تراجع أوباما عن موعد خطاب أمام الكونغرس يحرج البيت الأبيض

الجمهوريون يجبرون الرئيس الأميركي على تغيير التوقيت ليناسبهم

الرئيس الأميركي باراك أوباما بعد إلقائه بيانا في حديقة الورود في البيت الأبيض في واشنطن، حيث حث الكونغرس على تمرير مشروع قانون الطرق السريعة الفيدرالية (أ.ف.ب)
TT

شهدت العاصمة الأميركية تراشقا كلاميا بين البيت الأبيض ومجلس النواب الأميركي، أمس، بعد أن تعرض الرئيس الأميركي باراك أوباما لإحراج في تقديمه طلبا لمخاطبة الكونغرس. فأعلن البيت الأبيض مساء أول من أمس التراجع عن الموعد المحدد لإلقاء الرئيس الأميركي خطابا لمجلسي الكونغرس حول الاقتصاد الأميركي وخلق فرص العمل، الذي كان البيت الأبيض قال إنه سيكون يوم الأربعاء المقبل، قبل أن طلب رئيس مجلس النواب الجمهوري جون بينر تأجيله حتى يوم الخميس.

ويعتبر هذا التخبط في تحديد موعد إلقاء الخطاب الرئاسي دليلا على المصاعب التي تواجه الرئيس الأميركي وإدارته في العمل مع مجلس النواب الجمهوري. ويذكر أن مساء الأربعاء هو موعد المناظرة المقبلة بين المتنافسين على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية لعام 2012 ضد أوباما. وانتقد عدد من أعضاء الحزب الجمهوري وقيادته اختيار البيت الأبيض للموعد نفسه لإلقاء أوباما خطابا رئاسيا، معتبرين ذلك محاولة من أوباما للتقليل من أهمية المناظرة وخطف الأنظار واهتمام الإعلام عنها. وقالت المرشحة الجمهورية ميشيل باكمان فور إعلان موعد البيت الأبيض ليوم الأربعاء بأن أوباما «لا يريد الشعب الأميركي أن يستمع إلى الرئيس الأميركي المقبل».

ونشر البيت الأبيض عصر أول من أمس رسالة رسمية وجهها أوباما إلى بينر طالبا مخاطبة مجلسي الكونغرس يوم الأربعاء المقبل، وهو إجراء عادة يكون روتينيا وتتم الموافقة عليه بسهولة حيث يتم الاتفاق على الموعد بين البيت الأبيض والكونغرس خلف الكواليس. وعلى الرغم من تأكيد مسؤولين في البيت الأبيض أنهم أبلغوا بينر عن هذا الموعد ولم يعترض، بعد أن نشرت الرسالة الرسمية طلب بينر تأجيل موعد الخطاب يوما، ليصبح يوم الخميس، كي لا يتعارض مع المناظرة بين المرشحين الجمهوريين. وفي خطوة غير مسبوقة، تم تأجيل خطاب الرئيس الأميركي بعد أن وافق البيت الأبيض على ذلك. وهذه المرة الأولى التي يعلن فيها التراجع عن توقيت خطاب للرئيس الأميركي أمام الكونغرس، حيث من البروتوكول والمعتاد عليه الاتفاق بين الكونغرس والبيت الأبيض بشكل مؤكد قبل إعلان موعد الخطاب والالتزام به.

وقال مدير الاتصالات في البيت الأبيض دان فيفر في مقابلة مع قناة «إم إس إن بي سي»: «تحدثنا مع مكتب رئيس مجلس النواب حول الموعد صباح أول من أمس ولم يعترضوا، فتقدمنا بالطلب ولكن بعدها اعترضوا». وأضاف أنه من الضروري عدم التركيز على الموعد تحديدا بل على فحوى الخطاب، موضحا: «سيتحدث الرئيس حول نمو الاقتصاد وخلق الوظائف، سنقوم بخطوات للتعامل مع البطالة البعيدة الأمد.. وسنقدم مبادرات محددة.. الرئيس يقوم بالكثير من الخطوات حول أسعار العقارات».

وينفي البيت الأبيض أن يكون قد اختار هذا الموعد ليتضارب مع المناظرة، موضحا أن الموعد اختير لأنه أول يوم يعود الكونغرس من عطلته الصيفية وهو أسرع موعد ممكن أراد الرئيس الأميركي انتهازه لمعالجة الوضع الاقتصادي الحرج للولايات المتحدة. وأفاد بيان من البيت الأبيض وزع على الصحافيين في وقت متأخر من مساء أول من أمس: «إننا تشاورنا مع رئيس مجلس النواب حول الموعد قبل نشر الرسالة ولكنه رأى أن الخميس سيكون يوما أفضل». وأضاف البيان أن «الرئيس يركز على الحاجة الملحة لخلق فرص العمل وتنمية اقتصادنا فهو رحب بفرصة مخاطبة جلسة مشتركة للكونغرس يوم الخميس وأن يتحدى قادة البلادة لتركيز انتباههم بنسبة 100 في المائة على عمل ما يمكنهم عمله لمساعدة البيت الأبيض».

ووصلت إلى مؤيدي أوباما رسالة إلكترونية مساء أمس تحمل اسم الرئيس الأميركي وعنوانها كلمة واحدة: «محبط». وعبر أوباما الموقع للرسالة عن «إحباط» من عمل الكونغرس ومجلس النواب تحديدا الذي يسيطر عليه الجمهوريون. وطالب مؤيديه بتوقيع عريضة تدفع الكونغرس لدعم خطط أوباما لإنعاش الاقتصاد الأميركي.

وبينما حاول البيت الأبيض اعتبار هذا التأجيل المفروض من الجمهوريين على أنه يدل على عدم جدية تعاملهم مع الأزمة الاقتصادية الأميركية، اعتبر الجمهوريون وعدد من منتقدي أوباما أن قرار تأجيل الخطاب لمساء الخميس يظهر ضعف أوباما. وانتقد عدد من المقالات في الصحف الأميركية قرار أوباما التأجيل، خاصة أن الموعد الجديد يتعارض مع توقيت لعبة الكرة الأميركية الأولى في الموسم التي تجذب الملايين من المشاهدين الأميركيين الذين قد يختارون مشاهدة اللعبة المفضلة لهم بدلا من الاستماع إلى خطاب سياسي جديد.

وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني أمس بأن الخطاب سيشمل خطة البيت الأبيض لتنشيط الاقتصاد الأميركي، من بين ذلك الاستثمار في البنى التحتية وعرض إعفاءات ضريبية للشركات التي تتوسع في التوظيف.