الأسماك الطازجة تعود إلى رفوف الباعة في شوارع طرابلس

صيادون ليبيون غير راضين عن الناتو لإضراره بعملهم

بائع سمك ليبي يحمل صندوقا ممتلئا بالأسماك، في سوق السمك المؤقت، في طرابلس، أمس (أ.ف.ب)
TT

عادت الأسماك الطازجة لتملأ رفوف الباعة المثبتة فوق أرصفة شوارع العاصمة الليبية، فيما لا تزال السوق القديمة بحاجة إلى جهود إضافية قبيل افتتاحها في ظل بطء عودة الصيادين الأجانب إلى عملهم.

وقال حمادة محمد (34 عاما) لوكالة الصحافة الفرنسية، وهو يشير إلى الأسماك التي اصطادها حديثا: «هذا أول أسبوع نعود فيه لبيع السمك منذ الحرب».

وخلال الأشهر الأولى من الصراع، غادر الصيادون المصريون الذين عادة ما يقومون بأعمال الصيد طرابلس، مما دفع ببائعي الأسماك في العاصمة الليبية إلى التوجه نحو تونس لشراء الأسماك من هناك.

وأوضح محمد أنه «حين أغلقت الطرق المؤدية إلى تونس في مارس (آذار) الماضي، بدأنا نبيع كل ما نملك من أسماك مثلجة».

ويقول الصيادون إن عملهم أصيب بنكسة جراء المعارك والحظر البحري الذي فرضه حلف شمال الأطلسي على بلادهم.

وذكر وليد علي (31 عاما): «لسنا راضين عن حلف الأطلسي أبدا، فهذا الحلف تسبب بأضرار في عملنا وبشعبنا وهناك أناس قتلوا بسببه». وتابع: «بالطبع كنا نحتاج إلى الإصلاح في بلدنا، لكننا لم نكن نريد أن يحدث ذلك من خلال الحروب والقنابل».

ويرى علي ومحمد أنهما كانا يجنيان نحو 90 دينارا ليبيا (73 دولارا) في اليوم الواحد، قبل انزلاق البلاد إلى ثورة شعبية مسلحة أطاحت بأربعة عقود من حكم معمر القذافي.

ويجني الرجلان حاليا نصف ما كانا يحصلان عليه من قبل بسبب ارتفاع الأسعار وقلة الطلب. ويقدران أن سوق السمك القديمة تحتاج إلى ثلاثة أشهر أخرى حتى تستعيد عملها بشكل طبيعي.

ويقوم رجل عجوز بتنظيف الأسماك وغسلها قبل أن يرميها في أحواض مخصصة لها، رغم أن بعض الأسماك تضل طريقها إلى خارج الأحواض وتهبط على الأرض.

ويقول حاج نوري (70 عاما) إن «الأسماك أصبحت غالية جدا لأننا لم نكن نستطيع الوصول إلى البحر»، مشيرا إلى أن المراكب الصغيرة وحدها كانت تستطيع القيام بذلك.

ويقول ربيع (31 عاما) الذي يبيع مزيجا من الأسماك الطازجة والمثلجة: «اعتدنا على بيع كل أنواع الأسماك الطازجة قبل الحرب، لكن معظم هذه الأسماك اليوم مثلج». وأغلقت السوق بالكامل في النصف الثاني من فبراير (شباط) الماضي بعد انطلاق الثورة ضد القذافي.

واستمر العمل يتوقف ويستعيد بعضا من وتيرته بين شهري مارس، ومايو (أيار) الماضي، قبل التوقف كليا في يونيو الماضي، علما بأن العاصمة بدأت تستعيد الآن حياتها الطبيعية إثر سيطرة الثوار عليها في 23 أغسطس (آب) الماضي.

ويقول ربيع: «اضطررنا إلى حماية أنفسنا بسبب القصف والقنص. كنا نستطيع الخروج، إلا أننا لم نكن نضمن عودتنا سالمين».

وتشهد حافلة قريبة من سوق السمك بزجاج مكسور على المعارك التي وقعت في المدينة. ويبيع الصيادون أسماكهم على الرصيف؛ إذ إن السوق لا تزال تحتاج إلى أعمال تنظيف وتجهيز.

ويقول أشرف محمد إن «نحو 600 عائلة تعيش من هذه السوق، التي لا بد من أن تفتح أبوابها مجددا».