أمانو: عجز السوريين عن تقديم معلومات يؤكد الأدلة على أن دير الزور كان مفاعلا نوويا

سوريا تتراجع عن وعودها بالتعاون مع وكالة الطاقة الذرية

TT

تراجعت سوريا عن وعودها بالاستجابة لمطالب وكالة الطاقة الذرية بالسماح بدخول مفتشي الوكالة الدولية إلى أراضيها والتعاون الكامل في التحقيق الذي تجريه الأمم المتحدة حول أنشطة سوريا النووية. وأرسلت الحكومة السورية إلى وكالة الطاقة الذرية رسالة أمس تطلب فيها تأجيل زيارة المفتشين الدوليين إلى أكتوبر (تشرين الأول) القادم. وأشارت الحكومة السورية في رسالتها إلى أنها لن تكون قادرة على تقديم مزيد من المعلومات لمواجهة الادعاءات على أن سوريا كانت تحاول بناء مفاعل لإنتاج البلوتونيوم في منطقة دير الزور. ولم تذكر الحكومة السورية أسباب هذا التأجيل.

وقد أدى طلب التأجيل إلى تصاعد الشكوك في أن دمشق كانت في المراحل الأولى من برنامج سري يستهدف إنتاج أسلحة نووية. كما يأتي طلب التأجيل في وقت حرج يواجه فيه الرئيس السوري بشار الأسد ضغوطا دولية وعقوبات اقتصادية بسبب حملته الشرسة لقمع المظاهرات المستمرة ضد حكمه منذ ستة أشهر، خاصة بعد أن وعدت الحكومة السورية في يونيو (حزيران) بالتعاون الكامل مع وكالة الطاقة.

ونقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن دبلوماسيين غربيين أن رئيس وكالة الطاقة الذرية يوكيا أمانو سيتقدم بشهادته إلى مجلس المحافظين بالوكالة (المكون من 35 دولة) في الثاني عشر من سبتمبر (أيلول) الحالي، وسيفيد بأنه لم يتمكن من إحراز أي تقدم في التحقيق حول الأنشطة السرية النووية لسوريا.

وأكد رئيس وكالة الطاقة الذرية يوكيا أمانو أن المحادثات مع المسؤولين السوريين لم تخرج بأي نتائج، وإذا عجز السوريون في تقديم معلومات جديدة فإن الوكالة تتمسك بتقييمها أن موقع دير الزور الذي دمرته الطائرات الإسرائيلية في عام 2007 كان مفاعلا نوويا على وشك الانتهاء من إنتاج البلوتونيوم، وأن سوريا انتهكت التزامها بمنع الانتشار النووي.

كانت وكالة الطاقة الذرية قد تقدمت بطلب إلى مجلس الأمن بالأمم المتحدة منذ عام 2008 لفتح تحقيق في أنشطة نووية ذرية كان تقوم بها سوريا في منطقة دير الزور بالصحراء السورية، بعد أن قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف هذا الموقع. وبعد ثلاث سنوات من محاولات الوكالة لتشجيع السلطات السورية على التعاون معها في التحقيقات، قدمت وكالة الطاقة الذرية أدلة على أن سوريا كانت قد أوشكت بالفعل من الانتهاء من بناء مفاعل نووي بمساعدة كوريا الشمالية بهدف إنتاج البلوتونيوم واليورانيوم عالي التخصيب، حيث يستخدم البلوتونيوم في تسليح الرؤوس الحربية النووية. وقد نفت سوريا القيام بأي أنشطة نووية، لكنها رفضت طلبات الوكالة الدولية لدخول مفتشيها في موقع دير الزور.