مواقف البطريرك الماروني المدافعة عن النظام السوري وسلاح حزب الله تثير عاصفة في لبنان

النائب حرب لـ «الشرق الأوسط» : كلامه لا ينسجم مع مسار بكركي التاريخي

البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي
TT

قوبلت مواقف البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي المفاجئة، التي أطلقها من باريس ودافع فيها بشدة عن النظام السوري كحام للأقليات وللوجود المسيحي في لبنان والمنطقة، وأعطى فيه شرعية لبقاء سلاح حزب الله خارج إطار الدولة «إلى حين تحرير باقي الأراضي اللبنانية المحتلة وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى بلادهم»، بعاصفة ردود سياسية من فريق 14 آذار الذي صدم بكلام رأس الكنيسة المارونية، في حين لاقت هذه المواقف ارتياحا واسعا عند فريق الثامن من آذار والسفير السوري لدى لبنان.

فقد عبر النائب بطرس حرب (14 آذار) عن صدمته من كلام البطريرك عن النظام السوري وعن سلاح حزب الله، وقال في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الموقف فاجأنا جميعا لأنه لا ينسجم مع مسار بكركي التاريخي، ولم نجد له ما يبرره ولم نفهم الدوافع التي قادته إلى هكذا مواقف». ورأى أن «ما قاله البطريرك الراعي من باريس لا يخدم الواقع المسيحي في لبنان والمنطقة، وهو بالتأكيد لا يعبر عن رأينا، سيما أننا لم نفهم دوافعه وخلفياته». أضاف حرب: «عندما يعود البطريرك إلى لبنان سنلتقيه ونستوضح منه أسباب مواقفه المفاجئة، خصوصا موقفه من سلاح حزب الله الذي يقع خارج المسار التاريخي لبكركي، التي طالما نادت بقيام الدولة وبسط سلطتها الشرعية على كامل الأراضي اللبنانية، لكن أيا كانت الأسباب والدوافع نحن نعتبر ما صدر عن غبطته لا يعبر عن رأينا ويتناقض كليا مع توجهنا السياسي».

بدوره رأى نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري أن «المواقف التي أطلقها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي فيها انقلاب موصوف على مسيرة بكركي التاريخية وانقلاب آخر على موقف مجلس المطارنة الموارنة»، سائلا: «كيف يتسامح صاحب الغبطة مع وجود دويلات مسلحة وسلاح خارج الشرعية؟». واعتبر أن «الراعي فقد دوره كمظلة مسيحية بعدما استعدى بمواقفه 70% من المسيحيين»، متمنيا عليه «دعوة القيادات المسيحية إلى خلوة جامعة في بكركي للبحث في الاستراتيجية المسيحية». وقال: «لو كان هذا الموقف موقف الفاتيكان، لكان حري بالبطريرك أن يقصد روما ويحاول تغيير سياسة عاصمة الكثلكة».

في المقابل أشاد السفير السوري في لبنان علي عبد الكريم علي بمواقف البطريرك الماروني تجاه ما يجري في سوريا، واصفا إياها بـ«المواقف المسؤولة والعميقة التي تستحق الثناء وهي تعبير عن رؤية فكرية ووطنية وسياسية متوازنة ومسؤولة منسجمة مع دور الكنيسة التي يمثلها في مواجهة المؤامرة التي تستهدف المنطقة برمتها وهي مواقف تعبر أيضا عن رأي الفاتيكان».

أما النائب نعمة الله أبي نصر عضو تكتل التغيير والإصلاح الذي يرأسه النائب ميشال عون فاعتبر أن البطريرك الماروني «يريد إعطاء فرصة للنظام السوري، وهو لا يأخذ المواقف بتسرع بل هي ستثير روما وغيرها من الجهات الدولية». ودعا «من له مأخذ على البطريرك أن يزوره ويتحاور معه عندما يعود إلى لبنان، لا أن يتهجم عليه عبر الإعلام»، وشدد على أن «البطريرك هو الأمل في إجراء المصالحة المسيحية - المسيحية».