المغرب يرغب في «شراكة قوية ومتميزة» مع دول مجلس التعاون الخليجي وليس عضوية كاملة

الطيب الفاسي: اختيارنا الأول هو اتحاد المغرب العربي ولن نقع في تناقض

TT

وضع الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، حدا للتكهنات بشأن الدعوة التي تلقاها المغرب للانضمام إلى «مجلس التعاون الخليجي»، وقال إن انضمام بلاده للمجلس غير ممكن في الظروف الحالية، مشددا على أن المغرب ينتمي إلى فضائه الطبيعي والتاريخي والجيوستراتيجي وهو المغرب العربي الكبير، ومضى قائلا: «لا يمكن أن نتناقض مع هذا الوضع ونضع رجلا في المغرب العربي ورجلا خارج المغرب العربي»، على حد تعبيره. وشدد المسؤول المغربي على أن الرباط ستحرص على بناء «شراكة قوية ومتقدمة ومتميزة مع دول مجلس التعاون الخليجي تشمل جميع الميادين».

وقال الطيب الفاسي، في تصريحات لإذاعة «ميدي آن» شبه الحكومية، التي تبث من مدينة طنجة، إنه خلال الاجتماع الأول الذي جرى بين وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في جدة، أوضح المغرب موقفه من مسألة دعوته للانضمام الكامل لعضوية المجلس، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المغرب شرح هذا الموقف بكل صراحة وشفافية، موضحا أن انتماءه أولا وقبل كل شيء لفضائه المغاربي.

وزاد الفاسي الفهري يقول: «نأمل ونتطلع في نطاق الظروف الحالية أن نتقدم في نطاق اتحاد المغرب العربي». ولمح الفاسي إلى أن موقف المغرب في جدة وجد تفهما، مبرزا أن بناء الشراكة المتقدمة والمتطورة والقوية، مع دول مجلس التعاون الخليجي، يجب أن تشمل جميع الميادين المرتبطة بالاستثمار والتعاون المالي وتنقل الأشخاص، وكذلك في مجال الحوار السياسي.

وكرر الفاسي فكرته حول العلاقة مع مجلس التعاون الخليجي بصيغة أخرى، ليقول: «نتطلع إلى تطوير التعاون مع مجلس التعاون الخليجي، نتطلع إلى إبرام شراكة قوية ومتقدمة تذهب إلى أبعد ما يمكن على مستوى المضمون، لكن الانضمام الكامل ليس من الممكن في الظروف الحالية، وفي ظل انتماء المغرب لفضائه المغاربي». وتطرق الفاسي، في تصريحاته إلى اتفاقية الشراكة المتقدمة التي تربط المغرب مع دول الاتحاد الأوروبي، وقال إنها شراكة متميزة، وكذلك إلى «اتفاقية أكادير»، وهي اتفاقية أدت إلى إنشاء منطقة للتبادل التجاري الحر بين الدول العربية المتوسطية كانت قد وقعت في الرباط في فبراير (شباط) 2004، وتضم الاتفاقية كلا من الأردن ومصر وتونس والمغرب، مشيرا كذلك إلى أن لبلاده اتفاقيات شراكة مع عدة دول من الشمال والجنوب.

والواضح أن إشارات الطيب الفاسي إلى هذه الاتفاقيات، تتضمن تلميحات حول مستوى العلاقة التي تطمح لها الرباط مع دول مجلس التعاون الخليجي. يشار إلى أن «اتحاد المغرب العربي» كان قد تأسس في 17 فبراير (شباط) 1989 في مراكش، بيد أنه ظل راكدا بسبب نزاع الصحراء، والفتور الذي تتسم به العلاقات المغربية - الجزائرية منذ إغلاق الحدود في صيف 1994. ولم يحقق الاتحاد الذي توجد أمانته العامة في الرباط شيئا يذكر على مستوى تعاون دول المنطقة. ونشأت في الآونة الأخيرة عقبات جديدة قد تحد من انطلاق الاتحاد المغاربي، أبرزها تداعيات الثورة في ليبيا على علاقات طرابلس مع الجزائر، والمخاض السياسي الذي تعرفه تونس.

وفي سياق آخر، كان الطيب الفاسي تحدث الليلة قبل الماضية في منتدى دولي نظمته الخارجية المغربية «حول الانتقال الديمقراطي والمسارات الدستورية في العالم العربي»، وقال في كلمته الافتتاحية إن المجتمعات العربية في أمس الحاجة إلى ركيزتين متلازمتين ومتكاملتين، تتمثلان في البناء الديمقراطي، وتأمين شروط حياة المواطنة الحقيقية من جهة، والانفتاح الاقتصادي والتنمية البشرية من جهة أخرى، وعبر عن اعتقاده بأن ما حدث في تونس ومصر وليبيا يؤكد بأنه لا تنمية اقتصادية واجتماعية دون انفتاح سياسي.