نائب الرئيس اليمني: مقتل 90 عسكريا و30 من قيادات «القاعدة» خلال 3 أشهر في أبين

وزير الخارجية: ليس لدي معلومات عن الظواهري وبعض المعلومات «ما أنزل الله بها من سلطان»

عبد ربه منصور هادي («الشرق الأوسط»)
TT

أعلن نائب الرئيس اليمني، أمس (الأحد)، أن لواء في الجيش خسر تسعين جنديا قتلوا خلال الحصار الذي ضرب عليه لثلاثة أشهر من جانب مقاتلين مفترضين من «القاعدة»، لافتا إلى أن ثلاثين قائدا محليا من التنظيم المتطرف قتلوا في المعارك، جنوب اليمن.

وكانت السلطات اليمنية أعلنت مساء السبت أن الجيش تمكن من «تحرير» زنجبار، كبرى مدن محافظة أبين، التي سيطر عليها في 29 مايو (أيار) مئات من المقاتلين الذين يشتبه في انتمائهم لـ«القاعدة». وأدلى عبد ربه منصور هادي، خلال استقباله دبلوماسيين أوروبيين في صنعاء، بحصيلة غير نهائية للمعارك التي أتاحت للجيش أن يدخل زنجبار ويرفع الحصار الذي فرضه مقاتلو «القاعدة» على اللواء «25 ميكانيكي» الذي كان في المدينة. وقال هادي كما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية الرسمية إن «أكثر من ثلاثين عنصرا من القيادات المعروفة في تنظيم القاعدة لقيت حتفها في المواجهات التي اندلعت بين وحدات الجيش المرابطة في المنطقة الجنوبية وعناصر تنظيم القاعدة، وانتهت أول من أمس (السبت) بدحر العناصر الإرهابية، وفك الحصار عن اللواء «25 ميكا».

وأضاف أن «عدد شهداء اللواء 25 ميكانيكي الذي حاصره الإرهابيون طول ثلاثة أشهر بلغ تسعين شهيدا وأكثر من 600 جريح، فضلا عن خسائر الألوية التي شاركت في فك الحصار عن اللواء 25 ميكانيكي من شهداء وجرحى».

وأكد أن «محافظة أبين باتت مقبرة لتنظيم القاعدة الإرهابي، وأن هذه الهزيمة القاسية التي لحقت بالإرهابيين من تنظيم القاعدة ستجعلهم عاجزين عن أي عمل مستقبلي من هذا القبيل».

ومن جهة اخرى أعلن وزير الدفاع اليمني، الأحد، أن الجيش اليمني فقد 230 عسكريا على الأقل في المعارك التي أدت، السبت، إلى رفع الحصار الذي يفرضه منذ أكثر من 3 أشهر متمردون على علاقة بتنظيم القاعدة في جنوب اليمن.

وقال الوزير اللواء الركن محمد ناصر أحمد، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية، إن «المنطقة العسكرية الجنوبية قدمت أكثر من 230 شهيدا» في المعارك لرفع الحصار عن اللواء 25 ميكانيكي الذي فرضه المتمردون منذ السيطرة على زنجبار في 29 مايو (أيار).

وكانت السلطات أعلنت مساء السبت أن الجيش تمكن من «تحرير» زنجبار كبرى مدن محافظة أبين التي سيطر عليها مئات المقاتلين الذين يعلنون أنهم «أنصار الشريعة»، أحد التنظيمات المرتبط بـ«القاعدة»، في 29 مايو. وإضافة إلى أبين، فإن المنطقة العسكرية الجنوبية تغطي 3 محافظات أخرى هي عدن ولحج والضالع. ووزير الدفاع الذي كان يتفقد صباحا معسكر الوحدة بمدينة زنجبار الذي تتمركز فيه وحدات اللواء 25 ميكانيكي «أشاد بالتضحيات الجسيمة التي قدمها أبناء القوات المسلحة من منتسبي محور عدن - أبين - لحج في المنطقة العسكرية الجنوبية ومن المواطنين من أبناء المحافظة الذين كانت في مقدمتهم نخبة كبيرة من أبناء القبائل من المشايخ والشخصيات الاجتماعية والقادة العسكريين الذين قدموا أكثر من خمسين شهيدا خلال الشهرين الماضيين إلى جانب الجرحى من إخوانهم العسكريين». وهذه الحصيلة ترفع إلى أكثر من 280 عدد العسكريين وأفراد القبائل الذين قتلوا في الهجوم لاستعادة السيطرة على زنجبار.

وفقد اللواء 25 ميكانيكي بمفرده 90 جنديا خلال محاصرته بينما فقد المتمردون الإسلاميون 30 من قادتهم المحليين على الأقل، كما أعلن نائب الرئيس اليمني عبد ربه هادي منصور قبل قليل في صنعاء.

وقال مصدر عسكري لوكالة الصحافة الفرنسية الأحد إن الجيش بات يسيطر على الجزء الشمالي من المدينة، مشيرا إلى أن القوات العسكرية لم تنتشر في وسطها تخوفا من أن يكون المقاتلون الإسلاميون أقدموا على تفخيخه قبل انسحابهم.

وأضاف أن اشتباكات متقطعة لا تزال دائرة في الجزء الجنوبي من المدينة، مؤكدا في الوقت ذاته أن «غالبية مقاتلي (القاعدة) فروا باتجاه جعار» القريبة والخاضعة لسيطرتهم. وقد اغتنم تنظيم القاعدة ضعف السلطة المركزية في اليمن إثر موجة الاحتجاجات ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح من أجل تعزيز سيطرته على عدد من مناطق جنوب اليمن، وخصوصا في محافظة أبين.

وقال مسؤول محلي إن قوات الجيش ستستمر في ملاحقة المتشددين ودحرهم بالكامل، مضيفا أن «عملية تطهير» زنجبار لم تسفر عن ضحايا من الجنود. إلى ذلك، أفادت مصادر محلية بأن طائرات حربية شنت الأحد غارتين على مصنع 7 أكتوبر للذخيرة، الواقع على ضواحي مدينة جعار القريبة من زنجبار.

وأضافت أن القصف أدى إلى مقتل ثلاثة مسلحين على الأقل. ومن جهتهم، قال سكان محليون في مدينة جعار إن أهالي المدينة يطاردون المسلحين الذين فروا من زنجبار يوم أمس. وأضافوا أن الأهالي يطلبون من المتشددين الاستسلام وإلا قاتلوهم. وتابعوا أنهم لن ينتظروا حتى تتدخل قوات الجيش.

وعلى الصعيد ذاته، أعلن مصدر مقرب من عائلة السائح الفرنسي كريستيان كولومبو لوكالة الصحافة الفرنسية، أمس، وفاة السائح الفرنسي الذي كان على متن زورق شراعي هاجمه قراصنة قبالة سواحل اليمن مع زوجته، التي عثر عليها سالمة أول من أمس. وبحسب وزارة الدفاع الإسبانية، فإن سبعة قراصنة محتملين اعتقلوا أثناء التدخل الذي حصل خلاله تبادل لإطلاق نار. وفي السياق ذاته، رفض وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي التعليق على المعلومات الواردة من باكستان، التي تكشف أن زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري موجود في الأراضي اليمنية، وأن ثقل «القاعدة» قد انتقل إلى بلاده.

وقال القربي أمس: «أنا لا أريد أن أعلق على هذه الأنباء لأنه ليس لدي معلومات عنه، ولأن ما يتردد عبر وسائل الإعلام هذه الأيام (ما أنزل الله به من سلطان)».