الهوني يحث الليبيين على الوحدة ويحذر من مخاطر بقاء القذافي هاربا

ممثل ليبيا لدى الجامعة العربية والقاهرة: علينا عدم إضاعة الوقت في مهاترات سياسية

TT

اعتبر عبد المنعم الهوني ممثل المجلس الوطني الانتقالي الليبي لدى الجامعة العربية ومصر أن إحياء الليبيين لذكرى استشهاد شيخ الشهداء عمر المختار يجب أن يتحول إلى مناسبة وطنية وقومية يستلهم منها الجميع للعمل على توحيد الصفوف وتجاوز الخلافات السياسية في هذا الوقت العصيب من تاريخ ليبيا.

وقال الهوني في بيان أصدره مكتبه في القاهرة أمس إن عمر المختار، الذي قاوم الاحتلال الإيطالي لليبيا في النصف الأول من القرن الماضي، قد «قدم الكثير للشعب الليبي وللعرب وللمسلمين في مواجهة الطغاة والمستعمرين وإنه يتعين على أحفاده من الليبيين اليوم استحضار هذه الروح الوثابة للنهضة مجددا بعيدا عن الفرقة والعصبية والجدل العقيم».

وأكد الهوني على أن «ليبيا تحتاج إلى تضافر جميع المساعي الوطنية وتفادي الجدل السياسي بينما ما زال العقيد معمر القذافي هاربا وطليقا ويمكنه تهديد ثورة الشعب الليبي»، وأضاف «إن عملية تحرير ليبيا بالكامل لم تنتهِ بعد وبالتالي فعلينا عدم إضاعة الوقت في مهاترات سياسية لا طائل منها والتركيز في المقابل على استكمال عملية تحرير ليبيا واعتقال القذافي لدرء خطره وتقديمه مع أبنائه ومساعديه لمحاكمة جراء ما اقترفوه من جرائم بشعة وممنهجة بحق ليبيا والعالم على مدى السنوات الـ42 الماضية».

وشدد الهوني على أن «المرحلة الحالية تستوجب من جميع أطياف اللون السياسي في ليبيا أن تنتبه إلى حقيقة أن القذافي ما زال قادرا بالأموال والذهب الذي بحوزته على افتعال المشكلات وتهديد أمن واستقرار البلاد، الأمر الذي يتطلب من الجميع الحيطة والحذر».

وبعدما لفت إلى أن القذافي ما زال حيا ويقاوم، اعتبر الهوني أن بقية المدن الليبية التي ما زالت خاضعة لسيطرة القذافي يجب أن تكون محل اهتمام جميع الليبيين للعمل على تحريرها فورا حتى تكون ليبيا بالكامل آمنة من شرور القذافي وأفعاله.

وقال إن ثورة الشعب الليبي تحقق لها النصر بفضل تضافر الجهود من الجميع وإنه ينبغي استمرار هذه الروح حتى تكتمل فرحة الشعب الليبي بتحرير كافة المدن واستعادة الأمن والاستقرار في ربوعها.

وأوضح الهوني أن ليبيا وطن يتسع للجميع من مختلف الاتجاهات السياسية والوطنية التي تريد تعزيز مصالح الشعب الليبي بما يمتلكه من مقدرات طبيعية وبشرية قادرة على أن تضع ليبيا في المكانة الإقليمية والدولية التي تستحقها عن جدارة.

وتابع: إن معركة إعادة بناء ليبيا وإعمار ما دمره القذافي على مدى أكثر من أربعة عقود «هي أشد خطورة وصعوبة من التخلص من القذافي ونظامه الفاسد المجرم»، مشيرا إلى أنه لا ينبغي حرمان أي تيار سياسي مهما كان من التعبير عن آرائه بحرية في كيفية إعادة رسم خارطة مستقبل الدولة الليبية.

وأضاف: «الليبيون أحرار في رسم مستقبلهم بأيديهم والبلد يتسع للجميع دون استثناء ولا فرق بين إسلامي أو ليبرالي فكلهم مواطنون يتمتعون بنفس الحقوق والواجبات، والتعاون بينهم هو السبيل الوحيد لإعادة كتابة مستقبل ليبيا بالشكل الذي يليق بها».

وقال الهوني إنه يتمنى تقليص الفترة الانتقالية التي سيتولى فيها المجلس الوطني السلطة ما بعد مرحلة القذافي إلى أقل حد ممكن، مضيفا: «أتصور أن فترة لا تتجاوز مدتها الزمنية ما بين عشرة شهور إلى عام هي الفترة الأنسب لتأهيل البلاد إلى مرحلة إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية نزيهة».

ولفت الهوني إلى أن هناك فرصا كبيرة لبناء مؤسسات وطنية وقومية في ليبيا مع إتاحة المجال أمام وسائل إعلام حرة ومستقلة سواء في مجال الإعلام المكتوب أو المسموع أو المرئي، مشيرا إلى أن الشعب الليبي قادر على تجاوز محنته الحالية في أسرع وقت ممكن.

وقال الهوني إن دعوته السابقة إلى مظاهرة مليونية لدعم المجلس الوطني الانتقالي يجب أن لا تفسر على أنها لمصلحة فصيل ضد فصيل آخر ولكنها كما قال كانت دعوة للتوحد حول ما ارتضاه الليبيون من قواعد وأسس في المرحة التي تلي إزاحة القذافي. وأضاف: «كل القوى السياسية والوطنية في ليبيا لديها من الإدراك والوعي ما يجعلنا نطمئن إلى أن هدفها الرئيسي هو إعادة بناء ليبيا كما ينبغي، والجميع متفق على المبادئ الحاكمة لمستقبل البلاد في المرحلة المقبلة».

وتابع الهوني قائلا: نرحب بكل جدل سياسي في حدود مصلحة البلاد من أجل الابتعاد عن الفرقة والتشتت، محذرا من أن استمرار وتصاعد الجدل السياسي قد تكون له انعكاسات سلبية سيئة على أمن الوطن والمواطنين.