دمشق تعتبر موقف الجامعة العربية «عدائيا».. وسفيرها في بيروت: سوريا بخير

روسيا تتخوف من أن تعزز «جماعات إرهابية» وجودها إذا سقط الأسد

صورتان مأخوذتان من موقع «شام نيوز» لمظاهرة في المعضمية بدمشق، تطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين
TT

ذكرت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) أمس أن سوريا تحفظت على البيان الذي صدر عن مجلس جامعة الدول العربية في ختام أعمال دورته العادية في القاهرة أمس، واعتبرت البيان «عملا عدائيا وغير بناء في التعامل مع الأزمة في سوريا». ووفقا لـ«سانا»، فإن سوريا ولبنان أعلنا تحفظهما على البيان الذي صدر عن المجلس بخصوص الوضع في سوريا، حيث أعلن السفير يوسف أحمد رفض سوريا للبيان جملة وتفصيلا واعتبره عملا عدائيا وغير بناء في التعامل مع الأزمة في سوريا ومحاولة لإفشال مهمة الأمين العام لجامعة الدول العربية.

وكان وزراء الخارجية العرب قد دعوا في ختام اجتماعهم القيادة السورية إلى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف إراقة الدماء وتجنيب المواطنين السوريين المزيد من أعمال العنف والقتل كما أرجأوا إرسال وفد إلى دمشق لحين الاستجابة لهذه الدعوة. وحث الوزراء القيادة السورية على وقف أعمال العنف بكافة أشكاله وإزالة أي مظاهر مسلحة والعمل على تنفيذ ما جرى إقراره من إصلاحات.

من جهته، رد السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم على التحذيرات التي أطلقها رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان لدى زيارته القاهرة أول من أمس، من إمكانية نشوب حرب أهلية سنية - علوية في سوريا، وقال إن «بلاده متماسكة وترفض الفتنة».

وجاء كلام السفير السوري أثناء رده على أسئلة الصحافيين بعد مقابلته رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق عمر كرامي أمس حين سئل عن تخوف رئيس الحكومة التركية من نشوب حرب سنية - علوية في سوريا. وقال «سوريا في حوارها الوطني تجيب عن كل هذه الهواجس منعة وتماسكا ووحدة ورفضا لكل معاني الفتنة التي كان يخطط لها السياسيون في الدوائر الغربية والأميركية والصهيونية». وأضاف «أظن أن بعض الأصوات العالية التي تخرج بين فترة وأخرى في قلب الحقائق وفي التخويف أو واقع متوهم هو تعبير عن إحباط وعن فشل رهانات كانوا ينظرون فيها إلى سوريا». وتابع علي «إن سوريا بمؤسساتها وجيشها وشعبها وبقواها الوطنية ككل هي بخير وتمشي إلى خير أكثر». وقال، حصانة سوريا «تتسع وتقوى وأصدقاؤها أيضا الذين آمنوا بخطواتها وبصوابية موقفها هم أيضا مطمئنون إلى نجاح الخطوات السورية التي يقوم بها الرئيس الأسد».

إلى ذلك، حذر مسؤول كبير في وزارة الخارجية الروسية، أمس، من أن «منظمات إرهابية» قد تعزز وجودها في سوريا إذا ما سقط نظام الرئيس بشار الأسد تحت ضغوط احتجاجات الشوارع المتواصلة. ونقلت وكالة «إنترفاكس» عن إيليا روغاتشيوف رئيس «إدارة التحديات الجديدة» في وزارة الخارجية قوله «إذا لم تتمكن الحكومة السورية من الاحتفاظ بالسلطة، فهناك احتمال كبير من أن يترسخ وجود متشددين وممثلين لمنظمات إرهابية».

وتثير روسيا غضبا دوليا متزايدا بسبب دعمها المستمر لسوريا رغم حملة القمع التي يشنها النظام ضد المتظاهرين والتي قالت الأمم المتحدة إنها أدت إلى مقتل نحو 2600 شخص. ورفضت موسكو دعم العقوبات التي فرضتها الدول الغربية ضد حليفتها سوريا، وقالت إنه يجب الضغط بشكل مماثل على المتظاهرين الذين يرفضون المشاركة في محادثات مباشرة مع الأسد. والأسبوع الماضي قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إن بعض المشاركين في المظاهرات لهم علاقات بـ«إرهابيين».