مقتل اثنين في مداهمات بإدلب.. وسماع دوي انفجارات في دير الزور

سوريون في حمص ودمشق يرفضون إرسال أبنائهم لمدارس تحولت إلى «معتقلات وغرف تعذيب»

TT

غداة مقتل العشرات في جمعة «ماضون حتى إسقاط النظام»، قتل شخصان أمس في حملة مداهمات نفذتها الأجهزة الأمنية السورية في محافظة إدلب بشمال غربي سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال المرصد السوري إن «رجلا وامرأة قتلا خلال حملة مداهمات في بلدة خان شيخون القريبة من مدينة حماه والواقعة في محافظة إدلب».

وذكر نشطاء أنه سمع دوي انفجارات وإطلاق نار كثيف يوم أمس في محافظة دير الزور، شرق سوريا، وقال عمر إدلبي المتحدث باسم لجان التنسيق المحلية، وهي شبكة من نشطاء المعارضة، لوكالة الأنباء الألمانية إن «قوات الأمن السورية تشن هجوما وحشيا آخر على منطقة الجورة بحثا عن نشطاء». وأضاف أن نحو 20 شخصا اعتقلوا في المنطقة.

وفي محافظة درعا جنوب البلاد، خرج محتجون إلى الشوارع في بلدة الثورة فيما أجرت قوات الأمن اعتقالات في بلدة نمر وفقا لما ذكره نشطاء على الإنترنت. وأضاف إدلبي أن ثلاثة أشخاص كانوا قد تعرضوا لإصابات خطيرة في حملة القمع التي شنتها قوات الأمن أول من أمس في مختلف أنحاء البلاد توفوا. وأصيب العشرات في مدينتي حماه وحمص وبلدات خارج دمشق.

وتضاربت الأنباء أمس حول عدد القتلى الذي سقطوا يوم الجمعة، ففي حين ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن 38 شخصا قتلوا، ذكر ناشطون آخرون أن عدد القتلى وصل إلى 47 شخصا.

وقال ناشطون إن حملة الاعتقالات لا تزال مستمرة في حمص، حيث تم يوم أمس محاصرة أحياء جب الجندلي، والنازحين ومنطقة عشيرة واعتقل أكثر من 24 شابا في مداهمات للمنازل أسفرت عن تخريبها ونهبها. كما دخلت المدرعات حي المريجة من جهة مدرسة المثنى وأطلقت النار من رشاشاتها الثقيلة بالتآزر مع الحواجز التي ساندتها بإطلاق النار. وفي باب السباع قامت العناصر الأمنية الموجودة عند الحواجز بإطلاق النار عشوائيا وبشكل هستيري من جهة حاجز أحياء باب الدريب والعدوية والفاخورة، وذلك عقب مرور شاب على دراجة نارية.

إلى ذلك، أعلن ناشطون سوريون في حمص وريف دمشق رفضهم إرسال أبنائهم إلى المدارس، مع اقتراب موعد بدء العام الدراسي. ففي دوما التي شيع فيها يوم أمس قتيلان بمشاركة الآلاف، وجنازة ثالثة قيل إنها لمخبر للنظام لم يشارك فيها سوى أهله، أعلن الأهالي نيتهم عدم إرسال أولادهم إلى المدارس. وقال ناشطون هناك إن أهالي دوما لن يعودوا إلى ممارسة حياتهم العادية حتى يسقط النظام، في حين أعلن في حمص رفض إرسال الأولاد إلى المدارس وذلك بعدما اجتمعت «لجان أحياء مدينة حمص» و«تجمع أحرار حمص» لبحث مسألة التحاق الطلاب والطالبات بالعام الدراسي الجديد الذي أصبح على الأبواب.

وقال بيان صادر عن الاجتماع إنه «في ظل احتلال قوات الأمن لأغلب المدارس وتوزع الحواجز على مفارق الطرق وتمركز القناصة على أسطح المباني والمدارس، يعلن أهالي محافظة حمص رفضهم القاطع لإرسال أبنائهم وبناتهم للالتحاق بالعالم الدراسي الحالي في كل المراحل ابتداء من الصف التحضيري حتى الصف الثانوي وذلك حتى إشعار آخر».

وطالب البيان الذي نشر يوم أمس على الصفحات الموالية للثورة في سوريا على موقع «فيس بوك»، «بإزالة جميع المظاهر اللاأمنية وسحب القوات من المدارس والطرقات وأسطح المباني نهائيا». وأوضح البيان أن هذا المطلب جاء من باب الحرص والخوف على أبنائهم وعلى سلامتهم، وأنه «بعد الدراسة الدقيقة للواقع الصعب الذي يفتقد لكل مقومات ومستلزمات العملية التربوية وأهمها الأمان على أرواح الطلاب، توصلوا إلى توصيف الواقع اللاأمني في مدينة حمص بأن أغلب المدارس تحولت لثكنات عسكرية ومعتقلات وسجون وغرف تعذيب، وأن القناصة تتمركز على أسطح الأبنية والمدارس في أغلب الأحياء والحواجز الأمنية المشهود لها بسفالة الأخلاق وكثرة الإجرام وإطلاق النار على المارة بشكل عشوائي وهمجي». وأضاف أن «بعض الموالين للنظام يشيعون أخبارا عن نية بعض الشبيحة اختطاف أبناء وبنات حمص أثناء ذهابهم إلى المدارس وذلك كورقة ضغط على الأهالي والمطلوبين ليوقفوا المظاهرات ويسلموا أنفسهم». كما حمل مصدرو البيان النظام مسؤولية ونتائج عدم قدرة الطلاب على الالتحاق بالعام الدراسي الجديد.