماه، وفي اليوم الثاني تم تكثيف الحواجز وتفتيش دقيق للسيارات، وتدقيق في الأسماء ومطابقتها مع قوائم المطلوبين، كما شهدت ليالي العيد إطلاق نار لترهيب للناس.

وفي بلدة عتمان في درعا (جنوب) خرجت مظاهرة بعد صلاة الظهر يوم أمس، كما تعرضت حافلة نقل عام متجهة إلى مدينة الصنمين، إلى إطلاق نار لدى عبور حاجز غباغب ودير البخت، أسفر عن عدة إصابات، بينها إصابات خطيرة، كما تم اعتقال عدد من الأهالي.

وفي ريف حلب (شمال) خرجت مظاهرة يوم أمس في منطقة تل رفعت انطلقت من وسط المدينة رغم الوجود الأمني الكثيف، وفي قرية سرمين في ريف إدلب وصلت تعزيزات أمنية جديدة، وجال في شوارع القرية سيارة «بيك آب» مثبت عليها رشاش «بي كي سي».

كما فرض حصار خانق على قرية البيضا في بانياس (ساحل) مع انتشار أمني كثيف جرت خلاله حملة اعتقالات واسعة ترافقت بإطلاق نار عشوائي وتخريب واعتداء على الأهالي.

وفي حمص، تم تعزيز الحواجز الأمنية التي ازدادت ضراوة، كما نشر عدد إضافي من القناصة، وقال ناشطون إنه تم إنزال قذائف الـ«آر بي جيه» في مدرسة زنوبيا في الخالدية.