بري: المؤامرة على سوريا تستهدف تقسيمها وأردنا ألا نقع في الفخاخ

«14 آذار» تنتقد وضع رئيس المجلس النيابي خطوطا حمراء وتدعو وزير الخارجية إلى الصمت

TT

لاقت المواقف التي أطلقها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، خلال الاحتفال بذكرى تغييب الإمام موسى الصدر ورفيقيه في بعلبك أول من أمس، سلسلة من ردود الفعل، لا سيما من قبل فريق «14 آذار»، الذي حمل على وضع الرئيس بري خطوطا حمراء وعلى انتقاده «ثورة الأرز التي كانت حتى قبل تنحي الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك تتشاور معه على السياسات الخارجية المتصلة بلبنان وزعمت أنها سبقت شباب مصر إلى ميدان التحرير»، على حد قوله.

وكان الرئيس بري أشار إلى أن «الجيش خط أحمر وليس من مصلحة أحد ومن غير المقبول المس به من قريب أو بعيد إلا إذا كنا لا نريد جيشا ومقاومة وبالتالي لا نريد شعبا ولا نريد وطنا»، مشددا على أنه «بانتظار أن نتحاور ونتفق على الاستراتيجية الدفاعية سنبقى متمسكين بوصفة الجيش والشعب والمقاومة، منتظرين من بعض القوى والقوات أن تأخذ دورها سياسيا وعسكريا للدفاع عن لبنان».

وفي الشأن السوري، رأى بري أن «الحرب من أجل سوريا جرت منذ مطلع القرن العشرين لأنها مفتاح الحرب والاستقرار بالمنطقة». وقال: «أردنا أن لا نقع في الفخاخ والكمائن التي تستهدف سوريا لأننا سنكون أمام سايكس - بيكو جديد»، مؤكدا أن «سوريا بلد مقاومة وداعمة لكل الحركات الوطنية وفلسطين، والمؤامرة عليها تستهدف تقسيمها وهذا يشكل خطرا على العراق ولبنان وتركيا». وأعرب عن «رفضه وإدانته كل تحريض عابر للحدود»، مبديا دعمه «الحوار في سوريا والمضي بطريق الإصلاحات مع تجديد التأكيد على رفض كل أشكال التدخل الأجنبي للوصول إلى السيطرة على سوريا».

وفي إطار الردود على بري، أكد عضو كتلة القوات اللبنانية النائب أنطوان زهرا أن «التواصل مع الرئيس مبارك ليس جريمة، ونحن نفتخر بعلاقتنا به، وبموقفه من القضية اللبنانية، لكننا لم نسمح لأنفسنا أن نعلق على خيار الشعب المصري في التغيير». وقال: «كنا السباقين في الدفاع عن الحرية والسيادة، والرئيس بري يعي تماما موقفنا»، معربا عن اعتقاده بأن «الرئيس بري في موقف صعب، ولا نعرف كيف سيوفق بين موقفه من الدولة، وموقفه مما يجري، خصوصا أن المطلوب من أصحاب السلاح أن يقولوا لنا كيف سينخرطون في الدولة».

ورأى النائب في كتلة المستقبل نبيل دو فريج أن «لا جديد في كلام الرئيس بري، خصوصا أن المهرجان كان يتعلق بالإمام موسى الصدر، وبالتالي فهو تكلم كرئيس لحركة أمل»، موضحا أنّه «معروف أنّ قوى 8 آذار لديها اليوم توجّهات واضحة هي التهجم علينا لتحميلنا أمورا لا دخل لنا فيها». وأكد رفضه «أن يضع أحد خطا أحمر على الآخر، لأننا إما نعيش في بلد ديمقراطي أو في ظل ديكتاتوريّة»، لافتا إلى أنه «من المفاجئ أن يضع رئيس السلطة التشريعيّة خطوطا حمراء على أي شيء». وأضاف: «لا يزايدنّ أحد علينا في كرهنا وعدائنا لإسرائيل، وإذا استمررنا في مثل الخطاب الذي سمعناه، وهو تخويني وهجومي ويقسم الشعب اللبناني عموديا أكثر، فنحن بهذا الخطاب نخدم إسرائيل».

وفي رده على المواقف من بري، اعتبر عضو كتلة التحرير والتنمية النائب قاسم هاشم أن «الردود المسعورة لفريق الشهوة والهيمنة على خطاب الرئيس بري هي تأكيد على الدور التخريبي لهذا الفريق وطنيا وإقليميا، هذا الفريق الذي تفلّت من كل القيم ليطلق العنان لألسنة لا تنطق إلا حقدا وعدائية لتسهم في إشعال الفتن وزيادة مساحة الشرذمة والفرقة». وقال: «لأن الحقيقة التي كاشف بها الرئيس بري اللبنانيين بكل مستوياتهم ووضعَهم أمام مسؤولياتهم التاريخية أزعجَت أصحاب الرهانات الخاطئة والقاتلة، كانت حالة الانفعال التي تعبر عن سياسة المغامرة والمقامرة التي ينتهجها هؤلاء من أجل مصالحهم ومكاسبهم الرخيصة أيا كانت، لأن جلّ همّ هذا الفريق منذ سنوات طويلة الهيمنة والسيطرة والحكم والتحكم بمصير لبنان واللبنانيين، فلا عجب أن نسمع ما نسمع، فالقافلة تسير وترتكز على ثوابت وخيارات راسخة لا تزعزعها بعض السقطات والهفوات مهما كانت».

في موازاة ذلك، شن نواب في قوى 14 آذار هجوما على وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور على خلفية موقفه من الأزمة السورية. وفي هذا السياق، اعتبر النائب عن حزب «الكتائب» سامي الجميل أنه «ليس مسموحا لوزير الخارجية أن يُصرّح بما صرّح به عن سوريا، فلا يمكن أن نعتبر أنّ في سوريا عشرات يتظاهرون، وفي المقابل هناك حتى الآن 2300 قتيل، فهذا استخفاف بعقولنا». وقال: «على الأقل فليصمت الوزير وليس المطلوب منه غير ذلك».

ورأى النائب في كتلة المستقبل معين المرعبي أن «جزءا كبيرا من الوزراء اللبنانيين، وخصوصا «الوزير رقم 2 السوري» أو «السوري - اللبناني»، وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور يتلقى تعليماته من نظيره وليد المعلم أو من (الرئيس السوري بشار) الأسد»، معتبرا «ألا أحد في لبنان يملك القرار، بل يأتي مفبركا من سوريا وينفذ في لبنان».

ونصح المرعبي «الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي أن يجعلوا شهر سبتمبر (أيلول) شهر عطلة صيفية حرصا على مواقف لبنان الذي سيترأس مجلس الأمن»، وقال: «إذا أعلناه عطلة صيفية لا نحرج أحدا في لبنان وبالتالي يريحون الشعب والعالم بأسره من مواقف وزير الخارجية ومن وراءه في سوريا وإيران».