معارض كردي لـ«الشرق الأوسط»: الأكراد يشاركون في الثورة كونهم مواطنين سوريين

قال: البعض لا يزال يرفض احترام تعددية المجتمع السوري

صورة مأخوذة من موقع «شام» لمظاهرة في اللاذقية أمس والمعارض الكردي صلاح بدر الدين
TT

أعرب المعارض الكردي صلاح بدر الدين، رئيس جمعية «كاوا» للثقافة الكردية، عن سعادته بالتجاوب المصري لأسبوع دعم ونصرة الشعب السوري في القاهرة المستمر منذ ستة أيام. وفيما يرى بدر الدين أن الداخل السوري تجاوز معضلة الطائفية، يعتقد أن المعارضين السوريين في الخارج لا يزالون يتعاملون مع الأكراد بنفس الطريقة التي تحمل الكثير من الإقصاء والتهميش.

وقال بدر الدين لـ«الشرق الأوسط» أثناء زيارته للقاهرة: «حتى الآن التقينا سبعة أحزاب مصرية وأقمنا ندوة وسنشارك في مظاهرة أمام مبنى الجامعة العربية في القاهرة يوم 13 من الشهر الجاري، وهناك حماس كبير من الأحزاب المصرية حول سوريا والجميع يبدون استعدادهم لمساعدة الشعب السوري بجميع الأشكال، وأجرينا مؤتمرات صحافية لتعريف الرأي العام المصري بأبعاد الثورة في سوريا».

وحول تعدد مؤتمرات وملتقيات المعارضة السورية، يعتقد بدر الدين أن حراك ونشاط المعارضة إيجابي ولكنه استدرك قائلا: «هناك نوع من الفوضى والاستعجال في تحركات المعارضة، وهذا بطبيعة الحال يضر بحراكها».

ويرى بدر الدين أن المعارضة السورية تفتقر إلى برنامج عمل وأبدى استغرابه من تشتت المعارضة في الخارج رغم أنها تعيش في دول ديمقراطية وكان أحرى بها أن تتعلم من البيئة الديمقراطية المحيطة بها وتتجاوز الفردية و«الأنا» التي تسيطر على أفعالها، على حد قوله.

وفي ما يتعلق بالشأن الكردي، أكد بدر الدين أن الأكراد في الداخل يشاركون بطريقة متساوية مع بقية الطوائف السورية في الثورة السورية من خلال التضحيات الكبيرة التي قدمتها، وأضاف «ليس في مناطقنا الكردية فقط، فحتى الأكراد في حلب انتفضوا، والشباب الأكراد في جامعة دمشق يقومون بواجبهم دون تفرقة بينهم وبين بقية الطوائف». وأوضح بدر الدين أن التنسيقيات تجاوزت الطائفية إلى حد كبير، فـ«المساواة والتقدير والاحترام المتبادل يسود العلاقة بين الجميع». وهو ما لا يراه بدر الدين سائدا بين المعارضين في الخارج، حيث أعرب عن سخطه من سيادة نفس الأفكار التقليدية القديمة التي تهمش دور الأكراد وتنظر إليهم على أنهم لا وجود لهم أو ضيوف شرف في الحياة السياسية في سوريا.

وقال بدر الدين «نحن نشارك في جميع النشاطات المؤيدة للثورة من واقع كوننا سوريين، وهو ما نفتخر به، لكن هناك تمييز، وهذا التعامل مؤلم وغير حضاري، فهناك من لا يريدون أن يستمعوا إلى صوت الأكراد».

ولفت بدر الدين إلى أن هناك اختلافا بين ما يقدمه الأكراد على الأرض والطريقة التي يعاملون بها في الخارج، هناك تعامل مخالف للواقع مع الأكراد في الخارج ونحن لا نقبله ونحن سوريون ولا يستطيع أحد إزاحتنا من خارطة الحياة السياسية، ونريد حل مشاكل سوريا مع شركاء الوطن.

وتساءل بدر الدين بأسى بالغ «لماذا يرفض البعض الصوت الكردي والآشوري والتركماني؟! كلنا سوريون وهناك تعددية يجب قبولها والاعتراف بها والتعايش معها في سلام ووئام».

وكشف بدر الدين عن مداولات في الحركة الكردية لعقد اجتماع موسع لبحث هذا الموضوع مع التيارات العلمانية والديمقراطية، كما سيتم اللجوء إلى التنسيقيات للتحاور بشكل جدي، لكنه استدرك قائلا «هناك تيارات لا أمل فيها والغريب أنها لا تتقبل أن هناك قوميات في سوريا وتنظر إلى الأمر بشكل شمولي»، وهو ما يعتقد أن الثورة تجاوزته في الداخل.

ويعتقد بدر الدين أن مشاكل الأكراد لا بد أن يتم حلها حاليا أثناء توحد الجميع ضد النظام السوري، وليس بعد إسقاطه حيث يتفرق الجميع بحثا عن الغنائم، وهو ما قال إنه سمعه كثيرا من مسؤولي الأحزاب.