إطلاق تحالف القوى العلمانية والديمقراطية السورية من باريس

يضم نحو 15 هيئة وحزبا جديدا غالبيتها ظهرت مع انطلاق الثورة

TT

أبصر النور في باريس أمس تجمع سوري معارض جديد تحت اسم «تحالف القوى العلمانية والديمقراطية السورية» بمناسبة مؤتمر عقد في أحد الفنادق الباريسية وتنادت إليه شخصيات وهيئات وتجمعات حزبية من عدد من الطوائف والقوميات تمثل، كما يقول المؤتمرون، الطيف الديني والقومي في سوريا. ويأتي إطلاق هذا الائتلاف بعد يوم واحد من ظهور «الهيئة الخارجية للثورة السورية» في فندق يقع مقابل الفندق الذي أعلن فيه قيام التحالف.

ويضم التحالف الجديد نحو 15 هيئة وحزبا جديدا غالبيتها ظهرت مع انطلاق الثورة السورية فضلا عن شخصيات مستقلة من مفكرين وأدباء وأصحاب المهن الحرة المتوزعين في عواصم الانتشار السوري في أوروبا وأميركا والخليج.

وشدد المؤتمرون على غنى تنوعهم بما يعكس تركيبة المجتمع السوري إذ تضم المسلمين والمسيحيين والأكراد والأشوريين والسريان كما شددوا على «الفلسفة» السياسية التي تقود خطاهم وهي التزامهم التعددية والديمقراطية.

واعترف بعض المؤتمرين بأن قيام التحالف العلماني غرضه «إثبات» وجود هذا التيار بوجه التيارات الدينية الفاعلة في أوساط الثورة السورية وأولها تيار «الإخوان المسلمين». وقد شارك في مؤتمر الأمس بعض الشخصيات والتيارات التي انضمت إلى «الهيئة الخارجية للثورة السورية».

وكما الهيئة الخارجية، فإن أطراف التحالف العلماني يريدون هم أيضا أن يكونوا الذراع الخارجية الضاربة للثورة السورية مع الحرص على أن تبقى في خط التعددية والديمقراطية والعلمانية كأفضل «صيغة» يمكن أن تحضن المجتمع السوري بتنوعه وغناه.

ورغم إصرار الحاضرين على القول إنه «من الضروري» إثبات حضور التيار العلماني الديمقراطي في الثورة السورية وفي المراحل اللاحقة، فإن بعضهم لا يتردد في التعبير عن أسفه من تكاثر الهيئات والمجالس التي تنشأ في الكثير من العواصم العالمية ما يعطي انطباعا بتشتت المعارضة وانقسامها إلى «معارضات»، خصوصا أن ستة أشهر مرت على انطلاقة الثورة السورية وحتى اليوم ولم تنجح بعد في تكوين إطار جامع لها على غرار ما فعلته الثورة الليبية التي سريعا ما حصلت على اعتراف دولي بها.

ويبدو الهدف المشترك الذي يشد هذه التجمعات بعضها إلى بعض هو سعيها إلى إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد. وإذا كانت بعض الهيئات لم تعد تخفي طلبها الحماية الدولية، إلا أنها ترفض تكرار السيناريو الليبي وتصر على الإبقاء على سلمية التحرك. غير أن أصواتا بدأت تسمع وتؤكد على حق الدفاع عن النفس بقوة السلاح بوجه قمع النظام. فضلا عن ذلك ثمة «فروقات» بين طروحات الأفرقاء للمرحلة التالية ما يفسر سعي كل طرف للتموضع والدفاع عن طروحاته فيما الشرخ الأول البين كما هو الحال في مصر موجود بين العلمانيين وذوي التوجهات الدينية.

وأمس، أعلنت الخارجية الفرنسية أنها استقبلت الدكتور برهان غليون، رئيس المجلس الوطني الانتقالي وذلك في إطار الاتصالات التي بدأتها باريس مع أطراف المعارضة الذين تحثهم على توحيد صفوفهم.