نجاد يدعو الأسد لوقف العنف وفتح حوار مع المعارضة

مبعوث روسيا للشرق الأوسط: الأسد شاب متعلم لديه فرصة لتحديث بلاده إذا انفتحت الطبقة الحاكمة

مظاهرة مسائية في حلب ترفع شعار مظاهرات اليوم «الشعب يريد حماية دولية» (أوغاريت)
TT

وجه الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد دعوة مفاجئة للرئيس السوري بشار الأسد لإنهاء العنف، وقال في مقابلة أجراها معه «راديو تلفزيون بورتوغيزا» البرتغالي في طهران، ونقلتها وكالة «أسوشييتدبرس»، إن على الأسد أن يفتح حوارا مع المعارضة. وقال إنه «يجب أن تحصل محادثات» بين الحكومة السورية ومعارضيها، بحسب ترجمة فورية بالبرتغالية لحديثه. وأضاف: «الحل العسكري ليس أبدا الحل الصحيح».

والشهر الماضي حث وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي، الأسد، لأن يستمع إلى مطالب شعبه «المشروعة». وتعتبر العلاقة مع إيران أساسية لنظام الأسد الذي يواجه عزلة دولية متزايدة مع استمرار قمع قواته للاحتجاجات السلمية. واتهمت الولايات المتحدة ودولا أخرى، إيران، بتقديم دعم لنظام الأسد في قمعه للمحتجين. وفرض الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي عقوبات ضد النظام السوري طالت أيضا مسؤولين في الحرس الثوري الإيراني بسبب دورهم في قمع المظاهرات. وهناك أيضا تخمينات بأن طهران تؤمن الأموال للتخفيف عن حكومة الأسد التي تصرف من 17 مليار دولار من الاحتياطات الأجنبية منذ بدء الثورة. إلا أن إيران لا يمكنها دعم النظام السوري إلى ما لا نهاية، ومن المؤكد أن تصريحات أحمدي نجاد ودعوة الأسد لوقف العنف، ستزيد من قلق دمشق.

أما روسيا، الحليفة الثانية الرئيسية لسوريا، والتي تعوق قرارا يدين النظام في مجلس الأمن، فقد أوفدت مندوبها إلى الشرق الأوسط للقاء ممثلين عن المعارضة والسلطة في محاولة للتوصل إلى حل يبقي الأسد في السلطة. وقد حرص ميكاييل مارغيلوف، مبعوث روسيا للشرق الأوسط، على إبداء دعم موسكو للأسد وقال إن على الغرب أن يتنبه إلى أن الإطاحة بنظام علماني في الشرق الأوسط قد يفتح الباب أمام القوى الإسلامية المتطرفة.

وقال مارغيلوف للصحافيين أمس على هامش منتدى حول السياسة الخارجية في ياروسلافل في روسيا: «الأسد شاب ومتعلم بشكل جيد، وواسع الأفق، ونحن نعتقد أن لديه فرصة لتحديث بلده إذا انفتحت الطبقة الحاكمة في سوريا أكثر وتقبلت الأفكار الجديدة». وأضاف: «علينا ألا ننسى أن الانتقال من مجتمعات تعيش على نمط القرون الوسطى مثل العديد من البلدان العربية، إلى الديمقراطية على الطريقة الغربية، علينا أن نتنبه بشدة». واعترف مارغيلوف بأن سوريا مستورد مهم للصناعة الدفاعية الروسية، إلا أنه أضاف أن روسيا تحركها مصالح سياسية أوسع.

في غضون ذلك، دعا الرئيس التركي عبد الله غل نظيره السوري بشار الأسد إلى «استخلاص العبر» من الانتفاضات الشعبية التي تجتاح العالم العربي، بما في ذلك سوريا، بحسب وكالة الأنباء الألمانية. وقال غل لقناة «العربية» الفضائية في مقابلة أمس إن «بعض القادة العرب لم يدركوا أن الأنظمة الاستبدادية لم تعد مناسبة لعالمنا المتغير». وتابع أن قمع الاحتجاجات في سوريا، لم يعد مقبولا. وفي إشارة إلى الرسالة التي نقلها وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إلى الأسد الشهر الماضي، كشف غل أنه طلب في «رسالة الفرصة الأخيرة» وقف إراقة الدماء وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين وإجراء انتخابات حرة، وأكد أن «الإصلاحات التي أعلنها الأسد محدودة ومتأخرة».