مسؤول منسقية القصير لـ «الشرق الأوسط»: فظاعات النظام السوري لم تتجرأ إسرائيل على ارتكابها

عمليات دهم واعتقال العشرات في البلدات السورية المحاذية لشمال لبنان

أهالي الكسوة بريف دمشق يرفعون لافتة كتب عليها «حتى في إسرائيل لا يطلق النار على الجثث» في صورة مأخوذة من الإنترنت (أ.ف.ب)
TT

أكد ناشطون سوريون لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن «قوات الأمن السوري داهمت صباح أمس بلدة هيت السورية المتاخمة للحدود اللبنانية، واقتحمت المنازل وفتشتها وعبثت بأثاثها بحثا عن أسلحة ومطلوبين للنظام». وقال هؤلاء الناشطون إن «العملية أسفرت عن اعتقال خمسة أشخاص كانوا في منازلهم لا ناقة لهم ولا جمل في أي تحركات تحصل على الأرض، وإنهم متقدمون في السن، وهم حسين علي حسين، جاسم محمد عوض، عطية أحمد أبو عوض، وشخصان من آل طحو». وأشاروا إلى أن «معظم سكان بلدة هيت، خصوصا الرجال منهم، أخلوها تماما منذ اليوم الأول لعيد الفطر، بعد العملية الواسعة التي نفذها الجيش السوري وأدت إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى من أبنائها، وبعدما تعرضت غالبية بيوتها للنهب من قبل الشبيحة». وأوضحوا أن «معظم أهالي هيت فروا بعد العملية الأخيرة إلى بلدات وادي خالد وجبل أكروم في شمال لبنان.

إلى ذلك، تعيش مدينة القصير القريبة من الحدود اللبنانية أيضا «أياما صعبة جدا»، بفعل العمليات المستمرة فيها بشكل يومي، بحسب ما أكد ناشطون. وقال أبو جعفر الحمصي، مسؤول إحدى منسقيات هذه المدينة، لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن القصير «في وضع مأزوم جدا بسبب عمليات الدهم المتواصلة والاعتقالات العشوائية التي تطال كل الناس، ولا توفر النساء والأطفال». وقال «قبل كل عملية مداهمة يعمد الأمن والشبيحة بمؤازرة الجيش إلى إطلاق النار بشكل عشوائي وكثيف على كل الأحياء والمنازل بهدف زرع الرعب في نفوس الناس، ثم يهاجون المنازل ويروعون أهلها وينهبونها وينفذون الاعتقالات». وكشف أبو جعفر أن «هناك ما يزيد على 300 معتقل من أبناء القصير في معتقلات النظام بينهم أطفال ونساء وطاعنون في السن، علما بأن عدد المعتقلين من القصير كان عشية عيد الفطر 470 شخصا، لكن الأمن أطلق سراح عدد منهم عندما علم بقدوم لجنة من الصليب الأحمر الدولي لتفقد المعتقلات». وأشار إلى أنه «قبل يومين توفي المعتقل وليد درويش تحت التعذيب وسلمونا جثته التي ظهرت عليها آثار التعذيب الواضحة، وتبين لنا من الكشف على الجثة أن إحدى عينيه قد اقتلعت».

وأضاف أن أهالي القصير شيعوا أمس خالد محمد خرما «وهو عنصر أمن سوري قتله شبيحة النظام في دمشق، لأنه رفض إطلاق النار على المتظاهرين العزل بعد صلاة الجمعة». وقال إن «الفظاعات التي يرتكبها النظام السوري في المدن والبلدات وقصف المساجد بمدافع الدبابات وبالرشاشات الثقيلة وخطف الجرحى من داخل المستشفيات، لم تتجرأ إسرائيل على ارتكابها، ونحن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم». وأضاف مسؤول منسقية القصير «مهما فعلوا ومهما قتلوا سنستمر في ثورتنا لإسقاط (الرئيس السوري) بشار الأسد ونظامه حتى لو بقي طفل واحد منا، وحتى لو ذبحنا جميعا». وأبدى أبو جعفر أسفه «لأنه في مقابل إراقة دماء الأبرياء على أرض سوريا، وأمام مشهد الجثث الملقاة في الشوارع والتي نعجز عن الوصول إليها لدفنها، نرى زعماء المعارضة في الخارج الجالسين تحت المكيفات يتصارعون التفاهات وربما على السلطة، ونحن نقول لهم لا تكذبوا على الناس، من يدعي قيادة الثورة عليه أن يأتي إلى أرض المواجهة في سوريا، وعليه أن يجاهد ويقف في وجه الدبابة، وأن يضحي بدمه لا أن ينظّر علينا بالكلام».