رئيس الحكومة المؤقتة في ليبيا يلوح بالاستقالة إذا اندلع الاقتتال الداخلي

ثوار الزنتان المسيطرون على نصف طرابلس يرفضون مغادرتها

TT

لوح رئيس الحكومة المؤقتة في ليبيا، محمود جبريل، في أول زيارة يقوم بها إلى طرابلس منذ أن دخلتها قواته، بالاستقالة إذا اندلع اقتتال داخلي في الحركة التي أطاحت بمعمر القذافي، حسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال جبريل، رئيس المكتب التنفيذي بالمجلس الوطني الانتقالي، في مؤتمر صحافي أمس، إن البعض قام بمحاولات لبدء لعبة سياسية قبل التوصل لإجماع عام بشأن القواعد. وأضاف أن أولوية الإدارة الجديدة هي إنهاء المعركة ضد قوات القذافي. وقال إنه إذا اتضح أن الحركة لا تجمعها أرض مشتركة فسوف ينسحب.

وأشار جبريل إلى أن مؤيدي القذافي لم يهزموا بعد بصورة كاملة، وحذر الحلفاء الذين ساعدوا في الإطاحة بالقذافي من بدء «ألاعيب سياسية» ضد بعضهم البعض. وأضاف أن البلاد تمر بمرحلة تحتاج فيها للوحدة، وأنه بمجرد انتهاء المعركة يمكن للعبة السياسية أن تبدأ.

إلى ذلك، ترفض كتيبة الزنتان التي أسسها رجل قتل خلال معارك شرسة بين الثوار الليبيين وقوات القذافي، وأصبح رمزا من رموز الثورة، تسليم سلاحها ومرافق حيوية تسيطر عليها ومغادرة طرابلس، حتى تصبح العاصمة «آمنة»، حسب ما ذكرت وكالة «رويترز».

ويقول أحد عناصر الكتيبة «كلنا أبناء محمد علي مدني»، الذي قتل في الأول من مايو (أيار) الماضي، معبرا بذلك أيضا عن شعور زملائه المسيطرين على منتجع الريغاتا على الطرف الغربي لطرابلس، الذي كان يضم منازل خاصة بأبناء القذافي، وقتل مدني إثر إصابته بالرصاص خلال معارك مع قوات القذافي بعد تأسيسه الكتيبة في الزنتان، إحدى أوائل المناطق التي ثارت على القذافي. وأبقى مقاتلو مدني على سيارته الرباعية الدفع التي قتل فيها وقد ظهرت عليها آثار الرصاص، أمام المنازل المطلة على البحر التي يسيطرون عليها، بهدف تخليد المعركة التي خاضها قائدهم. وكان مدني أحد أعضاء فرقة الصاعقة في القوات العسكرية الليبية، وقد خاض معارك في تشاد، وعرف بخبرته العسكرية وبالكاريزما التي تطبع شخصيته.

وبُعيد مقتله، تولى ابنه صلاح مسؤولية قيادة الكتيبة، التي كانت من بين أوائل الكتائب التي دخلت طرابلس وشاركت بقوة في معارك باب العزيزية حيث كان يقيم القذافي.

وقال صلاح «نسيطر حاليا على نصف العاصمة، وعدة منشآت حيوية بينها المطار الدولي والمصرف المركزي وشركة الكهرباء». وأضاف ردا على موقفه من الدعوة التي أطلقتها السلطات الجديدة إلى القوات الآتية من خارج طرابلس لمغادرتها «لن نسلم أسلحتنا ولن نعود إلى لباسنا المدني حتى تصبح طرابلس آمنة بالكامل».