ابنة نائب الرئيس السوري الأسبق المختفي: اختطفه النظام وهو مسجون حاليا

قالت لـ «الشرق الأوسط»: المسؤولون اللبنانيون يتحملون المسؤولية لأنه اختطف من أراضيهم

TT

أكدت ابنة نائب الرئيس السوري الأسبق والمعارض شبلي العيسمي، الذي اختطف منذ أكثر من 3 أشهر من منطقة عالية في جبل لبنان أن المعطيات التي بحوزة العائلة تفيد بأن «والدها اختطف من قبل النظام السوري وهو اليوم من المعتقلين السياسيين في السجون السورية».

وكشفت رجاء شرف الدين لـ«الشرق الأوسط» عن أن «كل التسريبات الأمنية ومعلومات منظمة حقوق الإنسان كما المعطيات الآتية من سوريا تؤكد أنه في أحد السجون السورية»، متوقعة أن تكون عملية الاعتقال «قد تمت نتيجة خطأ أمني أو إخبار أو خوفا من توقيت عودته إلى لبنان بعد اندلاع الثورة في سوريا»، وقالت: «لطالما كان الوالد من المعارضين للنظام السوري ولكن معارضته كانت دوما موضوعية وبعيدة كل البعد عن العنف. أنا أجزم أنه ترك السياسة منذ زمن وهو وحتى مع اندلاع الثورة لم يكن ناشطا بأي طريقة لأن عمره لم يعد يسمح له بذلك كما أنه كان قد تفرغ لكتابة الشعر».

شرف الدين التي دعت النظام السوري «لإقران أقواله بالأفعال من خلال سعيه لأن يشمل العفو السياسي الذي أصدره الرئيس السوري بشار الأسد شبلي العيسمي»، شددت على أن «إنكار اختطافه لا يصب في صالح أحد وخاصة بصالح النظام»، وقالت: «ليس من مصلحة أحد أن يبقى شخص بمكانة شبلي العيسمي مختطفا خاصة أنه اختطف من الأراضي اللبنانية وبالتالي يتحمل المسؤولون اللبنانيون كافة مسؤولية التوسط لدى سوريا لإعادته إلى عائلته».

ولا تتردد شرف الدين بالتعبير عن «عتبها من طريقة تعاطي الأجهزة الأمنية اللبنانية مع الملف»، وتضيف: «نحن لم نحصل على معلوماتنا من هذه الأجهزة بل من مصادر مختلفة وبالتالي فإن المماطلة وعدم الجدية في متابعة الملف كانت واضحة وتدعو للتساؤل».

بدوره، أكد المسؤول الإعلامي في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريس أن «الحزب يتابع القضية بكل إمكانياته ويقوم بالاتصالات السياسية وغير السياسية اللازمة للكشف عن مصيره»، داعيا «لعدم القفز إلى استنتاجات قبل توافر المعطيات اللازمة». وقال لـ«الشرق الأوسط»: «لدينا ثقة بالأجهزة الأمنية اللبنانية المولجة وحدها متابعة الملف والكشف عن الحقائق وبالتالي دعونا نتجنب التوقعات والتكهنات».

وفي إطار مساعي عائلة شبلي العيسمي للكشف عن مصيره، عُقد يوم أمس في دار طائفة الموحدين الدروز لقاء تضامني مع العيسمي بمشاركة شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، وممثلين عن عدد من الأحزاب وشخصيات درزية دعت الأجهزة الأمنية اللبنانية لتفعيل عملها والمسارعة بالكشف عن مصير العيسمي.

وقد ألقى عامر شرف الدين حفيد شبلي العيسمي كلمة العائلة فدعا الأجهزة الأمنية «لتحمل مسؤوليتها وتكثيف جهودها والعمل والتعاون لفك أسره»، معلنا «انطلاق أوسع حملة، للوصول إلى الهدف المنشود».

بدوره، قال عضو جبهة «النضال الوطني» التي يرأسها النائب وليد جنبلاط، النائب أكرم شهيب: «لرمزيته السياسية خُطف، لذلك نلتقي لنؤكد الرفض المطلق لهذا الخطف ولاستمراره، ونجدد تأكيد إيماننا بحرية القول والمعتقد السياسي وبحرية الممارسة السياسية، ونرفض مطلقا منطق من ليس معنا ومن نختلف معه مصيره الاختفاء أو السجن أو الخطف أو القبر، ونحن الذين نؤمن بمشروع الدولة، آلينا على أنفسنا أن نطلب منطق العقل. نحن ننتظر جوابا من الأجهزة الأمنية. آلينا على أنفسنا ألا نشتكي حتى تتحقق الحرية لشبلي العيسمي».

أما شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، فطالب «بحزم وإصرار الحكومة اللبنانية، بقياداتها المعنية، وبقواها الأمنية، وبأجهزتها المسؤولة عن المساعي المبذولة، بتفعيل جهودها لكشف ملابسات هذه الجريمة، أو على الأقل الإمساك ببعض الخيوط التي تؤدي إلى جلاء هذا الأمر المرفوض والمستهجن».

يذكر أن العيسمي كان قد اختطف في مايو (أيار) الماضي من مدينة عالية بجبل لبنان. وهو أحد مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي أواسط أربعينات القرن الماضي. شغل منصب نائب الرئيس السوري خلال حكم أمين الحافظ. كما شغل العيسمي منصب نائب الأمين العام للحزب لفترة طويلة خلال مكوثه في العراق بعد أن منع من دخول وطنه سوريا منذ ستينات القرن الماضي.