رئيس الكتلة البرلمانية في الحزب الحاكم: حدث سياسي كبير في اليمن في غضون أسبوع

اتهامات متبادلة بشأن اشتباكات قرب «ساحة التغيير».. والأحمر يتهم النظام بقصف منزله.. وإغلاق جامعة صنعاء

TT

ذكر مسؤول كبير في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في صنعاء أن اتفاقا وشيكا سيتم التوصل إليه بين السلطة والمعارضة في غضون أيام. وقال سلطان البركاني رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر الشعبي العام في تصريحات أدلى بها لـ«الشرق الأوسط» إن «الأسبوع القادم سيشهد عملا سياسيا كبيرا يتمثل في بروز الاتفاق بين أطراف الأزمة في اليمن» وأضاف البركاني «سنتفق على جميع القضايا خلال أسبوع إلى عشرة أيام» وأكد أن الاتفاق سيكون «في إطار المبادرة الخليجية ورؤية الأمم المتحدة وتفويض الأخ رئيس الجمهورية لنائبه» وأوضح القيادي في الحزب الحاكم «أن الاتفاق سيكون على تشكيل حكومة وحدة وطنية ترأسها المعارضة وتكون مناصفة بين الجانبين مع اعتبار أن يكون النصيب الأوفر من الوزارات السيادية للطرف الذي لن تكون له رئاسة الحكومة التي ستكون مناصفة بين السلطة والمعارضة». وأضاف البركاني «إن صدور قرار الأخ رئيس الجمهورية بتفويض النائب كان له دور كبير في كسر الجمود الذي مرت به العملية السياسية في البلاد، وأنه أعطى أملا للخروج من المأزق الحالي» وفي تعليق على تصنيف البركاني ضمن صقور المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن قال البركاني «كلنا صقور عند الشدة وجميعنا حمائم في الظروف العادية».

وكان دبلوماسي غربي قال في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إن صالح سيبقى في العاصمة السعودية الرياض حيث يتعافى من الإصابات التي لحقت به في هجوم تعرض له قصره في صنعاء خلال يونيو (حزيران) الماضي. وأضاف الدبلوماسي الذي يعمل في لبنان والذي طلب عدم ذكر اسمه أنه «تم التوصل إلى اتفاق بوساطة سعودية مع صالح ينص على أن الرئيس اليمني سيوقع على نقل السلطة إلى نائبه عبد ربه منصور هادي خلال عشرة أيام». وقالت الخارجية الأميركية أول من أمس الخميس إنه كانت هناك «إشارات إيجابية» خلال الأيام الأخيرة من جانب الحكومة اليمنية والمعارضة ترجح تجدد الرغبة في تحقيق انتقال سياسي.

وعلى الصعيد الأمني عاد التوتر الأمني إلى الساحة اليمنية أمس بعد أيام على هدوء نسبي حيث قتل جندي وجرح عدد من رفاقه ومن المتظاهرين في إطلاق نار بصنعاء التي شهدت مظاهرات حاشدة. ولقي جندي منشق من أفراد «الفرقة الأولى مدرع» التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر مصرعه وجرح عدد من زملائه وأفراد اللجنة الأمنية الخاصة بحراسة «ساحة التغيير» في صنعاء، وذلك في إطلاق نار استهدف الساحة من قبل قوات تابعة للفرقة وموالية للرئيس علي عبد الله صالح وأخرى تابعة للأمن المركزي. وفي المقابل اتهمت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم جنود الفرقة الأولى مدرع بقيادة الأحمر بقتل 3 جنود وإصابة 10 آخرين في المواجهات التي دارت في قرب الساحة من اتجاه شارع الزراعة. واتهم موقع الحزب على شبكة الإنترنت أفراد الفرقة ومن وصفها بأنها ميليشيا جندت مؤخرا من طلاب جامعة الإيمان حزب الإصلاح الإسلامي المعارض، بشن هجوم على أفراد من فرقة مكافحة الشغب كانت ترابط في المكان منذ فترة، واعتبر ذلك تصعيدا خطيرا من قبل هذه القوى. في هذه الأثناء اتهمت مصادر في المعارضة اليمنية القوات الموالية لصالح بالاستمرار في قصف حي الحصبة الذي يعد المعقل الرئيسي لأسرة آل الأحمر وكبيرها الشيخ صادق الأحمر، زعيم قبيلة حاشد. وقال شهود عيان في الحصبة لـ«الشرق الأوسط» إن انفجارات قوية هزت بعض المناطق في الحصبة وإن مصدرها قذائف هاون نوع «82» وحسب مكتب الشيخ الأحمر فإن مصدر تلك القذائف المعسكرات المتمركزة في جبل نقم بشرق صنعاء. وكانت وزارة الدفاع اليمنية نفت اتهامات الأحمر لقواتها بقصف منزله والمنازل المجاورة في الحصبة التي يسيطر عليها عسكريا المسلحون التابعون للشيخ الأحمر. ويعيش اليمنيون هذه الأيام، على وقع توترات أمنية وحشود عسكرية تشهدها العاصمة صنعاء من قبل مختلف الأطراف، إضافة إلى التمترس في العديد من المواقع، في ظل أحاديث عن حملة تسليح من قبل كافة الأطراف لأنصارهم، ويعد المشهد في صنعاء قابلا للانفجار العسكري في أي لحظة، خاصة مع الاشتباكات التي تجري هنا وهناك.

على صعيد آخر، تظاهر طلاب وطالبات جامعة صنعاء كبرى الجامعات اليمنية أمس في حرم الجامعة للتعبير عن رفضهم للدراسة على أول العام الدراسي الجديد، وقام الطلاب المتظاهرون بما سموه «تطهير» مكاتب رئاسة الجامعة ومكاتب عمداء الكليات من صور الرئيس علي عبد الله صالح، وقاموا برفع صور قتلى الاحتجاجات بدلا عنها، وقال الطلاب المتظاهرون إنهم لن يدرسوا حتى سقوط من وصفوهم بـ«بقايا النظام». وكان يفترض أن تبدأ الدارسة، أمس، غير أنها تعثرت في كثير من الجامعات والمدارس والمعاهد إما بسبب إضراب هيئة التدريس أو بسبب رفض الطلاب للدراسة وإما بسبب وجود المدارس في نطاق ساحات الاحتجاجات.

على صعيد متصل، تجدد القصف المدفعي لقوات الحرس الجمهوري، أمس، على منطقة أرحب بشمال صنعاء التي تعد إحدى أهم البؤر المشتعلة في اليمن، وتحدثت مصادر محلية عن سقوط قتلى وجرحى في القصف الجديد الذي تلته اشتباكات بين القوات الموالية للرئيس صالح والمسلحين القبليين في المنطقة والمؤيدين للثورة.