فرنسا: غياب اتفاق دولي على إدانة الأسد «فضيحة»

«هيومان رايتس ووتش» تؤكد وفاة ناشط بارز تحت التعذيب.. وآخر يتعرض لضرب مبرح

TT

في الوقت الذي قتلت فيه سيدة برصاص الأمن خلال عملية مداهمة شرق سوريا وتوفي مدني أمس متأثرا بجروح أصيب بها عندما أطلق رجال الأمن النار أول من أمس في ريف دمشق على مشيعين شاركوا في جنازة شاب قتل تحت التعذيب، اعتبرت فرنسا غياب اتفاق في مجلس الأمن على إدانة نظام الرئيس بشار الأسد «فضيحة».

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلا عن ناشط في مدينة دير الزور أن «سيدة (40 عاما) قتلت ظهر الأحد إثر إصابتها برصاص طائش أطلقه رجال الأمن خلال ملاحقة مطلوبين للأجهزة الأمنية في مدينة البوكمال التي تقع على الحدود العراقية (شرق)». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المرصد أن «شابا (17 عاما) توفي متأثرا بجروح أصيب بها أول من أمس (السبت) إثر إطلاق قوات الأمن السورية الرصاص الحي على مشيعي غياث مطر في داريا الواقعة في ريف دمشق. وقتل الناشط السوري غياث مطر الذي اعتقل في السادس من سبتمبر (أيلول) خلال اعتقاله إثر تعرضه للتعذيب»، وفق ما نقلت منظمة هيومان رايتس ووتش عن ناشطين.

كما نقل المرصد أن «الناشط الحقوقي نجاتي طيارة تعرض يوم الجمعة للضرب المبرح من اللجنة التي تحقق معه داخل أحد سجون حمص»، مشيرا إلى أنه «في وضع صحي سيئ جدا». وذكر المرصد أن طيارة (66 عاما) «اعتقل في مدينة حمص يوم 12 مايو (أيار) إثر تصريحات أدلى بها إلى وسائل الإعلام وأحيل إلى القضاء بتهمة النيل من هيبة الدولة إلى أن أخلي سبيله في 31 أغسطس (آب) ليتم اعتقاله من على باب السجن من قبل المخابرات الجوية». وحمل المرصد السلطات السورية «مسؤولية أي مخاطر تهدد حياة الناشط نجاتي طيارة» كما أدان «بشدة استمرار السلطات الأمنية السورية في ممارسة سياسة الاعتقال التعسفي بحق المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمتظاهرين السلميين على الرغم من رفع حالة الطوارئ».

وأشار المرصد إلى أن «الأجهزة الأمنية السورية اعتقلت أكثر من سبعين ألف شخص في إطار حملتها لإنهاء المظاهرات التي انطلقت منتصف مارس (آذار) ولا يزال نحو 15 ألفا منهم قيد الاعتقال».

إلى ذلك، وصفت فرنسا إخفاق الأمم المتحدة حتى الآن في الاتفاق على قرار ضد الحملات العنيفة ضد المعارضين في سوريا بأنه «فضيحة». ونقلت وكالة «رويترز» عن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه قوله للصحافيين أمس خلال زيارة لأستراليا «أعتقد أن عدم اتخاذ الأمم المتحدة موقفا واضحا في أزمة فظيعة كهذه فضيحة». وأدلى جوبيه بهذا التصريح عندما سئل عن المعارضة الروسية لمشروع قرار أواخر الشهر الماضي دعا إلى فرض عقوبات على الرئيس السوري بشار الأسد. وأضاف جوبيه «نعتقد أن هذا النظام فقد شرعيته. ونعتقد أنه فات أوان تنفيذ مستوى من الإصلاح. علينا تبني قرار واضح جدا في نيويورك يدين العنف».

وطالب المتظاهرون السوريون بحماية دولية لوقف قتل المدنيين فيما أصبح واحد من أعنف الردود على انتفاضات «الربيع العربي» التي تجتاح الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ووزعت فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا والبرتغال مشروع قرار يدعو إلى فرض عقوبات على الأسد وأقاربه ذوي النفوذ ومساعديه المقربين ولكنه واجه مقاومة قوية من جانب روسيا والصين.