الأسد يطفئ شمعته السادسة والأربعين وسط جثث السوريين

مواطن سوري: هديتي لبشار فستان ابنتي القتيلة

مؤيدو الرئيس الأسد يحتفلون بعيد ميلاده الـ 46 (أ.ب)
TT

احتفل الرئيس السوري بشار الأسد أمس بعيد ميلاده السادس والأربعين وسط دعوات من أنصاره للاحتفاء بالمناسبة في الشوارع، في الوقت الذي تقضي فيه آلاف الأسر السورية أياما صعبة على خلفية الدمار الكبير الذي تخلفه العمليات العسكرية للجيش السوري والقوى الأمنية في مختلف المدن السورية منذ ستة أشهر، وهو ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى ومعتقلين يقدرون بالآلاف وفقا لمنظمات حقوق الإنسان.

وتوعدت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد» على موقع «فيس بوك» الأسد بالاحتفال بعيد ميلاده على طريقتها الخاصة في جميع المدن السورية خاصة تلك التي تعرضت للتنكيل من قبل الجيش السوري، وقام الكثير من النشطاء السوريين بوضع صورة عملاقة على حساباتهم الشخصية تقول «ميلاد السفاح..11 أيلول سنحتفل بميلاد الشبيح الأول على طريقتنا» وهو ما شجع الكثير من السوريين والعرب من مناصري الثورة لفعل الشيء ذاته.

ومنذ الساعات الأولى من صباح أمس، شغل عيد ميلاد بشار كافة المنتديات السورية، ووجه النشطاء السوريون سؤالا مثيرا لمتابعي صفحاتهم كان أهم هذه الأسئلة: «ماذا تقول لبشار في عيد ميلاده؟» وهو ما شهد عددا كبيرا للغاية من الإجابات التي أتت غالبيتها الساحقة في غير صالح الرئيس الطبيب، لكن السؤال الذي أثار جدلا سياسيا مطولا بين محبي ومعارضي الرئيس كان عن اعتقادهم فيما إذا كان هذا آخر عيد ميلاد يشهده الأسد رئيسا، وهو ما شهد تطاولا كبيرا بين الطرفين حيث أثار غضب أنصار الأسد الملقبين بـ«المنحبكجية».

وفي مواكبة للدور الكبير الذي تلعبه التكنولوجيا في مسار الثورة، قدمت منتديات أخرى هدية إلكترونية لبشار الأسد تمثلت في نغمة مميزة مخصصة للهواتف الجوالة تهنئ الأسد بعيد ميلاده بطريقة ساخرة وتكيل له الشتائم وتتمنى موته، وهو ما جاء في مقطع فيديو تم تصويره في باريس لكعكة عيد ميلاده زينت بالعلم السوري. وانتشر هذا الفيديو بين السوريين بشكل كبير.

ورغم كمية الدماء المراقة منذ بداية الاضطرابات، قام أنصار الأسد في المقابل بإنشاء صفحات مضادة تدعو للتجمع للاحتفال بميلاده في منطقة المزة في دمشق وقام العشرات من مؤيدي بشار برفع صور ولافتات تعبر عن حبهم لرئيسهم الأسد في الوقت الذي تختلط فيه دموع الكثير من أمهات دمشق بدماء أبنائهن الذين قضوا خلال مظاهرات الجمعة الماضي.

ولم يفت النظام السوري مناسبة عيد ميلاد قائده الأعلى، الذي ولد في عام 1965، دون مواصلة عملياته العسكرية الموسعة، حيث أوضح النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن الطيران الحربي حلق على مستوى منخفض لترهيب الأهالي في منطقة الحولة بمحافظة حمص كما رصدوا انتشارا مكثفا لدبابات الجيش. وأرسل النظام رسالة شديدة اللهجة للنشطاء حين أُعلن أمس عن مقتل الناشط غياث المطر، وهو من أصحاب مبادرة تقديم الورود والماء للجيش والأمن، وقد قتل غياث بطريقة بشعة جراء التعذيب بعد اعتقاله لثلاثة أيام من قبل المخابرات الجوية، كما استأصلت حنجرته بالطريقة التي ذكرت السوريين بشاعر الثورة إبراهيم قاشوش.

وحتى اللحظة، لا يعرف كيف سيحتفل الأسد، الأب لثلاثة أبناء، بعيد ميلاده لهذا العام، ولا ما الهدايا التي سيتلقاها من زوجته السيدة أسماء الأخرس، لكن مواطنا سوريا تحدث لـ«الشرق الأوسط» عبر الإنترنت من مدينة عربية حيث هرب قائلا: «هديتي لبشار الأسد، الفستان الأزرق الملطخ بالدماء لابنتي الوحيدة نور والتي قتلت دون الثامنة في درعا منذ 5 أشهر» وأضاف المواطن السوري: «عيد ميلادها يوافق اليوم، يوم عيد ميلاد قاتلها» ثم انفجر باكيا.