العربي لمعارضين سوريين: وضع حقوق الإنسان في سوريا ليس شأنا داخليا فحسب بل خارجي أيضا

الوفد طالب بتجميد عضوية دمشق في الجامعة ورفع الشرعية عن نظام الأسد

صورة مأخوذة من شريط مصور بث على موقع «يوتيوب»، يظهر فتى يتعرض للتعذيب على أيدي قوات الأمن، الذين يسمعون في الشريك وهم يطلبون إليه السجود لصورة بشار الأسد ويسألونه: «من ربك؟»
TT

في لقاء هو الأول من نوعه، التقى نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية ظهر أمس بمقر الجامعة وفدا من المعارضة السورية الذي يزور العاصمة المصرية القاهرة في إطار «أسبوع دعم ونصرة الشعب السوري» الذي انطلق في القاهرة اعتبارا من السابع من سبتمبر (أيلول) وحتى الثالث عشر منه. وشمل اللقاء الذي امتد لقرابة الساعة، تقديم وفد المعارضة السورية عددا من المطالب إلى الأمين العام للجامعة في إطار سعي المعارضة لحشد الدعم السياسي والإنساني للشعب السوري. وأبرز هذه المطالب تجميد عضوية سوريا في الجامعة، ورفع الشرعية عن نظام بشار الأسد، وإيجاد آليات وأساليب فورية وعملية لوقف عمليات القتل والقمع، وسحب كل الفرق العسكرية والقوة الأمنية من المدن والقرى والمحافظات السورية، وضمان حق التظاهر السلمي، وإيجاد آليات لتمكين دخول منظمات الإغاثة الدولية إلى سوريا وبشكل خاص المناطق المنكوبة، وتمكين لجان التحقيق الدولية والعربية من دخول سوريا لتقصي الحقائق، وفرض حظر جوي وبحري على سوريا، وتمكين وسائل الإعلام العربية والدولية من دخول البلاد لتغطية أحداث الثورة السورية التي تدخل شهرها السادس.

وقال العربي لوفد المعارضة «طالبت الأسد بالوقف الفوري للعنف، بعدما سمعت إن هناك عقوبات جديدة على سوريا، وإحالة الملف السوري للمحكمة الدولية»، مضيفا أن «الوضع في سوريا لا يمكن أن يستمر بهذه الكيفية، ووضع حقوق الإنسان ليس شأنا داخليا فحسب، بل خارجي أيضا». وبين العربي أن وفد الجامعة لن يعود إلى دمشق قبل الوقف الكامل للعنف، مشيرا إلى أن القيادة السورية قالت إنها تقبل وقف العنف، لكن تجب ملاحقة من سمتهم بـ«المجرمين».

ولفت العربي خلال اللقاء إلى تلقيه اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية السوري وليد المعلم للاحتجاج على لقاء الأمين العام قبل أيام بالمعارض السوري البارز هيثم المالح رئيس مؤتمر إسطنبول ومؤتمر الإنقاذ الوطني.

وطالب وفد المعارضة أمين الجامعة أيضا بالتدخل ومخاطبة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لمعرفة مصير المقدم حسين هرموش الذي اختفى في تركيا قبل أيام، وهو لاجئ لديها، بعدما انشق عن صفوف الجيش السوري.

من جانبه، قال فهد المصري المستشار السياسي والإعلامي لأبناء تجمع المعارضة السورية في الخارج، وأحد من حضروا لقاء أمين الجامعة لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذا اللقاء تاريخيا كونه الأول الذي يجري بين معارضة عربية وأمين عام الجامعة العربية، ونحن نشكر العربي على استقباله وفتح أبواب الجامعة للاستماع لحقيقة ما يحدث في سوريا، ونثمن عاليا تاريخ الدكتور نبيل العربي ومواقفه الشخصية وشعوره بالمسؤولية تجاه ما يحدث في سوريا، وتأكدنا أنه يبدي حرصا كبيرا على إيجاد مخرج للأزمة، ولمسنا تأثره العميق تجاه ما يحدث للشعب السوري».

وكشف المصري أن أمين الجامعة قد نقل لهم ما عرضه على الأسد بعقد لقاء بين النظام السوري والمعارضة السورية بكل أطيافها في مبنى الجامعة بالقاهرة، لكن الأسد رفض ذلك العرض وطلب أن يكون اللقاء في دمشق وليس القاهرة. وتابع «أبدينا خلال اللقاء أمنيتنا أن تكون الجامعة ضمير الأمة وليست جامعة للأنظمة العربية، وعن نفسي فقد نقلت لأمين الجامعة أن الشعب السوري في حالة يأس وإحباط من مواقف الدول العربية، كما نقلت له اعتقادي أن الشعب السوري إذا شعر بأن المجتمع الدولي والعربي قد تخليا عنه قد يلجأ حينها للدفاع عن نفسه، وحينها ستصبح سوريا بؤرة للعنف والعنف المضاد، وذلك يعني أن سوريا ستتحول إلى أن تكون ملاذا للمتطرفين، وحينها أيضا سوف تصبح سوريا بؤرة لعدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالمين العربي والإسلامي، ووقتها سيدفع الجميع الثمن، لذا فإسقاط النظام السوري ضرورة للأمن القومي العربي والإقليمي».

بينما أوضح النائب السابق محمد مأمون الحمصي لـ«الشرق الأوسط» أن اللقاء كان «ناجحا»، مضيفا «كانت هناك وجهة نظر غائبة عنا كمعارضة، تتمثل في الاجتماعات المغلقة التي تحدث بين أمين الجامعة والقيادة السورية، وكيف أن جهود نبيل العربي لإيقاف المجازر والعنف تصطدم بعناد بشار الأشد، كما بيّن لنا أن ذهابه إلى سوريا كان لإنقاذ موقف وليس دعما له، وأنه لا يصدر قرارات بمفرده، حيث يخضع لقرارات الجامعة».

وأشار الحمصي إلى أن العربي قد وعد وفد المعارضة السورية بفتح أبواب الجامعة أمامهم وأمام الشعب السوري بكل طوائفه، كما وعد العربي بنقل مطالب المعارضة للنظام، وأنه في حالة عدم الاستجابة لها فعلى النظام أن يتحمل مسؤولية ذلك.

يذكر أن الوفد السوري ضم عددا من الرموز المعارضة الأخرى، من بينها بسام إسحق مدير منظمة سواسية لحقوق الإنسان، والشيخ إسماعيل الخالدي نائب رئيس اتحاد العشائر السورية، والشيخ مرشد الخزنوي القيادي في الحركة الوطنية الكردية في سوريا، والدكتور منذر باخوس الأكاديمي والناشط السياسي، والمعارض الكردي عبد القهار رانكو، والناشط السياسي فارس الشوفي.