مئات الجنود يدخلون بمدرعاتهم قرى على الحدود التركية.. وقصف مواقع حيث يختبئ ناشطون

مقتل طفل في جسر الشغور و4 مواطنين في جبل الزاوية.. واعتقال 100 شخص بينهم 8 من عائلة عقيد منشق

تعزيزات عسكرية في إدلب، التي اقتحمتها عشرات المدرعات أمس (أوغاريت نيوز)
TT

اقتحمت عشرات المدرعات، ومئات الجنود السوريين، بلدات وقرى قرب الحدود الشمالية الغربية مع تركيا أمس، في تصعيد لحملة الرئيس بشار الأسد لسحق الاحتجاجات الشعبية وتعقب المنشقين عن صفوف الجيش، بحسب ما قال ناشطون أمس. وأضافوا أن قوات الأمن ومسلحين موالين للأسد أطلقوا نيران المدافع الرشاشة بشكل عشوائي أثناء اجتياحهم ما لا يقل عن عشر قرى وبلدات في جبل الزاوية انطلاقا من طريق سريع قريب بعد سد مداخل المنطقة وقطع الاتصالات عنها.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «قوات عسكرية وأمنية سورية ضخمة نفذت» أمس عمليات واسعة بقرى جبل الزاوية استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة في قصف بعض المنازل والأراضي الزراعية والأحراج. وأضاف المرصد أن العملية أسفرت حتى ليل أمس، عن مقتل أربعة مواطنين وإصابة العشرات بجراح، واعتقال أكثر من 100 شخص بينهم 8 من عائلة العقيد المنشق رياض الأسعد ومصادرة وإحراق عدد كبير من الدراجات نارية. وأوضح بيان صادر عن المرصد أن الجيش يقصف مواقع يشتبه في اختباء ناشطين فيها، بعد أن دخل إلى قرى ابلين وبليون ومرعيان واحسم والرامي. وأكد المرصد أن القوات الأمنية قطعت الطرقات وأقامت حواجز أمنية وأجرت عمليات اعتقال.

وقرية ابلين هي مسقط رأس المقدم حسين هرموش، وهو الضابط الأول في الجيش السوري الذي أعلن انشقاقه في مطلع يونيو (حزيران) احتجاجا على قمع الثورة السورية ضد النظام والمستمرة منذ ستة أشهر. وتمكن هرموش من مغادرة سوريا وشكل حركة الضباط الأحرار التي يعتقد أنها تشمل عشرات الضباط المنشقين. وأعلن هرموش انشقاقه مع مجموعة من الضباط في فيديو بث على موقع «يوتيوب» احتجاجا على العنف المفرط المستخدم من قبل قوات الجيش ضد المتظاهرين السلميين، كما أعلن مسؤوليته عن قتل عسكريين في ريف محافظة إدلب بعد رفضهم التوقف عن قتل المدنيين.

وقال المعارض السوري عمر إدلبي في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، إنه تم قطع خطوط الهاتف أمس في بلدتي جبل الزاوية وكفر نبل بمحافظة إدلب بالتزامن مع قيام قوات الأمن بعمليات تمشيط للمنازل. وأوضح أن أصوات انفجارات سمعت بعد دخول قوات الأمن إلى المنطقة. ولم يتسن لإدلبي، المقيم في لبنان، توضيح سبب أصوات الانفجارات أو ما إذا كان هناك ضحايا. وأضاف إدلبي، وهو متحدث باسم لجان التنسيق المحلية، أن قوات الأمن السورية داهمت أيضا مخيما للاجئين في بلدة خربة الجوز القريبة من الحدود مع تركيا وألقت القبض على العشرات وحرقت مركباتهم.

من جهة أخرى، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مظاهرة مسائية خرجت في قرية الجانودية بجسر الشغور، وقامت قوات الأمن بتفريقها بإطلاق الرصاص مما أدى إلى مقتل طفل.

أما في مدينة حمص فأفاد المرصد بأن عائلة شاب اعتقل «بعد إصابته برصاص الأمن خلال العمليات العسكرية والأمنية في منطقة البساتين غرب حي بابا عمرو السبت الماضي تسلمت جثمانه» يوم أمس. وأضاف أن قوات الجيش والأمن تنفذ «حملة مداهمات واعتقالات في قرية البرج بمنطقة الحولة وذلك إثر مقتل ثلاثة من الشبيحة برصاص مجهولين فجر اليوم (أمس) الأربعاء قرب القرية». وقال المرصد إن «مواطنا استشهد بحي باب السباع في حمص برصاص قوات الأمن السورية خلال مداهمة منزله». وأضاف المرصد «من جهة أخرى نفذت قوات أمنية سورية صباح أمس حملة مداهمات واعتقالات» في مدينة الزبداني التي تبعد 50 كم غرب دمشق وشهدت مظاهرات ضخمة ضد النظام ودخلها الجيش الثلاثاء بحسب ناشطين. وأوقف 15 شخصا أمس في الزبداني حيث أوقف 34 شخصا الثلاثاء.

وذكر ناشطون أن خمسة أشخاص أصيبوا بجروح صباح أمس في حمص عندما قامت قوات من الشرطة والجيش بإطلاق النار والقذائف على منازل المواطنين في تل دهب، مما أسفر أيضا عن تضرر عدد من المنازل بشكل كبير. وأضافوا أن قوات من الأمن مدعومة بالجيش ومدرعاته ودباباته وآلياته قامت بضرب طوق أمني حول حي باب السباع في حمص أيضا وشنت حملة اعتقالات طالت كثيرين.