استمرار العمليات العسكرية في سوريا.. وأنباء عن اشتباكات بين منشقين من الجيش والأمن في حمص

داريا تشيع أحد أبنائها الذي اعتقل قبل أيام وأعيد لأهله جثة هامدة

تشييع الطفل رامي يحيى عروب، (14 عاما)، الذي تم قنصه في الخالدية بحمص أثناء اقتحام القوات الأمنية للحي
TT

استمرت أعمال القتل في سوريا أمس، كما استمرت العملية العسكرية على مدينة حمص، وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن سبعة أشخاص قتلوا خلال عمليات أمنية في أنحاء البلاد، بينما قالت تنسيقيات الثورة السورية إن عدد قتلى أمس بلغ 15 شخصا، بينهم 12 قتيلا في حمص.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «5 مواطنين قتلوا خلال عمليات عسكرية وأمنية جرت لملاحقة مطلوبين في حي البساتين بالقرب من حي بابا عمرو» في مدينة حمص. وكان المرصد أشار في وقت سابق إلى أن «شابا (45 عاما) قتل في قرية خان السبل خلال إطلاق رصاص من عناصر حاجز أمني جنوب مدينة سراقب» الواقعة في ريف إدلب. وأضاف المرصد أن «قوات أمنية وعسكرية نفذت صباح أمس حملة مداهمة في قرية هيت الواقعة على الحدود السورية اللبنانية»، لافتا إلى أن الحملة «ترافقت مع تحطيم أثاث بعض المنازل». وأشار إلى أن أجهزة الأمن «قامت باعتقال 9 أشخاص خلال الحملة».

وذكر المرصد لاحقا أن مدينة داريا في ريف دمشق شيعت أمس جثمان غياث مطر «الذي قضى تحت التعذيب في أقبية الأمن». وكان مطر البالغ من العمر 25 عاما، من أبرز نشطاء الحراك السلمي في مدينة داريا، وتوارى عن الأنظار منذ ثلاثة أشهر إلى أن اعتقله جهاز أمني فجر يوم الثلاثاء الماضي وأعاده بعد أيام جثة إلى أهله. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن «أكثر من 3 آلاف عنصر» أمن حاصروا جامع أنس الذي خرجت منه جنازة مطر.

من جهتها، أشارت لجان التنسيق إلى أن 15 شخصا قتلوا أمس برصاص قوات الأمن والجيش السوري، بينهم 12 شخصا في حمص، واثنان من قرية الرامي وقتيل في سراقب في إدلب. وأكدت اللجان أن «الجيش والأمن يطوقان الرامي الآن بالدبابات والعربات المدرعة وباصات الشبيحة». وفي دمشق، قال بيان صادر عن اللجان إنه تم «اختطاف المحللة النفسية رفاه ناشد من مطار دمشق الدولي» فجر أمس، وإن «قوات الأمن أنكرت وجودها أو اعتقالها ولا تتوافر أي معلومات عنها».

وأشارت اللجان إلى انتشار كثيف للأمن والجيش في سبقا بريف دمشق، وانقطاع جميع الاتصالات الأرضية والجوالة عن مدينة داريا بريف دمشق.

وفي حمص، قالت مصادر محلية في المدينة إن ساعات الصباح الأولى من يوم أمس شهدت إطلاق نار من رشاشات ثقيلة في حي بابا عمرو، وإن النار جاءت من الحاجز الموجود عند مفرق كفرعايا، تبعه دوي قنابل صوتية ترافق مع اقتحام الجيش والأمن للبساتين الواقعة جنوب بابا عمرو. ولفتت المصادر إلى أن جنودا انشقوا عن قوات الأمن والجيش التي اقتحمت الحي واشتبكوا مع رفاقهم لعدة ساعات سقط خلالها عدد من القتلى والمصابين، وتوسع نطاق الاشتباكات والملاحقات وإطلاق النار ليصل إلى حي باب السباع وكرم الزيتون وجب الجندلي وشارع الستين. وقالت المصادر إن قناصة كانوا متمركزين على الأسطح في حي العدوية. كما تم اقتحام منطقة الحولة وآبل فجر يوم أمس وسمع إطلاق نار كثيف في بلدة تلبيسة ترافق مع عمليات مداهمة وتمشيط في منطقة المسجر الجنوبي.

وشهدت بعض المناطق عمليات تخريب للمحال التجارية والسيارات في حي باب الدريب، حيث أحرقت 20 سيارة في داخل إحداها جثة تفحمت. ويشار إلى أن باب الدريب ما زال محاصرا منذ عدة أيام ويعاني سكانه من شح المياه ونقص بالمواد الغذائية نتيجة منع التجول بسبب الكثافة الأمنية بعد تعرض خزانات المياه لإطلاق النيران.

من جانب آخر، ذكر مصدر طبي في حمص أن فريق الصليب الأحمر زار مشفى جمعية البر بالوعر واستمع لشهادات الفريق الطبي التابع للهلال الأحمر الذي تعرضت سيارته لإطلاق نار وأصيب كل الفريق بإصابات بليغة، أحدهم في حالة حرجة.

وشيعت مدينة القصير في ريف حمص خالد محمد خرما، وقال ناشطون إن خرما قضى برصاص رجال الأمن مع أربعة من زملائه لرفضه إطلاق النار في الزبداني يوم أول من أمس. وبعد الجنازة الحاشدة التي شارك فيها الآلاف وتحولت إلى مظاهرة مناهضة لنظام، حلقت حوامتان بأجواء المدينة ثم توجهتا إلى مدينة حمص.

في المقابل، قال مصدر عسكري مسؤول إن «مجموعة إرهابية مسلحة» قامت صباح أمس بالاعتداء على حافلة مبيت تابعة للفرن العسكري قرب دوار الفاخورة بحمص.